يفتتح أمير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في الساعة الخامسة والربع من مساء اليوم الثانية والربع بتوقيت غرينيتش، على الاستاد الوطني الذي تكلفت أعادة تأهيله 2،2 مليون دينار نحو 6 ملايين دولار دورة كأس الخليج الرابعة عشرة لكرة القدم التي تشارك فيها منتخبات الإماراتوالبحرين والسعودية وعمان وقطروالكويت حاملة اللقب. ويتضمن مهرجان الإفتتاح عروضاً رياضية وفولكلورية موزعة على عشر لوحات في أوبريت تحكي المراحل التاريخية لدول المجلس والنهضة العلمية والعمرانية على ارض البحرين بمشاركة 3500 طالب وطالبة من 40 مدرسة وعدد كبير من الفنانين. وتركز اللوحة العاشرة الأخيرة على الترحيب بالأشقاء وتوضح عمق الروابط والعلاقات بين أبناء منطقة الخليج العربي. يذكر أن دورة كأس الخليج إنطلقت من البحرين بالذات العام 1970، وقد فازت بها الكويت 8 مرات مقابل 3 للعراق الذي أبعد في العام 1990، ومرة واحدة لكل من قطر والسعودية. وتستمر الدورة الحالية التي اشترت شركة شامل حقوق تسويقها بمبلغ مليوني دولار، حتى 12 تشرين الثاني نوفمبر، وتتضمن 15 مباراة باكورتها تلك التي ستنطلق بعد نهاية مهرجان الإفتتاح بين منتخبي البحرينوالإمارات. ويقف التاريخ الى جانب المنتخب البحريني. وقد التقى المنتخبان 12مرة منذ العام 1972 لم تشارك الإمارات في دورة 1970 ففازت البحرين 5 مراتوالإمارات 4 مرات وتعادلا 3 مرات. سجلت البحرين 15 هدفاً والإمارات 17. أعلى نتيجة حققتها البحرين كانت 3 - صفر في الدورة الخامسة في بغداد العام 79، وأعلى نتيجة حققتها الإمارات كانت 4 - صفر في الدورة الثالثة العام 74 في الكويت. ونغمة منافسات الخليج معروفة. فالتنبؤ بالنتيجة شبه مستحيل مهما كبر شأن هذا الفريق أو ذاك. وسينسحب هذا الواقع على المباراة الأولى وعلى الدورة الجديدة ككل، حتى لو صبت الترشيحات في خانتي السعودية التي فازت أوائل الشهر الجاري في الدوحة بكأس العرب، والكويت. ولقاء المنتخبين البحرينيوالإماراتي غامض بكل ما في الكلمة من معنى. ولم يكن الكثيرون راضين عن مستوى إعداد المنتخب البحريني برغم المعسكرين اللذين أقامهما في السويدوالبرتغال وكلفا نحو 5،1 مليون دولار. الى ذلك، فإن الوجوه الجديدة كثيرة. أما منتخب الإمارات الذي يضم بدوره أكثر من وجه جديد فلا يزال يبحث لنفسه عن هوية بقيادة مدرب برتغالي جديد كيروش لم تتح له فرصة التعرف على عدد من اللاعبين إلا عن طريق الفيديو. البحرين من السهل جداً أن تحلم، لكن من الصعب أن تحول الحلم إلى حقيقة، خصوصاً عندما يطاردك النعاس وتطول المسافة بين النعاس والنوم. منتخب البحرين لكرة القدم لا يزال يسعى الى كأس الخليج من دون أن يحقق غايته... ولأن البحرين هي التي أطلقت المسابقة وصممت كأسها الأولى، فإن التتويج يبقى لدى ابنائها حلماً ما بعده حلم. ومهما كانت خصوبة الأداء الفني والبدني والتقني لمنتخب البحرين الوطني استعداداً لدورة كأس الخليج، تظل الحال النفسية والمعنوية مؤشراً وسلاح أهل الجزيرة في خوض المعركة... حلت أولى عندما احتضنت المسابقة للمرة الأولى العام 7019، ورابعة عندما احتضنتها ثانية العام 8619 الدورة الثامنة... لم تشفع الأرض لأصحاب الأرض ولم يغير الجمهور من واقع الحال في شيء... والحديث عن عامل الأرض والجمهور في "خليجي 14" يظل مرتبطاً بجوانب أخرى فنية ونفسية. في أيار مايو 1998 بدأ الإعداد الفعلي لمنتخب البحرين