يعد هذا الكتاب كتاباً وثائقياً يعرض حرب الخليج الثانية "حرب تحرير الكويت" بطريقة موضوعية وصريحة، ويكشف النقاب عن حقائق وأسرار هذه الحرب، ويلقي الضوء على المواقف والأحداث الغامضة والمجهولة، ويصحح المفاهيم والأفكار لدى الكثيرين.كما يعد هذا الكتاب مرجعاً عسكرياً،ومصدراً من أوثق المصادر التي تناولت حرب الخليج الثانية، فهو كتاب وثائقي يتناول هذه الحرب بطريقة واضحة وصريحة، إضافة الى ذلك، أنه يصدر عن قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات لتنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، تلك الفترة الصعبة التي عاشها هذا القائد مع قراراته وانتصاراته ضد عدو غاشم. ولأول مرة يتبنى الكتابة عن الحرب قائد وضعته الأقدار على رأس قوات هبت للدفاع عن المبادئ والقيم قبل أن تهب للدفاع عن نفسها، ويتوخى الحذر كل الحذر أن يعرض الأحداث كما هي ، بعيداً عن العواطف ، ويعطي لكل ذي حق حقه. لقد عاش هذا القائد أحداث تلك الحرب لحظة بلحظة، وشارك في صنعها، وعايش الاستعداد والتخطيط ، والإقدام والهجوم، والإبتهاج والنصر ، وإعادة الحق لأصحابه.إن التاريخ سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية " عاصفة الصحراء" حينما استطاعت القوات المشتركة بقيادتها الحكيمة الشجاعة إحراز النصر وتحرير دولة الكويت، وردع الظالمين، وإعادة الحقوق كاملة إلى أصحابها. إن حرب الخليج الثانية سوف تظل عالقة بأذهان العالم بأسره، فقد كانت أكبر حملة عسكرية برية وبحرية وجوية في التاريخ الحديث، وساهمت بشكل كبير جداً في تغيير مجريات الأمور والأحداث في منطقة الشرق الأوسط . إن لكل حرب طابعا، وسمة تميزها ، وكانت حرب تحرير الكويت هي المفهوم الحديث للحرب المشتركة، وسيطرة المعلومات. وكانت قراءتي لهذا الكتاب تصحيحا للمفهوم العام الذي قد يتبادر إلى ذهن البعض من أننا كنا منفذين لخطط وتعليمات القوات الصديقة، الولاياتالمتحدةالأمريكية وانجلترا وفرنسا، بل كنا أصحاب قرار ومفهوم عسكري بالوثائق التي قدمها وعرضها لنا كاتب هذا الكتاب الفريق أول ركن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات لحرب تحرير الكويت. وليس بكثير على من تربى في كنف سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ، وشرب من معين الأخلاق والمبادئ الإسلامية أن يقود القوات المشتركة ومسرح العمليات وأن يحوز النصر ، ويقف بين قواته على الحدود الجنوبية للدفاع عن أمن وأمان المملكة العربية السعودية، مهبط الوحي ، ورسالة الإسلام، وبلاد الحرمين الشريفين.وأحمد الله تعالى على أن اتيحت لي فرصة الحصول والإطلاع على هذا المرجع القيم الذاخر، وماحواه من معلومات قيمة مفيدة، والذي يعتبر بحق لا غنى عنه للقارئ العربي والأجنبي. والشكر كل الشكر والتقدير كل التقدير لهذا الرجل الذي أتاح لنا فرصة الإطلاع على جزء مهم ومحوري في تاريخنا المعاصر، صاحب السمو الملكي الفريق أول ركن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية.بارك الله تعالى في قيادة هذه البلاد سياسيا وعسكريا حتى تكون دائما في أمن وأمان، وفي خدمة وشرف الحرمين الشريفين. مجدي عبد الرحمن شفيق