«الإحصاء»: إيرادات «غير الربحي» بلغت 54.4 مليار ريال ل 2023    اختتام اعمال الدورة 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في البحرين    مدرب قطر يُبرر الاعتماد على الشباب    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    تدخل جراحي عاجل ينقذ مريضاً من شلل دائم في عنيزة    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الصادرات غير النفطية للمملكة ترتفع بنسبة 12.7 % في أكتوبر    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكد ل "الحياة": أن مصر ستؤيد الدولة الفلسطينية إذا أعلنت ... ولا حاجة الى مؤتمر لإنقاذ السلام إذا كسرت أميركا الجمود . مبارك : مسألة ال 10 في المئة والمحمية غير واضحة لي ولعرفات ومساعديه
نشر في الحياة يوم 05 - 10 - 1998

أعلن الرئيس حسني مبارك أن عملية السلام لا تتحرك منذ العام 1996، واتهم حكومة بنيامين نتانياهو بأنها "لم تنفذ سوى بندين من ستة بنود تتضمنها اتفاقية الخليل". وشدد على أنه "لا أمن لشعب اسرائيل ما لم يجر التفاوض مع الفلسطينيين لكي تعود إليهم أرضهم". وقال: "مصر ستؤيد الدولة الفلسطينية إذا أعلنت وأنها لا تضغط على السلطة الفلسطينية".
لكنه أوضح في حوار مع "الحياة" أن "لا شيء محدداً في الاتفاق المبدئي الأخير لا بخصوص مساحة الپ10 في المئة ولا بخصوص المحمية. فالمسألة ليست واضحة بالنسبة إليّ أو بالنسبة لأبو عمار ومساعديه أيضاً". ورأى أن "لا حاجة إلى مؤتمر دولي لانقاذ السلام إذا نجحت الولايات المتحدة في كسر الجمود الحالي في التسوية". إلا أنه رأى أن استمرار الجمود سيدفع الى مشاورات لعقد قمة عربية.
وحض مبارك الدول العربية على استعجال إقامة السوق العربية المشتركة "لئلا نموت ونتحول الى سوق للتجارة الدولية". وعزا التأخر أو العوائق أمام إقامة هذه السوق الى "بعض الظواهر السياسية".
وهنا نص الحوار:
ربط مراقبون بين هذا الاهتمام غير العادي باحتفالات أكتوبر والظروف التي تمر بها عملية السلام والتطورات في المنطقة. إلى أي حد يصح هذا الربط؟ وهل تؤمنون فعلاً بأن حرب أكتوبر هي آخر الحروب؟
- نصر أكتوبر مر عليه الآن ربع قرن. والجيل الجديد الذي لم يعش تلك الفترة، في حاجة إلى أن يعرف المزيد عن حقائق تلك الحقبة التاريخية. فقد كانت حرب أكتوبر نقطة تحول جوهرية في تاريخ المنطقة كلها، ومن حق هذا الجيل علينا أن نعمق معرفته بتلك المرحلة.
وفكرة الندوة الاستراتيجية جاءت خلال لقائي وطلاب جامعة الاسكندرية بعد أن لاحظت مدى تعطشهم لمعرفة المزيد عن هذه الحرب، مع عدم توافر مصادر كافية تحلل وتشرح أبعاد تلك المرحلة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية فضلاً عن الجوانب العسكرية والسياسية. وهكذا تزامنت هذه الندوة مع ذكرى اليوبيل الفضي لنصر أكتوبر.
لكن العرض العسكري هذا العام بعد غياب سنين زاد من مسألة الربط؟
- لا، العرض العسكري يرتبط بمرور 25 عاماً على انتصار أكتوبر، ولا يحمل أي مغزى آخر. هو عرض رمزي وليس ضخماً وكان من الممكن أن يكون ثلاثة أضعاف العرض المقرر.
