الكلام على ان الولاياتالمتحدة الأميركية وفرنسا تتعاطيان مع ملف انتخابات رئاسة الجمهورية اللبنانية، من موقع أكثر من مراقب وأقل من مقرر يساعد على المجيء بهذا المرشح أو ذاك الى سدة الرئاسة الأولى، لم يمنع العدد الأكبر من المرشحين وبعضهم ممن ينفي ترشحه من الاحتكاك بواشنطن وباريس، باتصالات مباشرة أو من خلال الديبلوماسيين العاملين في بيروت. واللافت على هذا الصعيد ان واشنطن وباريس تنظران الى الاستحقاق الرئاسي من زاوية مراعاة الاعتبارات الإقليمية وتحديداً الدور السوري ومدى صلته ببلورة الخيار النهائي تتويجاً للمشاورات الجارية بين بيروت ودمشق، في مقابل تقديرهما ان المسؤولين السوريين يراعون بدورهم عدم تحبيذهما التمديد لرئيس الجمهورية الياس الهراوي الذي يرفض بدوره هذا الأمر، أو أن يكون الاختيار لمصلحة أحد المرشحين الذين لا يرتاح الى انتخابهم الرأي العام ويتطلع الى مجيئهم على أنه يشكل مؤشراً الى احتمال حصول تغيير في الأوضاع السائدة على الأقل في الذهنية المتبعة في ادارات الدولة والمؤسسات الرسمية. ثم ان واشنطن وباريس، وان كانتا تتعاطفان مع بعض المرشحين أكثر من تعاطفهما مع البعض الآخر، فمن تتطلعان اليه رئيس يُنظر اليه على أنه "نجم" يبعث على الأمل في احداث تغيير وفي ارضاء اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً. واعترف أحد الوزراء بأن "العامل الغربي في انتخابات الرئاسة يبقى محدوداً"، مشيراً الى ان "المسؤولين السوريين التقوا جميع المرشحين من دون استثناء"، واصفاً هذه اللقاءات بأنها "أسهمت في اجراء جوجلة وصولاً الى تحديد الصفات التي يتمتع بها المرشح الأوفر حظاً"، آخذين في الاعتبار كل المعطيات الخارجية والتطورات المتلاحقة في المنطقة. وكشف أن عدداً من المرشحين نصحوا منذ الآن بضرورة الدخول في تطبيع العلاقة مع المرشح الأوفر حظاً، أي قائد الجيش العماد اميل لحود.