لندن، كانكون المكسيك، البندقية، الرياض، - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - اتفقت المملكة العربية السعودية وفنزويلا والمكسيك على ان تعرض، على مؤتمر اوبك المقرر في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، اقتراحاً ثلاثياً يقضي بتمديد خفض الانتاج النفطي ستة اشهر اضافية اعتباراً من منتصف السنة المقبلة "اذا لم تتحسن اسعار النفط الى مستوى معقول". في الوقت نفسه اشادت السعودية بمبدأ خفض الانتاج وقال وزير النفط والثروة المعدنية علي النعيمي "ان ذلك لا يشكل حلاً بعيد المدى" مشيراً الى ضرورة الحفاظ على مستوى معقول لاسعار النفط على ان يراوح سعر البرميل بين 15 و20 دولاراً. وكان وزراء نفط السعودية النعيمي وفنزويلا اروين ارييتا والمكسيك لويس تيليز حضوا في ختام اجتماع مغلق ضمهم الجمعة في منتجع كانكون المكسيكي الدول المنتجة للنفط كافة على التقيد بخفض الانتاج تمهيداً لرفع اسعار النفط الخام. وكان الوزراء الثلاثة عقدوا اجتماعا مساء الجمعة خُصص لدرس سبل تحسين سعر برميل النفط. وقال الوزير المكسيكي في نهاية الاجتماع: "ان نجاح اتفاقات خفض الانتاج يعني ارتفاع اسعار النفط الخام بمعدل يراوح بين دولارين و ثلاثة دولارات للبرميل الواحد". وفي حزيران يونيو الماضي قررت منظمة الدول المنتجة للنفط اوبك، التي تؤمن 37 في المئة من احتياجات النفط الدولية زيادة خفض انتاجها ليصل اجمالي الخفض المعلن منذ اذار مارس 1998 الى 2.6 مليون برميل يومياً. واعرب الوزراء الثلاثة، الذين كانوا اجتمعوا في الرياض في 22 آذار وفي امستردام في الرابع من حزيران عن ارتياحهم "لتقيد دول اوبك والدول غير الاعضاء في المنظمة بخفض الانتاج" واعلن الوزير المكسيكي ان بلاده ستستمر في خفض انتاجها بمعدل 200 الف برميل يوميا حتى حزيران 1999. وابلغ الوزير النعيمي صحيفة "الرياض" السعودية امس انه "يجب التمسك بتعهد الدول المنتجة خفض انتاجها ومحاولة تحسين ذلك بانتظار تطور وضع السوق لأن خفض الانتاج بشكل دائم ليس الحل المناسب". واشاد بالتزام دول "اوبك" والدول غير الاعضاء في المنظمة خفض الانتاج مشيرا الى "احترام التعهدات بنسبة 85 في المئة". واضاف: "نجحنا في وقف تدهور الاسعار لكن السؤال يكمن في كيفية رفع الاسعار من مستواها الحالي". وقال: "يجب ان نحاول الحفاظ على مستوى معقول للاسعار ... وليس المقصود ان يكون سعراً ثابتاً قد نقول مثلا ان السعر يراوح بين 15 و20 دولاراً... ولا نقول ان السعر 17 او 18 دولاراً للبرميل". وتابع النعيمي: "اذا استمرت جهودنا في التنسيق والتعاون مع الدول المنتجة الرئيسية اعتقد ان السعر سيتحسن ويثبت في المستوى الذي نريده". في البندقية اجتمع عدد من كبار منتجي النفط لتقويم أوضاع الصناعة التي تضررت بسبب انخفاض الاسعار ويبدو انها في الطريق لمواجهة أعوام من ركود في الطلب وسط اضطرابات اقتصادية دولية. ويبحث الاجتماع، الذي يضم ممثلون عن 15 شركة من القطاعين العام والخاص بينها شركة "ارامكو - السعودية"، في أفضل طرق التغلب على زيادة الطاقة الانتاجية مع الاحتفاظ بقوة المنافسة داخل الاسواق الناشئة. ويسعى منظمو الاجتماع المغلق الذي يستمر يومين لتقليل مخاوف من ان المؤتمر سيتحول الى قمة أزمة للبحث في انخفاض الاسعار قد تفضي الى تشكيل تجمعات مضادة للمستهلكين والقيام بتلاعبات في السوق. ويتفق المحللون علي ان موردي النفط البارزين سيترددون في وضع اتفاقات لتنظيم أكبر سلعة متداولة في العالم بسبب مخاوف من قوانين مكافحة الاحتكار الاوروبية والاميركية. ويشيرون الى ان بعض بنود جدول الاعمال متخصصة اذ لا تتطرق الى اندماج الصناعة فحسب بل الى التقنيات الجديدة في الوقود والتنقيب والبيئة. ويتوقع خبراء الصناعة ان يتبادل المجتمعون الافكار في شأن زيادة السيطرة على مسار الاستثمار للحد من اتجاه الصناعة الى الزيادة في الانفاق عندما يكون الوقت مناسبا. وتشمل قائمة المشاركين في الاجتماع اضافة الى "ارامكو - السعودية" ريلوانو لقمان الامين العام لمنظمة "اوبك" وشركات "ستات اويل" النروجية و"شيفرون" الاميركية و"الف" و"توتال" الفرنسيتين و"ايني" الايطالية و"شركة النفط الوطنية الايرانية" و"مؤسسة هاليبورتون" لخدمات الطاقة. ومن أبرز الغائبين "اكسون" و"موبيل" و"تكساكو" و"اموكو" و"غازبروم" الروسية و"بريتيش بتروليوم" و"رويال داتش شل"