تكررون أن الحرب لا تحل أي مشكلة، فإذا واصلت إسرائيل سياسة الغطرسة بضمان أميركي لتفوقها العسكري، كيف يمكن للعرب أن يستعيدوا أراضيهم، وحقوقهم؟
- تبقى الحقيقة أن هناك بدائل عدة لاستعادة الأرض والحقوق، لا توجد قضية واحدة في العالم أنهتها الحرب. وكان هدفنا من حرب أكتوبر دفعهم الإسرائيليين إلى مائدة التفاوض. لقد استرجعنا الأراضي المصرية بالحرب وبالتفاوض وبالتحكيم، ولم يكن ممكناً أن نتفاوض ونستعيد أرضنا من دون حرب 1973 والانتصار الذي حققناه. حالياً يدّعون أنهم انتصروا في عام 1973 وهذا الكلام أسمعه للمرة الأولى، ويأتي مخالفاً لما ذكرته الكتابات الإسرائيلية نفسها من أن رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير كانت تبكي وكادت تفكر في الانتحار، إنهم يخدعون شعبهم، طرح الحقائق هو الطريق الصحيح للإيمان بحتمية السلام.
بعد ربع قرن على حرب أكتوبر هل لا تزال هناك وثائق لم تنشر، ويمكنها أن ترى النور أسوة بما يحدث في أوروبا التي تنشر وثائقها بعد مرور 25 عاماً؟
- لن يحدث ذلك قبل مرور المدة التي حددها القانون، حتى في أوروبا هناك وثائق لا تنشر، وهناك بعض الوثائق عن حرب أكتوبر لم تعلن حتى اليوم، ولا استطيع قول شيء عنها، فالقانون يلزمني كأي مواطن خصوصاً أنني شاركت في الحرب، ولا أريد الخوض في أمور لم تعلن بعد. وما ينشر حالياً في بعض الصحف عن الثغرة الإسرائيلية غير دقيق، والحقيقة يعرفها الجميع من القادة العسكريين.
تركيا تصعد تهديداتها لسورية، ماذا سيكون موقف مصر إذا وقعت مواجهة بين البلدين؟
- نتمنى ألا تقع مواجهة، سورية دولة عربية شقيقة وشريكة معنا، وتركيا تربطنا بها علاقات طيبة، فضلاً عن كونها دولة إسلامية. واليوم أمس بعثت برسالة إلى الرئيس التركي سليمان ديميريل في شأن هذا الموضوع الذي له حساسية كبيرة، وأبلغته أن الحرب تعني بداية سلسلة من الفعل ورد الفعل لن تنتهي، واستخدام القوة العسكرية لا يحل خلافاً أو يحسم قضية. لو كانت القوة تنهي المشاكل لتمكنت إسرائيل بقوتها العسكرية ضد الفلسطينيين من تصفية القضية الفلسطينية. المفاوضات هي السبيل. وقد أبلغت الإسرائيليين أكثر من مرة أن القضية لن تنتهي بالقوة، ودعوتهم إلى رد الأراضي والحقوق الفلسطينية لأصحابها وأبلغتهم أن أكبر تأمين للمواطن الإسرائيلي هو إعادة الأرض الى الفلسطينيين. لا أعرف كيف يفكر الإسرائيليون. هناك فئات منهم ما زالت تعيش بعقلية الحرب. والعرب في النهاية قادرون على اتخاذ إجراءات لست في حل من أن أتكلم عنها.
يكثر الكلام عن أن إسرائيل قد تدفع تركيا إلى مواجهة مع سورية، لإضعافها وإنجاز عملية التسوية بشروط إسرائيلية؟
- الشارع العربي يتحدث عن علاقة إسرائيل بتركيا، وان إسرائيل هي التي تحرض تركيا ضد سورية، أنا لا أملك دليلاً قاطعاً على ذلك. لكن الحساسية موجودة في العالم العربي، نحن نريد تلافي كل ذلك، وبعثت برسالة إلى الرئيس التركي ستصله غداً اليوم.
وماذا بالنسبة الى زيارتكم لأنقرة؟
- تلقيت دعوة لزيارة تركيا، وسأزورها أملاً بتهدئة الوضع. نحن نحاول التهدئة وأتمنى ألا يصل الأمر الى استخدام السلاح لأن ذلك سيكون خطيراً.
