تابع السعوديون، بحسرة، تسلم منتخبهم ميداليات المركز الثاني في ختام بطولة كأس الخليج العربي الرابعة عشرة في المنامة، لأن المنتخب الكويتي انتزع اللقب بفارق نقطة واحدة عن "أخضرهم". وكان بكاء معلق التلفزيون السعودي وهو يصف مراسم ختام الدورة، أصدق تعبير عن حال الحزن التي عمت الأوساط الرياضية السعودية بفقدان منتخبها كأس البطولة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بها. وعبرت الصحف السعودية عن صدمتها بفشل المنتخب الذي أهدى الكأس، على حد تعبيرها، الى المنتخب الكويتي فقبلها الأخير وقبض عليها بقوة! وصب الشارع الرياضي جام غضبه على المدرب الألماني أوتو بفيستر وعلى اللاعبين الذين فرطوا بكأس البطولة إثر تعادلهم سلباً أمام منتخب قطر في الجولة الخامسة والاخيرة. ولم يشفع للمنتخب السعودي لدى جماهيره أنه الفريق الوحيد الذي هزم بطل الكأس وأنه الفريق الذي لم يلج مرماه سوى هدفين، إذ اعتبرت الجماهير أن منتخبها لم يقدم شيئاً يذكر وأن اللاعبين تهاونوا كثيراً ولم يقدروا فرصة حسم البطولة مبكراً. وبرغم اقليمية بطولة كأس الخليج التي لن تضيف للمنتخب السعودي سمعة دولية مدوية ككأس آسيا أو التأهل للمونديال، الا أن هناك خيبة أمل كبرى لدى الأوساط الرياضية لخسارة هذه الكأس التي كان السعوديون أقرب من غيرهم الى الفوز بها. وأكد عدد من المحللين أن المدرب بفيستر ارتكب أخطاء عدة ساهمت في ضياع الكأس، من بينها اعتماده على عدد من اللاعبين ذوي الخبرة المحدودة في مباراة قطر الهامّة وانتهاجه خطة لعب عقيمة، وألقوا باللائمة أيضاً على اللاعبين الذين كانوا يلعبون من دون روح أو حماس أو شعور بالمسؤولية، وطالبوا المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم اتخاذ قرارات تأديبية بحقهم. ووسط موجة الانتقادات هذه طالب عدد من المحللين بضرورة التروي ومعالجة الأمور بهدوء، وذكّروا بعوامل عدة كانت سبباً رئيسياً في ما حدث، منها أن المنتخب السعودي تعرض لعملية تجديد بعد المونديال، وأغلب عناصره من الشباب عديمي الخبرة، إذ أن أكثر من نصف المنتخب السعودي في العام الماضي لم يعودوا في صفوفه الآن ومنهم سامي الجابر وفهد المهلل وسعيد العويران وخالد مسعد وأحمد جميل وفؤاد أنور. واعتبروا أن حصول المنتخب السعودي على بطولة كأس العرب والمركز الثاني في بطولة كأس الخليج بهؤلاء الشباب أمر جيد، الى ذلك فإن المنتخب تعرض لظروف قاهرة عدة أثناء كأس الخليج منعته من الظهور بقوة منها اصابة ابراهيم السويد وابراهيم ماطر وعدم وجود بديل بمستواهما والطريقة الدفاعية التي انتهجها منتخبا البحرينوقطر، اضافة الى وجود المدرب الألماني بفيستر الذي أثبت أنه لايملك من الكفاءة مايمكن أن ينفع به الفريق"الأخضر". وبرغم كل هذه التبريرات، أصبح لزاماً على السعوديين الآن أن يعترفوا بسوء حظهم في بطولات الخليج، وليس عليهم ليتأكدوا من ذلك الا أن ينظروا الى سجلهم الكروي الذي يحمل فوزاً واحداً بهذه البطولة الصغيرة من مجمل 13 مشاركة مقابل الفوز بكأس القارة الآسيوية بخلجانها وبحارها ثلاث مرات من مجمل أربع مشاركات!!