عندما شرحنا المنتخبين السعودي والقطري صبيحة مباراتهما في الجولة الخامسة والأخيرة من المونديال الخليجي، تركنا هامشاً قصيراً لا يتجاوز سطراً واحداً، حسبنا من خلاله الحساب لخط الرجعة. كنا متأكدين من فوز السعودي على غرار 99 في المئة من المراقبين، ثم تنطحت نسبة الواحد في المئة وأطلت برأسها وأوضحت: ألم نقل لكم أن دورات الخليج ليس لها امان؟ ونوضح: 1- لم نقل أبداً ان المنتخب السعودي منتخب عملاق، وذكرنا في مبارياته أمام البحرين وعُمان والإمارات أنه عانى كثيراً... وهناك من يؤكد أن الكرة السعودية لم يرتفع مستواها منذ فترة طويلة بالرغم من الانجازات التي حققتها، بمعنى أن المنتخب الذي خاض مونديال 1994 وتألق لم نشهد له مثيلاً بعد ذلك. ورغم كل شيء رشحنا السعودي للفوز على القطري لأن هذا الأخير تحديداً كان في حال يرثى لها في الدورة الحالية، خصوصاً أنه سقط أمام العُماني بهدف وأمام الكويتي بهدفين لخمسة... بيد أن عادل خميس ومبارك مصطفى وزملاءهما استعادوا شيئاً من سمعتهم في مباراة الفرصة الأخيرة... كانت تحركاتهم موزونة دفاعاً ووسطاً وهجوماً، وكانوا أقرب إلى الفوز، وعن جدارة، فدفع "الأخضر" الثمن وراح يدعو للإماراتي "الأبيض" بالفوز على الكويتي أو التعادل معه... أي أن المبادرة انتقلت نهائياً من السعودي إلى الإماراتي. وهي نقطة سوداء في خانة يوسف الثنيان وزملائه. 2- اعتمد البعض، عندما توقع تعثر السعودي بالتعادل أو الخسارة أمام القطري، على التمني والحدس والحاسة السادسة وليس على المنطق... ومن يعتمد على هذا المعيار يجب أن ينتمي إلى إحدى الجهات المتنافسة على اللقب وليس إلى جهة محايدة. 3- بعد المباراة مباشرة، اجتمع رئيس البعثة السعودية الأمير سلطان بن فهد باللاعبين، ووصفهم بالأشباح، مستنكراً العرض "السيئ" و"غير المبرر" الذي قدموه... ومثل هذه العبارات المحقة تعني الكثير في المستقبل القريب، ان على صعيد تشكيلة المنتخب أو على صعيد جهازه الفني، مع العلم بأن مهمة المدرب الألماني أوتو بفيستر مع المنتخب الأول تنتهي مع نهاية الدورة الحالية... هناك من رشح الفرنسي ايميه جاكيه أو الارجنتيني دانيال باساريللا لقيادة المنتخب السعودي، لكن شيئاً لم يرشح عن هذا الموضوع... وربما يتأخر اعلان اسم المدرب الجديد مع تأجيل بطولة القارات في المكسيك من مطلع العام الجديد إلى منتصف الصيف المقبل. 4- اذاع تلفزيون أبو ظبي من قناته الرياضية بعد المباراة ان بفيستر أقيل من منصبه. ولدى سؤال الأمير سلطان، عبر أحد مساعديه الاعلاميين، أجاب: "لا علم لي بذلك، والخبر عارٍ عن الصحة". 5- التقى مديرا المنتخبين القطري والسعودي ماجد الخليفي وفيصل عبدالهادي في الفندق الخاص بالبعثات بعد المباراة، فاعتذر الأول للثاني، وأجاب عبدالهادي: "الاعتذار غير ضروري. نحن نهنئكم ونحن لم نكن نستحق الفوز... عموماً، ان ما حصل يصب في مصلحة الكرة السعودية، ولا بد من تقويم شامل لأوضاع المنتخب... هناك ثغرات يجب معالجتها، ولو فزنا بالكأس لربما تأخرت المعالجة سنوات". 6- ابتسم ماجد الخليفي للمرة الأولى في الدورة. وقبل أن يتوجه إلى المطار، عائداً إلى الدوحة، قال: "سررت أخيراً بعدما ظهرنا بمستوانا الحقيقي ولو متأخراً... قلت منذ البداية ان مشكلتنا تكمن في كفاءة المدرب البرازيلي غونزاغا... وصفته بالمقلب، ولامني البعض على عدم ثقتي به قبل أن تبدأ الدورة... هناك أشياء كثيرة لا يمكن أن أصرح بها، لكن أوكد ان أسهم المدرب البوسني جمال حاجي صارت مرتفعة لأن اتصالنا به في الدوحة لم ينقطع". واللبيب من الاشارة يفهم!! 7- البعثة الكويتية كانت في عيد، بعد التعادل السعودي - القطري. وذكر صحافي كويتي: "وقفت الكويت على قدم واحدة خلال المباراة، وخلت الشوارع من المارة، ثم غصت بهم بعد التعادل التاريخي". وتقرر إبعاد جميع اللاعبين عن أجهزة التلفزيون خلال مباراة السعودية وقطر، ومُنعت عنهم الاتصالات تماماً... وبعد التعادل، حدث هرج ومرج، وهرع رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ أحمد الفهد إلى فندق اللاعبين لالقاء محاضرة من نوع آخر ليس صعباً التكهن بمحتوياتها! ... حكايات "خليجي 14" كثيرة، وقد فرضت الاثارة فيها نفسها من بابها إلى محرابها.