السلاح النووي
إذا واصلت إسرائيل تعزيز ترسانتها وتملكها السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل، وفي ضوء التفجيرات النووية الهندية والباكستانية، ألا تشعر مصر بالحاجة إلى دخول النادي النووي؟
- لا نفكر حالياً في دخول النادي النووي لأننا لا نريد الحرب. الحرب - كما قلت - لن تحل أي خلاف، لكن السلام يحتاج إلى القوة لحمايته. وعندما تحدثنا مع الإسرائيليين في هذا الموضوع قبل تولي الحكومة الحالية كانت وجهة نظرهم فتح كل الملفات بعد التوصل إلى السلام. أما بنيامين نتانياهو فهو رجل لم يحارب ولا يعرف معنى الحرب، ونحن لسنا في عجلة. ولدينا مفاعل نووي في "انشاص"، ولدينا خبراء أكفاء جداً ... وإذا جاء الوقت الذي نكون فيه بحاجة الى السلاح النووي، فلن نتردد. وأقول إذا اضطررنا الى ذلك، لأن هذا آخر ما نفكر فيه. نحن لا نفكر في الحروب التي تعني الخراب والدماء. ولم لم تكن اميركا تمد إسرائيل بكل ما تريده لما كانت تستطيع أن تصنع أسلحة نووية أو غيرها. لقد أصبح الحصولُ على مواد الأسلحة النووية سهلاً ويمكن شراؤها بسهولة. الهند وباكستان اجريتا تفجيرات نووية، وهناك حديث أن إيران على الطريق، كل دولة تجهز وتوفر لنفسها سلاحاً رادعاً، يحافظ على سلامتها وكيانها.
السودان
هل تعتقدون أن الولايات المتحدة كانت تملك من الأدلة ما يبرر ضربها مصنع الأدوية في الخرطوم؟
- عليك أن توجه هذا السؤال الى الولايات المتحدة الأميركية. السودانيون وضعوا أنفسهم في موضع شبهة، وعندما تعرضوا للضربة قالوا: الطائرات هاجمتنا من الشمال، وهم يقصدون من مصر. كيف رأوها وكيف عرفوا أنها طائرات وليست صواريخ؟ المسافة بين حدود مصر والخرطوم كبيرة تزيد على 400 كيلومتر. قالوا ذلك رغم أنهم لا يملكون أجهزة رصد. هم قالوا ذلك ليضللوا مواطنيهم، إحدى صحف السودان قالت إن الرئيس مبارك صار يتكلم الآن مثل كلينتون، والذي يقول ذلك لا يفهم. خطنا السياسي لا يتغير، فنحن لا نسمح أبداً باستخدام أراضينا للعدوان على أي بلد، الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان حاول معنا لنسمح له باستخدام الأجواء المصرية في ضرب ليبيا، ولكنني رفضت، وبعث إليّ بمستشاره للأمن القومي فقلت له لا يمكن أن تستخدموا الأرض ولا الأجواء المصرية. هذه مبادئ نتمسك بها ولا تنازل عنها.
أين وصلت العلاقات مع النظام السوداني في ضوء جهود مصر للوفاق بين حكومة الخرطوم ومعارضيها؟
- نحن نتفق معهم الحكومة السودانية على أشياء لكنهم لا ينفذون. المراوغة هي اسلوبهم. اللجان المشتركة بين البلدين اجتمعت مراراً وأنا قابلت الرئيس عمر البشير أكثر من مرة واتفقنا على استئناف عمل اللجان وعلى أن يردوا لنا ما استولوا عليه الجامعة وأبنية الري وغيرها. ولكنهم يتركون الموضوعات ويصرون على الكلام في موضوع حلايب. وعندما نسألهم عن الخطوات العملية وإصلاح العلاقات يقولون إن ذلك غير ممكن قبل سنوات، وهذا من وجهة نظرنا لا يدل إلا على إصرار النظام السوداني على المراوغة. نحن نعرف أن الذي يفسد الأمور هو السيد حسن الترابي، أما البشير فإنه رجل طيب، إن جبهة الترابي التي تسمي نفسها "إسلامية" ارتكبت أفعالاً تسيء إلى الإسلام في سماحته وصدقه ورفضه للعنف.
