1 ربما لم يحمل الحرف العربي المطبوع في السنوات الأخيرة اسماً ينافس أسماء الفرسان الثلاثة: هنتنغتون وفوكوياما وغارودي. اثنان ضدنا وواحد معنا. اثنان هما تجسيد الشرور على الأرض، وواحد هو كل الخير والحق والجمال. مئات المقالات عنهم: بعضها يرد فيها اسم هنتنغتون قبل تحريره: هنتغتون او حتى هنتتون. اما غارودي، وهو مسؤول عن ذاك جزئياً، فيمكن ان يكون راجي وروجيه ورجاء، وجارودي وغارودي و... وأما فوكوياما فآثر الكتّاب الأكثر رصانة التقليل من ذكر اسمه الياباني الذي يحمل في العربية وقع العاب الأطفال والاستعاضة عن ذلك ب"موت التاريخ". هذا كله ليس مهماً. المهم ان اثنين ضدنا وواحداً معنا. ومن هنا انشغالنا الزائد بالأمر. 2 مدهشٌ كم أن تركيا تصدّر أزماتها الى الخارج، بحسب ما تساءل وضاح شرارة قبل أيام، وكم أن سورية لا تفعل؟ ومدهشٌ كم أن تركيا التي كنا نقول إن الغرب يظلمها لأنها مسلمة، لم تعد تظهر، منذ اسابيع، الا في هيئة ظالم لا يسع أحداً أن يظلمه هذا المعنى يشير اليه مارك صايغ في هذا العدد. 3 أميركا تهمل الشرق الأوسط كما قلنا مراراً. لكن أميركا تدخلت مؤخراً وبذلت جهوداً ملحوظة في واي بلانتيشين. لقد حرمتنا، للأسف، استعمال سلاح الاهمال... فلنبحث لنا عن حجة أخرى! 4 لبنان أجمع على رئيس. عجيب! منذ متى يجمع اللبنانيون على شيء؟ هناك معجزة في الأمر. 5 كارلوس منعم، رئيس الأرجنتين، قال قبل أيام في لندن: اننا نحتفظ بحقنا التاريخي في جزر الفوكلاند، لكننا سنحاول نيله بوسائل سلمية. الرجل تعلم من حرب الثمانينات. الا ان كلامه يبدو غريباً على العربي، ما خلا المغربي، ربما، الذي يتعاطى بنفس منطق منعم في نزاعه مع اسبانيا حول سبتة ومليلة. الشاعر العربي سبق له ان قال: إن مات حقك لم يمت حقانِ لك في نجاد السيف حقٌ ثانِ 6 بينوشيه قد يكسب القضية. لكن التجربة تبعث على الفرح حتى لو كان الفرح غامضاً ومشوباً بالتحفظ. الاحساس بعدالة ما بعض ذلك. وبعضه الآخر ان العالم غدا يتجه نحو رقابة كونية. الهواء الطلق بدأ يتسلل الى المعازل. 7 يقولون سي. آي. إي. وينشف ريقهم. وينسون ان احلال السلام في الشرق الاوسط اول تطبيق لوظائف المخابرات في زمن ما بعد الحرب الباردة. هذا ما قالته تحليلات لا تُحصى. اما بعضنا فيبدو انه يريد لها ان تمضي في التجسس وتعقيد التسويات السلمية!