الوطني للدورة الجديدة، حيث انتظم الفريق في برنامج إعداد محلي لأسابيع عدة، شد بعده المنتخب الرحال إلى السويد في معسكر امتد من 10 حزيران يونيو الى 10 تموز يوليو. وبعد أربعة أسابيع من الإعداد والتدريب في أجواء تناقض طقس الخليج الحار والرطب، عاد المنتخب لالتقاط الأنفاس في أحضان الوطن والأهل في هدوء وخجل. وأبرز فوائد معسكر السويد أنها أذابت ترسبات منافسات المسابقات المحلية، وتعايش اللاعبون بمختلف انتماءاتهم في الدوري المحلي في أجواء عائلية كأسرة واحدة، واتيح للجهاز الفني الجديد قراءة الجوانب المعنوية والنفسية للاعبين وأبعاد تفكيرهم للمهمة الوطنية. وبعد استراحة لم تتجاوز اسبوعين، حزم المنتخب حقائبه وغادر إلى البرتغال في معسكر آخر جديد امتد من 26 تموز الى 25 آب اغسطس 1998 مع 7 مباريات تجريبية مع فرق برتغالية من درجات مختلفة وذات مستويات متفاوتة، ووفق البرنامج الفني والزمن الذي وضعه المدير الفني للمنتخب البرازيلي ارنستو قيدس الذي تعاقد معه اتحاد الكرة في آب 1997... سيرته الذاتية لا تكشف عن اسم عالمي مشهور في عالم المدربين، درب فرقاً برازيلية عدة، وعلى الصعيد العربي، وبالتحديد الخليجي، درب لأشهر عدة فريق نادي النصر السعودي، وشاء القدر أن تكسر رجله ويترك مهمته ويشد الرحال على عكاز إلى وطنه. وبدأ قيدس رحلته الاستكشافية للكرة البحرينية ونجومها ولاعبيها عندما وجهت له دعوة للحضور إلى البحرين، وشاهد جانباً من المسابقات والمباريات في الموسم 96-97، وكوّن فكرة مبدئية سريعة. وبعد التعاقد معه رسمياً اختار فريقاً وسافر به إلى ليبيا وشارك في دورة "النهر الصناعي"، ودخل بعد ذلك في سلسة تجارب واختبارات لعناصر وتشكيلات عدة من اللاعبين من أجل انتقاء الأفضل لاختيار التشكيلة المثالية ل "خليجي 14" والتي هي الهدف من التعاقد مع ارنستو وطاقم التدريب المساعد المتكامل من مواطنيه. وبكل المقاييس، كان معسكر البرتغال أفضل بكثير من معسكر السويد، كما شهد وأقر بذلك المدير الفني نفسه. لكن في المعسكرين كانت خسارتان. الأولى في السويد حيث خسر المنتخب جهود أبرز مهاجميه حميد درويش بسبب سوء سلوكه وخروجه عن نظام المعسكر وتجاوزه الخط الأحمر وتعليمات المسؤولين، مما أوقعه في عقوبة الايقاف وحرمانه من المنتخب. وبعد العودة من معسكر البرتغال، استبعد المدرب 4 لاعبين هم خالد عبدالله الدوسري وغازي ماجد الكواري وعبدالله سعيد العبادي وزياد فيصل الخليفة. وأرجع السبب إلى هبوط مستواهم الفني، على رغم ان الدوسري والكواري من العناصر الأساسية في تشكيلة المنتخب ويتمتعان بمؤهلات فنية ومهارات فردية جيدة. وأثار استبعاد الأربعة جدلاً ورسم علامة استفهام بارزة، لكن لم يلتفت قيدس اليها ولا أصحاب القرار في اتحاد الكرة...كانت كل الصلاحيات للمدير الفني الذي استدعى عناصر ووجوهاً أخرى بعضها من الشباب الذين يقع عليهم الاختيار للمرة الأولى للمنتخب الوطني الأول، علماً بأن لاعب الوسط الشاب مرتضى عبدالوهاب، أحد نجوم خليجي 13 مصاب. وباتفاق مسبق بين المدير واتحاد الكرة، تم إلغاء المعسكر الثالث الذي كان من المقرر اقامته في تونس في المرحلة الأخيرة من برنامج إعداد المنتخب البحريني ل "خليجي 14" وبالتحديد في تشرين الأول اكتوبر 1998. وأسباب إلغاء معسكر تونس ترجع لشعور المسؤولين في اتحاد الكرة بأن الملل بدأ يغزو نفسيات معظم اللاعبين بسبب طول فترة السفر بعيداً عن الوطن، من