هل هناك أفكار مصرية معينة للإصلاح بين الحكومة والمعارضة السودانية؟
- نحن نحاول من جانبنا حفاظاً على وحدة أراضي السودان، ولكن الترابي يقول إنه لا يمانع في أن يقسم السودان، كيف يمكن إذن التعامل مع هؤلاء الناس؟
العراق
كيف يمكن لمصر والدول العربية الأخرى استعادة العراق وتحقيق المصالحة العربية؟ هل الأمر في يد الولايات المتحدة وحدها؟ وهل هناك اعتراضات خليجية على عودة العراق إلى الأسرة العربية؟
- اسأل إخواننا في الخليج هذا السؤال ولا تضعني في حرج، أنا مع التضامن العربي، وقبل حرب الكويت لم يكن هناك سوى مشكلة بين العراق وسورية وحاولنا حلها في قمة بغداد في مايو أيار 1990 وقبلها، واتفقنا على عقد قمة عربية في نوفمبر تشرين الثاني 1990 في القاهرة فجاء غزو الكويت ليقلب الأمور رأساً على عقب. إذ أصبح العالم العربي أكثر انقساماً على نفسه، ووقفت مصر في تلك الأزمة مع الحق، كنا نساند العراق عندما كان صدام يقول، أثناء الحرب مع إيران، إنه يحمي الأمة العربية باعتبار العراق البوابة الشرقية ولكن عندما استولى على الكويت وقفنا ضد هذا العدوان.
ولكن ماذا عن عودة العراق إلى الأسرة العربية اليوم؟
- المسألة مسألة وقت، وليس سهلاً أن تهدأ النفوس، ولكن بعد مرور ثماني سنوات أعتقد أن الوضع صار أفضل نسبياً مما كان في البداية، لقد شارك العراق في اجتماعات الجامعة العربية. نحن لم نفعل مع العراقيين ما فعلوه معنا. عندما وقعنا اتفاق السلام مع إسرائيل، هم علقوا عضويتنا في الجامعة العربية رغم أننا لم نحتل أرض أحد بل استعدنا أرضنا، هم حرصوا على قطع العلاقات مع مصر في 1979، نحن لم نفكر في معاملتهم بالمثل إطلاقاً، خلاصة القول إن المسألة مسألة وقت، ونتمنى أن يعود التضامن، لكننا لا نستطيع أن نقول شيئاً للدول التي لا تريد التعامل مع بعض الأنظمة العربية.
ولكن يلاحظ وجود "دفء" حالياً في العلاقة بين القاهرة وبغداد؟
- نحن يهمنا في المقام الأول الشعب العراقي، وهذا ما قلته للأميركان، قلت لهم إذا كنتم لا تحبون النظام العراقي فما ذنب الشعب العراقي؟ هذا الشعب هو الذي يعاني، فلا دواء ولا غذاء، يجب أن نساعد هذا الشعب لأن أي زعيم عراقي سيكون من أبنائه. وعندما يعاني الشعب كل هذه المعاناة فإن الزعيم الذي سيخرج من صفوفه سيكون ناقماً على الأمة العربية وغيرها. لا بد إذن من مساعدة الشعب العراقي، والمملكة العربية السعودية تتجاوب معي في هذا، ونحن نرسل الى الشعب العراقي أدوية وغير ذلك في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي.
ما رأيكم في محاولة اجتذاب الأردن الى التحالف التركي - الإسرائيلي؟
- الأردن دولة عربية لها علاقات مع إسرائيل شأنها في ذلك شأن مصر، لكنني لا أظن أنها ستدخل في تحالف مع أحد. قد تكون للأردن ظروف معينة تحكم علاقاته بإسرائيل بحكم الحدود المشتركة بينهما، هذا الكلام يثار من حين لآخر، والملك حسين يقول: "لا. أنا مش بتاع تحالفات"، ويؤكد ذلك.
ماذا حمل إليكم الرئيس ياسر عرفات بعد لقاءاته في واشنطن حيث أعلن التوصل الى اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي؟
المسار الفلسطيني
- الرئيس عرفات أعرب عن سعادته باللقاء مع كلينتون، لكن ما أتمناه هو أن تقدم الحكومة الإسرائيلية لعرفات شيئاً ملموساً، وقد صرح عرفات بنفسه بأنه لا يستطيع القول إن تقدماً حدث بعد لقائه كلينتون، وأنا أرى أن حدوث التقدم مرتبط الآن بما يمكن أن تقدمه حكومة نتانياهو، وهذه الحكومة منذ 1996 حتى الآن "محلك سر" فحتى اتفاقية الخليل التي وقعتها حكومة نتانياهو في 17 يناير كانون الثاني 1997 لم تنفذ حتى الآن. اتفاقية الخليل التي وقعت عليها إسرائيل تضم ستة بنود، نفذ الإسرائيليون منها بندين فقط. أما الأربعة الأخرى فلم تنفذ: شارع الشهداء، والبناء في مدينة الخليل القديمة، وفتح سوق الخضار، وسوق الحسبة وترتيبات الحرم الإبراهيمي. كل هذه البنود لم تنفذ وعملية السلام مجمدة منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وإذا كان الإسرائيليون يتصورون أنهم سيعطون الفلسطينيين أرضاً، ويأخذون أرضاً أخرى، فإن ذلك سيسفر عن قتال بين الطرفين سيستمر إلى ما لا نهاية، نتانياهو لا يفهم هذا، فإذا كان يريد أن يضمن أمن الشعب الإسرائيلي فإن عليه أن يتفاوض مع الفلسطينيين ويعطيهم أرضهم، حينئذ سيتحقق التعايش.
