السيد المحرر، تحية طيبة وبعد، قرأت الكثير عبر الصحف العربية وكذلك عبر "الحياة" عن الأزمة التركية - السورية، ويبدو لي ان تحليل صورة الوضع القائم يتم عبر النظر الى الأمور من زاوية واحدة فقط. أولاً: تركيا هي دولة ككل الدول لها مصالحها الحيوية والاستراتيجية مهما كانت الميول السياسية لحكومتها. فتركيا على رغم انها حالياً تعاني من انفصام في الشخصية أو الهوية فهذا لا يعني ان مصالحها الحيوية ستتغير، وهذا يعني الأمن والمياه ومركزها في المنطقة ككل. ثانياً: ان اللافت للنظر هو ان الاحزاب التركية جميعها أيدت حكومة يلماظ في موقفها تجاه سورية، وهذا ايضاً شمل الاسلاميين مما يؤيد القول ان تركيا كلها تعاني من مشكلة الاكراد لأنها مشكلة قومية وتتعلق بالأمن التركي كما يراها الشعب التركي نفسه بكافة فئاته. ثالثاً: أثبتت الاحداث خطأ الاستراتيجية السورية في الرهان على ورقة أوجلان لأنها لا معنى لها. رابعاً: أثبتت الاحداث ايضاً ان سورية أحرجت حتى أصدقائها وحلفائها من خلال هذه الأزمة مع تركيا لأنها اعطت الجنرالات في أنقرة العذر للتحرش بها فقط لأنها تساند اوجلان. على القيادة السورية مراجعة الأزمة ومراحلها من جذورها لأن الدرس هو ان تركيا كدولة لها مصالحها مثل سورية وان مصالحها لا تتغير مع تغيير الحكومات.