فيينا، بورتشاش النمسا، القاهرة - "الحياة"، اف ب، رويترز - اكد الرئيس ياسر عرفات امس ثقته بان "اتفاق الشجعان" الذي وقعه اول من امس في واشنطن مع "شريكه" رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "سيطبق". وطالب الاتحاد الاوروبي بالمساعدة في تنفيذ هذا الاتفاق الذي "حيّاه" الرئيس حسني مبارك على اساس ان "الفلسطينيين قبلوا به". وكان من المفترض ان يزور عرفاتالقاهرة مساء امس لاطلاع مبارك على ما تم. واعلن الرئيس الفلسطيني خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية النمسوي وولفغانغ شوسيل في فيينا امس: "انا واثق من انه الاتفاق سيطبق لانه ليس الاول الذي يوقع مع نتانياهو"، معربا عن امله بان "يفتح الباب" امام اتفاقات اخرى مشابهة بين اسرائيل ولبنان وسورية. واضاف انه "لا شك في ان نتانياهو اصبح شريكي كما كان رابين شريكي السابق ... وشمعون بيريز. نتانياهو هو شريكنا الجديد لمواصلة عملية السلام رغم الصعوبات". ولفت عرفات الى انه "يجب التركيز على دور الاتحاد الاوروبي الذي نشكره ... على جهوده لحماية عملية السلام ودفع سلام الشجعان قدما". وابلغ شوسيل الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي عرفات ان الاتحاد سيساعد في حماية عملية السلام، وان المهم الان هو الدعوة الى عقد اجتماع للدول المانحة للمساعدات عل ىالمستوى الوزاري. وقال: "سنتصل بشركائنا للحصول على موافقتهم في شأن مثل هذا المؤتمر المهم. ونأمل بان تكون فيينا مكانا لعقده 000 لكن الشيء الحيوي هو ان ينعقد المؤتمر قريبا. اننا نتحدث عن نهاية تشرين الثاني نوفمبر أو بداية كانون الاول ديسمبر". من جهة اخرى، افتتحت بعد ظهر امس في بورتشاش جنوبالنمسا القمة غير الرسمية لرؤساء الدول والحكومات الاعضاء في الاتحاد الاوروبي. وبدأ الاجتماع بخطاب القاه عرفات عرض فيه الاتفاق المرحلي الذي وقع في البيت الابيض. وفي القاهرة، اعتبر الرئيس المصري ان "توفر حسن النيات سيسهل تنفيذ الاتفاق الفلسطيني - الاسرائيلي الاخير، واقتصر تعليقه على الاتفاق بالقول: "ما دام الفلسطينيون قبلوا هذا الاتفاق فإننا نحييه لأن هذا شأنهم". وشدد مبارك في اللقاء العسكري الشعبي الذي عقد في مقر الجيش الثالث الميداني في السويس امس على ان مصر "لم تعط وعودا باطلاق الجاسوس الاسرائيلي عزام عزام"، وأبدى غضباً من "شائعات افادت أنه اعطى وعداً" لاطلاق عزام، وقال: "ذلك امر غير صحيح لأن ما اعد به اعلنه للمواطنين ولا أخفي عن الشعب شيئا ... واذا وعدت لابد ان يكون الوعد في اطار القانون وله اسبابه القوية التي حينما اعلنتها تكون مقنعة للمواطن واساسها المصلحة العامة". واضاف: "نرفض اي ضغط". وكان مبارك زار السويس امس لمناسبة احتفال المدينة بعيدها الذي يوافق ذكرى "دحر" القوات الاسرائيلية التي تسللت اليها خلال حرب تشرين الأول اكتوبر عام 1973، ضمن احتفالات مصر باليوبيل الفضي لنصر اكتوبر. وعن الاتفاق المرحلي الذي وقع في البيت الابيض، قال مبارك خلال اللقاء: "الاتفاق سبق ان وقع بين الجانبين. وبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين تنفيذه، الى ان تولى نتانياهو المسؤولية فتوقفت مراحل تنفيذ الاتفاق ... اتفاق الخليل الذي يتكون من ستة بنود لم يتم سوى تنفيذ بندين منه وتم تجاهل البنود الباقية". واشار الى أنه "كانت هناك ملاحظات ... لكن علينا ان ننتظر ونتابع ما سيتم بالنسبة الى تنفيذ بنود الاتفاق الجديد". ولم يتطرق الى هذه الملاحظات، لافتا الى أنه سيلتقي اليوم عرفات "للاطلاع على كل التفصيلات"، ومنوهاً بأن "الجانب الفلسطيني قبل الاتفاق عن اقتناع ... بالتالي ليس لدينا اعتراض عليه، ونتابع خطوات التنفيذ". وأكد مبارك اهمية سلام شامل وعادل في المنطقة لن يتحقق سوى بالتزام الاتفاقات، وبحصول الفلسطينين على حقهم المشروع، معتبراً في الوقت نفسه "أي اتفاق حتى لو كان فيه بعض نقاط ضعف فهو افضل من أن تستمر اعمال العنف ... ويجب على كلا الطرفين ان يكون متفهما حتى لاتختلق الحجج تحت مسمى إجراءات الأمن".