القدس المحتلة - أ ف ب - حققت الاحزاب اليهودية المتشددة دينيا نجاحا لا سابق له في الانتخابات البلدية في القدس مما اثار استياء كبيرا في صفوف العلمانيين الذين يخشون ان يفرض المتدينون اسلوبهم على المدينة. فقد اشارت نتائج الانتخابات التي نشرت امس الى ان رئيس البلدية ايهود اولمرت، وهو علماني من حزب ليكود اليميني القومي الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، فاز بفارق كبير على خصمه العمالي شيمون شتريت بحصوله على 60 في المئة من اصوات الناخبين. إلا أن اولمرت مني بهزيمة نكراء في ما يتعلق بتشكيلة المجلس البلدي اذ لم تحصل اللائحة التي كان يقودها الا على ثلاثة مقاعد من اصل 31. وفازت ثلاثة احزاب دينية ب 15 مقعداً وكادت ان تحقق الغالبية المطلقة. ولم يحصل حزب العمل الا على مقعدين بينما فاز حزبان علمانيان يساريان بسبعة مقاعد. ووزعت المقاعد الاربعة الأخرى على لوائح مختلفة. وسيكون على اولمرت لادارة المدينة الاعتماد اكثر على الاحزاب الدينية المتشددة التي كانت تتمتع اصلاً بحضور قوي في المجلس البلدي السابق مع 13 مقعداً. ولا يشكل اليهود المتشددون دينيا سوى 30 في المئة من سكان المدينة اليهود الا انهم نجحوا في تعبئة ناخبيهم بينما امتنع قسم كبير من العلمانيين عن المشاركة في التصويت. وعموما لم تتجاوز نسبة الاقبال على الانتخابات 40 في المئة في القدس التي امتنع ايضا سكانها الفلسطينيون عن التصويت كي لا تشكل مشاركتهم اعترافا بالاحتلال الاسرائيلي لقطاعها الشرقي. وحقق حزب "شاس" الديني لليهود السفارديم الذي وعد ناخبيه بالذهاب مباشرة الى الجنة قفزة كبيرة اذ ارتفع عدد مقاعده في المجلس البلدي من مقعد واحد الى خمسة. وسارع أولمرت الى ادانة "العلمانيين الذين لا يكفون عن الشكوى من هيمنة المتدينين ومع ذلك فضلوا البقاء في منازلهم بدلا من الادلاء بأصواتهم". وتشهد العلاقات بين العلمانيين والمتدينين توترا في القدس حيث يقود المتشددون منذ سنوات عدة معركة عنيفة في بعض الاحيان لاقفال بعض الطرقات اضافة الى المطاعم وصالات السينما خلال عطلة السبت. الا انهم لم ينجحوا في تحقيق هدفهم بعد. وترجم صعود الاحزاب الدينية عملياً بفتح العديد من المدارس المخصصة لابنائهم على حساب المدارس العلمانية التي اقفل بعضها. ويسيطر المتشددون اصلا على لجنة الشؤون العمرانية الفائقة الاهمية في البلدية وقاموا من موقعهم هذا بتكثيف البناء في الاحياء الخاصة بهم لا سيما في القدسالشرقيةالمحتلة. وقال المعلق السياسي في الاذاعة العامة ان "المتشددين دينيا الذين صوتت غالبيتهم الكبيرة لاولمرت يمسكونه الآن رهينة". وحاول اولمرت اظهار بعض المواقف المعتدلة احيانا، لكنه سعى دائماً الى الظهور، قولاً وعملاً، بمظهر اكثر تشددا من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في التمسك بالمزاعم الاسرائيلية المتعلقة بالقدس. في المقابل حقق العماليون انتصارات في بلديات اخرى وانتزعوا بعض المدن الكبرى من اليمين. فقد انتخب مرشحهم رون هالداي رئيسا لبلدية تل ابيب، ومرشحهم الآخر يعقوب تيرنر في بئر السبع، في جنوب اسرائيل، التي تعتبر تقليدياً معقلاً لليكود. كما انتزع العماليون من اليهود بلديات بتاح تيكفا ضاحية تل ابيب وحظيرة والعفولة شمال. وانتقلت مدن متوسطة على غرار ناتانيا وريحوفوت وسط من اليمينيين الى العماليين.