سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حذر في حديثه إلى "الحياة" أنقرة من استخدام القوة ضد دمشق ... وكشف أن قضية ال 10 في المئة والمحمية "ليست واضحة". مبارك : الحرب على سورية بداية سلسلة لن تنتهي ومصر لن تتردد في امتلاك السلاح النووي إذا أضطرت
كشف الرئيس حسني مبارك أنه أبلغ نظيره التركي سليمان ديميرل، في رسالته إليه أول من أمس، أن الحرب "تعني بداية سلسلة لن تنتهي من الفعل ورد الفعل"، وحذر من أن وصول الأمر بين دمشق وأنقرة الى استخدام السلاح "سيكون خطيراً جداً"، مشدداً على وجوب التهدئة، ومشيراً إلى أن "الملك حسين يؤكد دائماً أنه لا يتحالف مع أحد"، في اشارة الى التحالف التركي - الاسرائيلي. وأعلن - في حديث الى "الحياة"، فيما القاهرة تحتفل بذكرى مرور 25 عاماً على حرب تشرين الأول اكتوبر 1973 - أن مصر لا تفكر حالياً في دخول النادي النووي، ولكن "اذا جاء الوقت الذي نكون فيه بحاجة الى هذا السلاح، واذا اضطررنا الى ذلك فلن نتردد، لأن هذا هو آخر ما نفكر فيه". نص الحديث في الصفحة 6. وشدد الرئيس المصري على أن التقدم على المسار الفلسطيني "مرتبط بما يمكن أن تقدمه حكومة نتانياهو"، موضحاً أن "مساحة ال 10 في المئة والمحمية الطبيعية في ال 3 في المئة في الاتفاق المبدئي الأخير غير واضحة سواء له او للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات". وقال إن المشاورات لعقد قمة عربية تصبح ضرورية إذا تأكد أن عملية السلام وصلت الى طريق مسدود تماماً. وقال إنه لن تكون هناك حاجة الى مؤتمر دولي لإنقاذ السلام اذا استطاعت الولاياتالمتحدة كسر الجمود. وحمل بشدة على الحكومة السودانية، واتهمها ب "المراوغة"، كما حمل بشدة على الدكتور حسن الترابي. ولاحظ، في معرض تعليقه على الضربة الأميركية لمصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم، أن السودانيين "وضعوا أنفسهم في موضع شبهة". وقال إن عودة العراق الى الاسرة العربية "مسألة وقت"، معلقاً أهمية كبرى على توفير الغذاء والدواء للشعب العراقي. وكان الرئيس مبارك يتحدث الى "الحياة"، بعد دقائق من عودته الى مكتبه الرئاسي، إثر افتتاحه الندوة الاستراتيجية التي نظمتها القوات المسلحة في ذكرى مرور 25 عاماً على حرب تشرين الاول اكتوبر. بدا كأنه يكمل ما لم يقله في كلمة الافتتاح، او يتابع ما قال للصحف المحلية، أو يستعيد ذكرى الانتصارات التي حققها الجيش المصري قبل ربع قرن، كما لو انها تحققت امس، وقد حرص في كل أحاديثه هذه الأيام على التأكيد ان الحرب لا تحل أي مشكلة، وهذا مرد غضبه من السياسة التي تمارسها حكومة بنيامين نتانياهو ضد الفلسطينيين في الارض المحتلة، لأن هذه السياسة لن تولدّ سوى العنف ولن توفر للاسرائيليين الأمن ولا السلام مستقبلاً. الندوة الاستراتيجية ليست الحدث الأبرز في اسبوع كامل تعيشه مصر هذه الايام احتفالاً بذكرى انتصارات اكتوبر التي تكتسب اهميتها، كما يقول العسكريون المصريون، من ثلاثة عناصر أساسية: أولها، انها كانت من صنع القوات المسلحة المصرية تخطيطاً وتنفيذاً، وثانيها، أنها ضربت مقولة الجيش الاسرائيلي الذي لا يهزم، وثالثها أنها شقت الطريق الى التسوية السياسية التي استعادت بها مصر كل أراضيها التي احتلت عام 1967. بعد هذا الصيف الحار واجازاته، كان لا بد من ان تستهل القاهرة نشاطها السياسي بحدث مثل اليوبيل الفضي لحرب اكتوبر الذي دفع المصريين الى جو وطني قومي تجلى ليس في الصحافة والتلفزيون وهما يستعيدان مشاهد من الحرب وانجازاتها، بل في الندوة الاستراتيجية ايضاً التي شاركت فيها كل القوى السياسية، من الحزب الوطني الحاكم الى احزاب المعارضة والشخصيات المستقلة. وما جعل الربط - في المناسبة - بين الوطني والقومي، الأجواء التي تعيشها المنطقة، من جهود عملية السلام الى ازدياد التوتر بين تركيا وسورية. وبين هذا وذاك ليس السؤال اين تقف مصر، بل هل تكون حرب اكتوبر آخر الحروب في المنطقة. وما يحتم هذا الربط انتقال الرئيس مبارك في عز الاحتفالات بالمناسبة الى الرياض، وكان قبل ذلك استقبل الرئيس ياسر عرفات في طريق عودته من نيويورك وواشنطن، ولم تفته الاشارة الى مشاركة القوات السورية في حرب 73، والاشادة بقرار الملك فيصل استخدام سلاح النفط في هذه الحرب. مثلما لم تفت المتابعين الندوة الاستراتيجية نقطة بارزة في جدول مناقشاتها هي تأثير النفط العربي في الحرب. لا يقود ذلك الى خلاصة ان الحرب هي الحديث الطاغي في الشارع المصري، فالهاجس الاقتصادي هو اولاً وثانياً وثالثاً. ويتحدث المصريون عن المشاريع الاقتصادية العملاقة مثل توشكى في الجنوب، حيث العمل قائم لبناء مجتمع حضاري جديد. ومثل تعمير سيناء. ثم تنمية الصعيد الذي أهمل في السابق كثيراً فكان مصدراً لنمو العنف والارهاب. وعندما تطرقت "الحياة" الى الوضع الاقتصادي في حوارها مع الرئيس مبارك بدا كأن الرجل لا يمقت الحرب فحسب، بل يحرص على طبع عهده بطابع الاقتصاد، فهو الاول في سلم اهتمامات حكومته. ويريده عنواناً وطنياً مختصراً لولايته، والجامع الاول لكل القوى السياسية والتيارات الشعبية، تماماً كما كان بناء السد العالي أحد العناوين الكبرى في تاريخ الرئيس عبدالناصر، وكما كان الإعداد لحرب اكتوبر العنوان الكبير في عهد الرئيس السادات. ويتجاوز في حديثه الاقتصاد المصري، ليسهب ملحاً في دعوته الى قيام السوق العربية المشتركة، الضامن الوحيد لمستقبل العرب في الالف الثالث.