قرر الوفد العراقي الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء وزير خارجية العراق السيد طارق عزيز، البقاء في نيويورك هذا الاسبوع للمضي في المحادثات مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان في شأن مقترحات انان للمراجعة الشاملة للعلاقة بين العراق ومجلس الأمن. وقالت مصادر رفيعة المستوى في الامانة العامة ان انان شرح في اجتماعه، اول من امس، مع الوفد العراقي، الاقتراح الذي قدمه الى اعضاء المجلس في شأن اجراء المراجعة الشاملة، وأبلغه انه ينوي عقد جولة اخرى من المشاورات خصوصاً مع الدول الخمس دائمة العضوية لضمان الموافقة الضرورية على فحوى المراجعة الشاملة وعناصرها كما يتصورها. وأبلغت روسيا وفرنسا والصين موافقتها على مقترحات الأمين العام، لكن الضوء الاخضر لم يصل بعد من الولاياتالمتحدة وبريطانيا، حسب هذه المصادر. ووصفت مصادر في الامانة العامة وفي مجلس الأمن الوضع بأنه على نسق "ايهما الأول: الدجاجة ام البيضة"، لجهة تنفيذ العراق التراجع عن قرار 5 آب اغسطس الذي اوقف التعاون مع فرق التفتيش التابعة للجنة الخاصة المكلفة بازالة الاسلحة العراقية المحظورة، او لجهة الاتفاق على عناصر المراجعة الشاملة وما تتضمنها من ضمانات. في حين يريد العراق وضوحاً كاملاً في آليات المراجعة الشاملة وهياكلها، التي يقوم بها مجلس الأمن وذلك في تعهدات من الامين العام تتضمن كأمر واقع تصديق مجلس الأمن. وتصرّ الولاياتالمتحدة وبريطانيا على ان تعلن بغداد اولاً تراجعها عن قرار 5 آب وان تعود فرق التفتيش الى العمل، ثم تبدأ المراجعة الشاملة. وتتزامن مشاورات الامين العام مع اعضاء مجلس الأمن مع تسلم المجلس غداً الاثنين تقرير اللجنة الخاصة في شأن مدى امتثال العراق لمتطلباتها. وتقرر ان يلتقي انان وعزيز مجدداً يوم الأربعاء. وتتداخل مع المشاورات نتائج فحوص المختبرات الفرنسية والسويسرية لبقايا الرؤوس الحربية العراقية والتي اكد مختبر اميركي انها احتوت مادة الغاز السام "في اكس"، كما تتداخل مع اعتراف رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر بأن علاقة استخبارية قامت بين اللجنة واسرائيل، وذلك بعدما كشف المفتش الاميركي سكوت ريتر هذه العلاقة لصحيفة اسرائيلية. ويسعى الامين العام الى ايجاد صيغة تمكنه من الحصول على موافقة اعضاء مجلس الأمن على فحوى المراجعة الشاملة من جهة وعلى موافقة العراق على الغاء قرار 5 آب قبيل اعلان وتفعيل المراجعة الشاملة.