هل تشجع مصر على إعلان الدولة الفلسطينية في أيار مايو المقبل؟
- إذا أعلنت الدولة الفلسطينية فإننا لا نملك إلا الموافقة.
هل تنصحون الفلسطينيين بشيء محدد في هذا الشأن؟
- نحن نترك القرار لأهل القضية، لا أريد أن أتسبب في ارتباك لدى هذا الطرف أو ذاك. ويكفي أن الاميركيين يتهموننا، بناء على كلام إسرائيل، بأننا نحن الذين نعطل الوصول الى اتفاق. نحن لا نعطل شيئاً. الاتفاق يعني أن هناك موافقة من الطرفين. أنا لست مستعداً مطلقاً لأن اقول لعرفات إقبل هذا أو ارفض هذا، وعندما يعرض عليّ أي اقتراح فإنني أقول له اجلس مع إخوانك جميعاً وادرس الموضوع وأبلغنا قراركم لنسانده، فأنا لا استطيع أن اتخذ نيابة عن الفلسطينيين قراراً مصيرياً يتعلق بالأرض ثم يخرج هذا الفريق أو ذاك ويتهمنا بالخيانة. الخلاصة هي أننا لسنا مستعدين لارتكاب جريمة الضغط في أمر يتعلق بالنزاع على الأرض. أنا شخصياً لم أقبل بالتنازل عن شبر واحد من أرضي، ولذلك لا استطيع أن أطلب من الفلسطينيين أن يتنازلوا. الذين يتهموننا بتحريض الفلسطينيين على عدم القبول باتفاق معين عليهم أن يقدموا الدليل على ذلك. وأتساءل: إذا قدم فعلاً للفلسطينيين اتفاق يضمن لهم الحصول على أرضهم فهل يمكن أن يستجيبوا لنا إذا طلبنا منهم الرفض؟ وبالنسبة لاقتراح الانسحاب من 13 في المئة، فإننا قلنا لأبو عمار أن يدرسه أولاً. وبعد دراسة الموضوع وافق الفلسطينيون.
ما رأيكم في مسألة "المحمية الطبيعية" التي يتضمنها الاتفاق المبدئي؟
- هذه مسألة ليست واضحة على الأقل بالنسبة إلينا. عندما سألنا الفلسطينيين أين ستكون هذه المحمية، قيل لنا: لا نعرف على وجه التحديد. كما أن مساحة ال 10 في المئة ستتحدد من خلال التفاوض، الإسرائيليون يقولون إن البناء في هذه المحمية محظور على الطرفين على رغم أنهم بنوا فيها. عموماً المسألة ليست واضحة. لا بالنسبة لنا ولا بالنسبة لأبو عمار ومساعديه أيضاً. وعلينا أن ننتظر نتائج التفاوض. ومعلوماتنا عن الموضوع تعتمد على ما أطلعنا عليه الفلسطينيون.
شروط القمة العربية
في بداية 1998 كان متوقعاً عقد قمة عربية. فما الذي حال دون عقدها؟ هل هي الخلافات العربية أم الضغوط الاميركية؟
- مصر لا تقبل ضغوطاً، لا أحد يستطيع أن يطلب منا عقد قمة أو عدم عقدها. هذا أمر يتم بالتشاور مع أشقائنا العرب على أساس أنه إذا كانت هناك أسباب تدعو إلي عقد قمة. فإننا ندعو الى عقدها ونتشاور معاً في ما سيتضمنه جدول أعمالها وما يمكن أن تسفر عنه، لا نريد قمة تسودها الخلافات. عندما تكون هناك حاجة حقيقية الى قمة، فإنني لا اعتقد أن الزعماء العرب سيترددون.