جهة، ولسبب مادي، من جهة اخرى، اذ ان تكلفة المعسكر سترهق الميزانية المخصصة لإعداد مشاركة المنتخب في الدورة قبل بدايتها. واستعاض اتحاد الكرة عن معسكر تونس بترتيب إقامة سلسلة من المباريات الودية التجريبية مع المنتخبات العربية المتأهلة إلى نهائيات بطولة كأس العرب السابعة التي اقيمت في قطر، حيث عرض الاتحاد البحريني على جميع المنتخبات العربية المتأهلة باستثناء المنتخبات الخليجية الأربعة التوقف في البحرين في طريق الذهاب أو العودة للعب مع منتخب البحرين. وبالفعل نجح الاتحاد البحريني في مساعيه واقيمت خمس مباريات تجريبية جادة على التوالي: تعادل مع منتخب ليبيا 2-2 وفاز على المنتخب الأولمبي المصري 2-1 وعلى منتخب سورية 2- صفر وتعادل مع منتخب المغرب 1-1 وخسر امام منتخب السودان 2-3. وخاض آخر التجارب الجادة أمام منتخب بوركينا فاسو الجمعة الماضي. ولعب منتخب البحرين جميع هذه المباريات التجريبية على أرضه، لكن ليس على الملعب الذي ستقام عليه مباريات الدورة استاد البحرين الوطني بسبب اخضاعه لأعمال الصيانة والتأهيل، مما اضطره للعب والتدريب على استاد مدينة عيسى الرياضي الذي اقيمت عليه منافسات الدورة الأولى "خليجي 1". وعلى رغم ايجابية المباريات التجريبية في المرحلة الأخيرة من برنامج الإعداد، إلا أن كثرة التغيير وعدم الاستقرار على تشكيلة ثابتة منسجمة عرّضا المدير الفني للانتقاد والحرج مباراة بوركينا فاسو هي المباراة الوحيدة التي لعبها منتخب البحرين بالتشكيلة الأساسية المثالية المستقرة. طابع ونكهة اداء منتخب البحرين بعد فترة الإعداد الطويلة الكافية برازيلية من حيث الكرة الهادئة الأرضية السهلة والنقل الجماعي في بناء الهجمات. الدفاع أقوى الخطوط وأكثرها خبرة... والوسط يعاني من غياب القائد المحنك القادر على اتخاذ القرار في المواقف الحرجة والصعبة... والهجوم قناص لكن تنقصه الخبرة... والحراسة متحفزة تحمل مسؤولية كبيرة. وتضم التشكيلة الأقرب الى المثالية: في حراسة المرمى: محمد صالح الذي شارك في "خليجي 8" العام 1986 في البحرين ونال لقب أحسن حارس مرمى، وعلي حسن. في خط الدفاع: خميس عيد الذي خاض تجربة الاحتراف في نادي القادسية السعودي، وفياض محمود الذي خاض هو الآخر تجربة الاحتراف في الموسم الماضي في نادي الكويت، وعبدالرزاق محمد الذي شارك في "خليجي 9 و10 و11 و12 و13"، ومحمد حسين وعلي عامر وإبراهيم مشخص وراشد الدوسري من الوجوه الشابة تشارك للمرة الأولى. في خط الوسط: فيصل عبدالعزيز وطلال يوسف وخالد جاسم. في خط الهجوم: راشد جمال ويوسف علي. منتحب الإمارات يقول المشرف الجديد على المنتخب علي عبيد القهاش ل "الحياة": "بدأ المنتخب التدريب بعد ثلاثة أيام من اختتام كأس العرب التي حل فيها رابعاً. هذا يعني أنه تدرب قبل أن يحضر الى المنامة 16 يوماً، نظم خلالها دورة الصداقة الرباعية في أبو ظبي وفاز ببطولتها على حساب لبنان والسودان وفريق نادي الجيش السوري. مستوى الدورة عموماً كان جيداً لكن العروض التي قدمها منتخبنا لا تزال دون طموحاتنا... نحن وزعنا خططنا على مدى قصير ومتوسط وطويل ولن نستعجل النتائج لأن سياسة النفس الطويل ضرورية وهدفنا الأول هو التأهل لنهائيات مونديال 2002". ويستأنف القهاش حديثه بحرص شديد وكأنه يمشي على البيض: "بعد كأس العرب أجرينا عملية ترميم، فاستغنينا عن عدد من اللاعبين واختبرنا 16 لاعباً جديداً لم يتعرف المدرب كيروش