أشاد الفريق أول المتقاعد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز قائد قوات التحالف في حرب تحرير الكويت بانتصار السادس من أكتوبر، وهنأ الشعب العربي عموماً والشعب المصري خصوصاً "بهذا النصر الكبير الذي أعاد للأمة العربية هيبتها وللجندي العربي والمصري روحه المعنوية وقدرته القتالية". وقال الأمير خالد بن سلطان في تصريحات صحافية لمناسبة حضوره حفلة أقامها ليل الثلثاء الملحق العسكري المصري المعتمد لدى السعودية العميد عبدالرؤوف علي "إن حرب أكتوبر هي ملحمة في تاريخ العرب الحديث وجاءت بعد الحروب المتتالية لتؤكد قدرة المخطط العسكري العربي المصري وكفاءة الجندي المصري". وأضاف: "يكفينا فخراً أن حرب أكتوبر غيرت مفاهيم الحروب الحديثة وأصبحت مادة تدرس في الكليات والمعاهد العسكرية العالمية. فقد اجتاز الجيش المصري خط بارليف في وقت الظهيرة، ما شكل عنصر مفاجأة غير متعارف عليها عسكرياً، إذ أن الهجوم عادة ما يكون فجراً مع أول خيط للضوء أو مغرباً مع نهاية آخر خيط للضوء". ولاحظ الأمير خالد بن سلطان "أن حرب أكتوبر أوجدت تعريفاً جديداً لبعض التكتيكات الحديثة التي تدرس حالياً في أميركا وأوروبا". وقال: "مفهوم أن تقاتل الدبابة دبابة لكن المخططين العسكريين المصريين غيروا هذه النظرية لتصبح الدبابة ضد صاروخ وغيروا مفهوم قتال الطائرة ضد طائرة مثلها من خلال خلق قوات دفاع جوي ليواجه صاروخ أرض - جو طائرة". وسئل الأمير خالد عن عنصر المفاجأة في حرب أكتوبر. فأكد "أن عنصر المفاجأة في هذه الحرب لم يكن الضوء الأول أو الضوء الأخير، لكنه اختيار القادة العسكريين لنقطة الضعف في هذا اليوم للتحرك"، مؤكداً "أن التكتيك المصري كان موفقاً في اختيار نقطة الضعف في العدو، والتي كان مخططاً لها سابقاً، وتحديد وقت الهجوم الذي حددت فيه الضربة الأولى، وتم تنفيذ الفكرة ببساطة، وعبرت القوات المصرية القناة، وتم اختراق خط بارليف". وأكد الأمير خالد أنه استفاد "شخصياً من حرب أكتوبر والبساطة التي نفذت بها، فقد اخترت خلال قيادتي قوات التحالف في حرب تحرير الكويت وبالذات في معركة تحرير مدينة الخفجي السعودية، الساعة الثامنة صباحاً لبدء المعركة البرية الوحيدة في حرب تحرير الكويت، بناءً على معلومات توفرت لدي عن نقطة ضعف القوات المقابلة". وأشار إلى أن عوامل أخرى ساهمت في نصر اكتوبر خلافاً لعنصر المفاجأة "كحرب الاستنزاف التي سبقت العبور العظيم وهي تمويه استراتيجي للعدو، وكذلك توقيت موقع الشمس في أعين العدو، إضافة إلى عوامل أخرى سرية وضعها المخطط العسكري المصري في اعتباره". وعن تقويمه لوحدة القوات العربية في حرب اكتوبر عبر الأمير خالد بن سلطان عن أمنياته بتحقق الوحدة العربية، ووصفها بأنها الأمل "الكبير لرفعة الأمة العربية"، مؤكداً أنه "من المتفائلين بإمكانية تحقيقها خاصة في ظل القيادة الحكيمة لكل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك". وقال: "إن الترابط والتكاتف بين السعودية ومصر ومعهما سورية وما تشهده الساحة من وحدة كلمتهم والعمل العربي بجماعية وجدية يعطي الأمل في تحقيق هذه الوحدة"، لكنه أشار إلى "أن هناك بعض العوامل التي تقف في طريق هذه الوحدة منها التفكير المحدود للبعض داخل الأمة العربية، ولكن على الجميع أن يعرف أن قوة العرب في وحدتهم". وسئل هل هناك حاجة حالياً لإجراء عربي يحرك الجمود في عملية السلام كما حدث في أكتوبر فأكد الأمير خالد بن سلطان أنه يؤمن أن من جرب الحرب فإنه يحارب الحرب ولا يريدها، مستشهداً بقول الرئيس مبارك : ليس أسوأ من الحرب. وقال: "لا يجوز أن نفكر في الحرب ولكن علينا أن نسعى إلى السلام بشموخ وأن نستمر فيه بقوة إلى أقصى ما نستطيع، على أن يكون سلاماً عادلاً وشاملاً"، مؤكداً أن "علينا في ظل بحثنا عن السلام بكل جدية أن نقوم في الوقت ذاته بتقوية أنفسنا وتدعيم قدراتنا العسكرية سواءً كل دولة على حدة أو عبر التدريبات المشتركة والتخطيط على أعلى مستوى". وركز قائد قوات التحالف في حرب تحرير الكويت على أهمية التدريبات المشتركة والتخطيط المشترك لتوحيد المفاهيم العسكرية العربية، مشيراً إلى التباين الذي كان في الطرق التكتيكية والاستراتيجيات العسكرية واختلاف الأسلحة ومسمياتها والتخاطب بالأجهزة اللاسلكية بين قوات 27 دولة انضوت جيوشها تحت قيادته، لكنه أكد أنه "مع وجود القادة العسكريين الكبار تم التغلب على هذه العوامل وبالتدريب على أعلى مستوى توحدت المفاهيم العسكرية كافة خلال خمسة أشهر وخاضت هذه القوات حرب تحرير الكويت بكفاءة عالية كللت بالنجاح دون حدوث خطأ واحد يمكن اعتباره جسيماً". وعن استفادته من حرب اكتوبر كقائد عسكري قال: إن "القائد هو الذي يستفيد من الدروس والظروف التي تحتويها كل حرب سواءً انتهت بالهزيمة أو الانتصار"، موضحاً أنه استفاد من حرب 1948، وحرب التحالف الثلاثي 1956 وكذلك هزيمة 1967، "لأن كل حرب لها ظروفها ومعطياتها المختلفة، والقائد الحقيقي العاقل هو الذي يدرس ويستفيد من الهزيمة ولا يزهو بالانتصار"