أليست الخلافات العربية، وتعثر عملية السلام، والتحالف التركي - الإسرائيلي والخلاف السوري - الاردني على هذا التحالف ... مبررات كافية لعقد القمة ومواجهة هذه الاوضاع؟
- هذه المسائل لم تتبلور بعد بشكل كافٍ وقاطع، فليس لدينا - على سبيل المثال - دليل على انضمام الاردن الى التحالف التركي - الاسرائيلي. والملك حسين نفى ذلك والاردنيون يقولون ان هذا الشأن "كلام جرائد". أما بالنسبة لعملية السلام فإننا إذا تأكد لنا أنها وصلت فعلاً إلى طريق مسدود تماماً فسيكون علينا عندئذ التشاور من أجل عقد قمة عربية.
المؤتمر الدولي
في موضوع المبادرة المصرية - الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لانقاذ السلام يتردد أن هناك تحفظات لعدد من الدول العربية أو عدم حماسة لدول اخرى مثل أميركا، هل هناك خطوات سريعة لعقد المؤتمر؟
- هذه المبادرة جاءت بناء على اقتراح فرنسي وأحيطت الولايات المتحدة علماً بمضمونها قبل اعلانها، وهدفها مساعدة الجهود الاميركية والمؤتمر الذي تدعو اليه هذه المبادرة لن يُدعى إليه الفلسطينيون او الاسرائيليون، نتانياهو قال إنه لن يحضر هذا المؤتمر وأنا أقول إن المبادرة لا تتضمن دعوة الفلسطينيين أو الاسرائيليين، وبعض الدول تحفظت عن هذه المبادرة ربما لأنها لم تعلم بها قبل إعلانها.
تردد ان لسورية شروطاً أو طلبات قبل حضور المؤتمر الدولي لإنقاذ السلام؟
- أنا لم اسمع بذلك، واعتقد أن المبادرة لا يمكن ان تضر بأي طرف، وهي ليست بديلاً عن الجهود الاميركية. إن هدفها - كما قلت - هو مساعدة تلك الجهود، وإذا نجحت اميركا في كسر الجمود الراهن، فلن تكون هناك حينئذ حاجة الى عقد مؤتمر لإنقاذ السلام.
العلاقة مع طهران
العلاقات بين إيران وبعض دول الخليج في تحسن، لماذا يتأخر التطبيع الكامل بين القاهرة وطهران؟
- مصر حريصة على إقامة علاقات طيبة مع كل دول العالم. وبالنسبة لإيران فالاسباب هم يعرفونها. يكفي أن اشير إلى أنهم اطلقوا اسم قاتل السادات على أكبر شارع في طهران، وهو أمر يثير كثيراً مشاعر المصريين سواء من الاعلاميين الذين زاروا إيران أو الرأي العام المصري.
ما دور مصر في نزع فتيل المواجهة بين ايران وطالبان، ألا تعتقدون ان حرباً بين البلدين يمكن ان تترك آثاراً سلبية على الأمن القومي العربي؟
- هذا الموضوع نتابعه، ولكن لم نتدخل فيه.
يبدو العالم اليوم أكثر اقتناعاً بفكرة عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب، هل من تحركات وجهود مصرية عملية للإعداد لعقد هذا المؤتمر؟
- اقتنعوا أخيراً بعد أن بح صوتنا. عندما كنا نطرح الفكرة في الماضي كانوا يقولون إن سبب الدعوة المصرية هو العمليات الارهابية التي تقع في مصر والجزائر ولم يصدقوا ان الارهاب سيطول كل دول العالم. وتعدد حوادث الارهاب من نيويورك إلى اوكلاهوما ومن اليابان إلى انكلترا وفرنسا وغيرها دليل على ذلك. بعد كل هذه العمليات تزايدت مخاوفهم واقتنعوا بأننا كنا نتحدث بنظرة بعيدة المدى ولم يكن الدافع أسباباً داخلية. مصر لديها على امتداد عمرها حكومة مركزية قوية تستطيع مواجهة الارهاب ولكن هناك بعض الدول التي منحت الارهابيين والقتلة حق اللجوء السياسي ونرى بريطانيا الان وبعد الاحداث الارهابية الأخيرة تعيد النظر في اجراءاتها.