عليهم إلا من خلال أشرطة الفيديو، وطاول الترميم الخطوط الثلاثة ولا سيما خط الهجوم الذي ضم اللاعب المخضرم علي جمعة ثاني... لا استطيع أن أوضح أكثر من ذلك، ودورة الخليج هي آخر استحقاق نخوضه قبل أن يبدأ كيروش عمله بتمهل. لن نعد بشيء باستثناء التصميم والروح اللتين سيخوض بهما اللاعبون الدورة. هذا يعني أننا لن نشارك من أجل المشاركة. يهمنا بالدرجة الأولى تقديم عروض قوية، ومع العروض القوية ستبدأ النتائج الأيجابية". وعن المباراة الأولى أمام البحرين: "نحن لا نعرف عن المنتخب البحريني الكثير، لكل منا ظروفه وكل شيء جائز". ويتوقع أن يمثل الإمارات: محسن مصبح، عبدالرحمن ابراهيم، حسن سعيد واسماعيل راشد وفهد علي وعادل محمد، عبدالسلام جمعة وحسن علي ومحمد علي محمد ابراهيم وكاظم علي، فهد النويس علي ثاني. ماتشالا ومنتخب السعودية وأبدى مدرب منتخب الكويت ميلان ماتشالا في تصريح ل "الحياة" عدم رضاه عن المعسكر الذي خاضه منتخبه في اليونان ثم مباراته الودية مع قبرص 3-5، واعترف بأنه لم يحقق الغرض. وأوضح: "صفوف المنتخب غير مكتملة ولاعبو كاظمة تأخروا في الالتحاق به لخوضهم مباراة ضد النصر السعودي في كأس الكؤوس الآسيوية، ولم ينضم بشاردو إلا قبل أيام وحرمنا تالياً من تجربة جميع اللاعبين ولا يمكن الحكم على فترة الإعداد". وعن مدى قدرة منتخبه على المحافظة على اللقب، أجاب: "اللقب في حكم التاريخ ولا ننظر اليه أبداً بل أؤكد أننا نسيناه... عموماً لن تعرف هوية الفائز باللقب إلا بعد أربع جولات... إستعدت جميع المنتخبات للمسابقة، هناك مفاجآت كالعادة والكل مهيأ للمركز الأخير عدا منتخب السعودية لأنه يملك لاعبين على قدر عالٍ من الكفاءة وقادرين على الإحتراف في أوروبا كالدعيع وعبدالله سليمان والسويد والدوسري...". وعن رأيه في احتراف نجم الهجوم الكويتي بشاردو في السعودية، قال ماتشالا: "لا انصحه بذلك لان المستوى في بلدان الخليج متقارب ولن يعود عليه بالنفع... أنصحه أن يحترف في أوروبا إذا ما سنحت له الفرصة على غرار لاعبي إيران". أوتو بفيستر رفض مدرب منتخب السعودية الالماني أوتو بفيستر أن يكون الفائز في مباراة السعودية والكويت غداً هو البطل المتوج للدورة. واعتبر أن فرص جميع المنتخبات متساوية، وقال: "التوقع صعب في مثل هذه الدورات، وغالباً ما تكون النتائج مخالفة للتوقعات". وعن التشكيلة التي اختارها، قال: "استدعيت مهاجمين شابين هما عبدالله الشيحان وعلي الفهيد بغرض التجديد وستكون الفرصة متاحة لهما للمشاركة". وعن الخسارة أمام فريق الشباب بهدف واحد خلال المعسكر التدريبي، قال ان الغرض من تلك المباراة هو "تغيير النمط التدريبي والخسارة ليست مقياساً لمستوى منتخبنا". وحول تأثير الفوز بكأس العرب على نفسيات اللاعبين أجاب: "نحن نسعى الى تجنيبهم هذا التأثر السلبي رغم أن جميع المنتخبات ستلعب أمامنا كوننا أبطال العرب... شاهدت منتخبات الكويتوقطروالإمارات في كأس العرب وحرصت على متابعة منتخبي البحرين وعمان في المباريات التجريبية... المستوى متقارب والفوز هدف الجميع". متفرقات - عقدت اللجنة إجتماعها الأول امس حيث ناقشت نقاطاً عدة واعتمدت أهلية اللاعبين المشاركين وألوان الفانيلات. واللافت أن رئيس لجنة الإنضباط فاروق سرية وصل الى البحرين بعد الاجتماع واستغرب كيف يعقد الإجتماع في غيابه كما استغرب أن يكون الحجز لعودته بالطائرة الى دمشق هو قبل يوم واحد من الإختتام.