هل توجد إجراءات مصرية لاستعجال عقد المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب؟
- نحن ندعو إلى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب. بل ندعو ايضاً الى مؤتمر دولي لإخلاء العالم من اسلحة الدمار الشامل، وبدون ذلك ستكون النتيجة انضمام دول أخرى إلى النادي النووي بعد ما انضمت اليه الهند وباكستان، إن مصر تسعى الى تدمير الاسلحة النووية وتخليص العالم منها.
الأوضاع المصرية
ما زال بعض المنظمات وجمعيات حقوق الانسان يتناول موضوع النقابات المهنية في مصر وينتقد فرض الحراسة على بعضها مثل نقابتي المحامين والمهندسين، كيف ترون وضع تلك النقابات؟
- الدولة لم تفرض الحراسة على أي نقابة، وخلافاتهم هي التي أدت الى تدخل القضاء واصدار احكام فرض الحراسة وبناء على طلبهم والدعاوى التي رفعوها نحن نحترم حقوق الانسان أكثر مما تحترمه دول كبيرة في الغرب، فلماذا الحديث عن حقوق الانسان في مصر؟ هناك تقارير صادرة عن وزارة الخارجية الاميركية تؤكد وجود انتهاكات لحقوق الانسان داخل اميركا نفسها. أنا حزين لما يحدث في نقابة المحامين، ولكن الدولة لم تتدخل في ذلك. ولا دخل لها على الاطلاق، والمسؤولية على عاتقهم بسبب خلافاتهم التي أدت الى فرض الحراسة بقرارات من القضاء، وليست لنا أي مصلحة في ذلك.
رفضت لجنة الاحزاب منح حزب "الوسط" الترخيص لمزاولة النشاط السياسي، كيف تقومون التجربة الحزبية في مصر؟
- قانون الاحزاب ينظم قيام الاحزاب في مصر. كما أنه لا يسمح بقيام احزاب على أساس ديني.
"أبو نضال"
وسائل الاعلام الغربية ما زالت تتحدث عن وجود السيد صبري البنا أبو نضال في القاهرة، على رغم نفي المسؤولين المصريين، فهل هو موجود فعلاً في مصر؟
- هذه الضجة أمر لا نعطيه اهتماماً، ولا يشغلنا ولا يعنينا، وأتعجب من اهتمامهم به، فپ"أبو نضال" كان في فترة ولت. ويتردد انه مصاب بمرض خطير. وتلك العناصر تتحرك تحت اسماء وهمية يصعب متابعتها.
رسالة إلى العرب
ما الرسالة التي تريدون توجيهها عبر "الحياة" الى الزعماء العرب؟
- أتمنى لكم الوفاق وأتمنى للتضامن العربي ان يقوى. لأنه في مصلحتنا جميعاً. وأتمنى للسوق العربية المشتركة أن تقوم لأنها الضمان الوحيد وسط التجمعات الاقتصادية في عالم اليوم. اتمنى ان ترى هذه السوق النور، لأنه إذا لم يحدث ذلك سنتحول الى سوق للتجارة الدولية، وذلك سيؤدي الى ارتفاع معدلات البطالة في العالم العربي خاصة وأنه بعد انضمامنا إلي اتفاقية "الغات" وبدء تنفيذها فإن ذلك يعني فتح الاسواق للبضائع في الوقت الذي ترفض الدول الاوروبية فتح الاسواق أمام بضائعنا. أبلغناهم ان للإغراق حدوداً. فالمواطن سيشتري الأرخص مما يؤدي الى إغلاق مصانع وزيادة البطالة. يعني سيفقد العمال وظائفهم. العالم العربي يجب ان يعي ان ذلك يُعد من أخطر ما يمكن أن يواجهه، لان إنتاجنا قليل بالمقارنة مع ما تنتجه الدول الصناعية. ومهما انتجنا فلن نتمكن من منافستهم في الأسعار، لأن سعر التكلفة مرتبط بحجم الانتاج. والانتاج الاوروبي انتاج كثيف وسيؤدي الإغراق إلى القضاء على الصناعات الوطنية، وبالتالي تناقص الانتاج وتزايد البطالة بكل ما يحمله هذا من تداعيات اجتماعية سلبية. وأقول لإخواننا في العالم العربي إنه لا بد من التفكير بجدية قبل فوات الأوان، وان نعجِّل بالسوق العربية المشتركة وأن نعمل على زيادة حجم التجارة العربية - العربية بدلاً من نسبتها الحالية التي لا تتجاوز 10 في المئة من إجمالي التجارة العربية مع العالم. في أحد الاتفاقات مع صندوق النقد طالبنا الصندوق بخفض الجمارك على السيارات! كيف نخفض ويوجد في مصر 13 مصنعاً يعمل بها آلاف العمال؟ لو وافقنا على خفض الجمارك على الواردات فإن السلع المستوردة ستكون أرخص في السوق وسيشتري المواطن الأرخص ... وعندها ماذا سيكون مصير المصانع الوطنية والعمال؟ إذا فعلنا ذلك سنحولهم الى عاطلين عن العمل. لذلك رفضت شروط صندوق النقد لانها لا تخدم سوى مصالح الدول الغنية. أنا لدي حساسية تجاه هذا الموضوع، ولن أوافق عليه مهما كانت النتائج ولن أكون السبب في تشريد العمال، وعندما اقاموا علينا دعاوى إغراق، قلت إنني ايضاً سأرفع عليهم دعاوى إغراق، وفرضت ضريبة إغراق عليهم، نحن نحمي الصناعة المصرية إذ لا يجوز أن افقد مصانع تنتج وتصدر ويعمل فيها آلاف العمال من أجل راحة "توكيل" محلي.
ما العوائق التي تمنع قيام السوق العربية المشتركة؟
- بعض العوامل السياسية تلعب دوراً في تعويق ذلك. فالحديث عن السوق العربية المشتركة بدأ منذ الاربعينات، وقبل تفكير الاوروبيين في انشاء سوق مماثلة، ولكن ماذا حدث؟ انجزنا ملفات وكتباً وأوراقاً وقلنا كلاماً كثيراً، ولكن عملياً لا تنفيذ، ولم تر الفكرة النور. النتيجة أن السوق الاوروبية اصبحت تجمعاً اقتصادياً كبيراً، هناك أيضاً تجمع الاميركيتين، وتجمع دول الشرق الاقصى. ونحن مازلنا نتحدث عن السوق العربية. لا بديل أمامنا من التكامل، لابد من الصناعات المشتركة وتنمية التبادل التجاري، وغير ذلك ستكون العواقب وخيمة ولن ترحمنا الأجيال القادمة.
المؤشرات تتحدث عن متانة الاقتصاد المصري، فأين هو الآن؟
- اهتمامنا بتطوير الاقتصاد يمثل الهدف الأعلى، ولدينا تقارير يومية عن نشاط البورصة والانجاز في المشاريع الجديدة، ومسيرة الموازنة العامة للدولة ومدى تلبيتها للاحتياجات المطلوبة، وإضافة الى ذلك توقفنا عن الحصول على قروض قصيرة الأجل، بل ربطنا بين سياسة القروض عموماً وحاجاتنا من جانب، والمستويات العالمية المتعارف عليها والتي لا تمثل خطراً على اداء الاقتصاد الوطني والتنمية. ومصر في الحدود الآمنة ولذلك فإن السائد في مصر الآن هو مسؤولية الشركة أو الجهة المقترضة عن تسديد القرض، وأنهينا اسلوب الاقتراض من دون ضوابط، أو توافر دراسات الجدوى والتقديرات الانتاجية للوفاء بمتطلبات القرض، والنتيجة هي أن الجميع يتحرك في حدود امكاناته. فإذا كان المقترض قادراً على السداد يقترض، والبنك المركزي لم يعد مسؤولا إلا عن تلبية متطلبات الخدمات، أي ان القروض تكون لتمويل الخدمات الاساسية في مجالات الصحة أو البنية الاساسية في إطار خطط الدولة ولذلك نشهد انخفاضاً سنوياً في حجم القروض. ويكفي ان المشاريع العملاقة التي يجري تنفيذها تتم كلها في اطار الامكانات المتاحة ولا تترتب عليها قروض جديدة، وبذلك نتجنب أي عجز في الموازنة العامة للدولة، وأنا حريص على عدم حدوث أي عجز


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.