بإطلاق الجيل الجديد من موديل "سوناتا" اليوم في السعودية، تسجّل صورة هايونداي قفزة نوعية جديدة في أكبر أسواق الدول العربية للسيارات. ومع الجيل الرابع من الموديل المتوسط-الكبير الذي أطلق الربيع الماضي في كوريا الجنوبية، قبل دخول الأسواق العالمية في الشهور التالية، يسجّل النمر الكوري المتقدّم منذ أكثر من عقدَين من الزمن، قفزة نوعية تنقله من السباق الكمي في حجم الإنتاج وتواضع الأسعار الى النوعي الذي إنحصرت المنافسة فيه حتى الآن على الأوروبيين والأميركيين واليابانيين. وإن لم تبخل هايونداي على موديلها الجديد بالتكنولوجيا المتقدّمة، فهي حرصت في الوقت ذاته على تسعير تصعب مواجهته. فالموديل الذي سيتنافس مع سيارات مثل فورد "كونتور"/ميركوري "ميستيك" "مونديو" في أوروبا وتويوتا "كامري" وهوندا "أكورد" وغيرها، سيُباع في المملكة بين 41900 ريال و61 ألف ريال السعر النهائي بما فيه الإستمارة، بما يعكس إتساع قطره التسويقي. ويضم الموديل الذي تتوقّع هايونداي إنتاجه بأكثر من 170 ألف وحدة سنوياً في مصنع آسان الجديد إفتتح في 1997 خيارات حسب الفئات طبعاً محرّكَي الأسطوانات الأربع أو الجديد بست منها، وبعلبة عادية أو أوتوماتيكية متطوّرة، أو مع مانع الإنزلاق الكبحي ABS وحتى وسادتين هوائيتين مواجهتين في المقدّم. المحرّكان تستجيب "سوناتا" الجديدة للراغبين بمحرّك معقول القوة والإستهلاك بخيار محرّك الأسطوانات الأربع 16 صماماً وعمودا كامات فوقيان، "سيريوس 2" البالغة سعته 0.2 ليتر، والذي خضع لتحسينات كثيرة لخفض مستويات الإرتجاج والضجيج. وتبلغ قوة المحرّك 136 حصاناً/5800 د.د. وعزم دورانه 180 نيوتون-متر 4.18 كلغ-متر/4600 د.د. أما الساعون الى عذوبة هدير الأسطوانات الست وأدائها فتقترح "سوناتا" عليهم محرّك "دلتا" الجديد كلياً ألومينيوم قالباً وغطاء، وهو رابع المحرّكات التي صممتها هايونداي نفسها لسياراتها. ويرتفع الأداء مع الأسطوانات الست 24 صماماً المتّسعة ل5.2 ليتر والمتقابلة بزاوية 60 درجة V الى 160 حصاناً/6000 د.د. وعزم الدوران الى 230 نيوتون-متر 5.23 كلغ-متر/3750 د.د. ومن العناصر التقنية المميّزة لمحرّك "دلتا" الجديد تُذكر وظيفة منع الطقطقة Knock الناتجة عن سوء الإشتعال بسبب نوعية الوقود أو الحرارة مثلاً. ولكشف الطقطقة يتضمّن كل من جانبَي الV في المحرّك لكل من الجانبَين، أو الصفَّين، ثلاث أسطوانات جهاز رصد خاص "يُبلغ" وحدة إدارة وظائف المحرّك فور بدء الطقطقة فتُبدّلُ الوحدةُ نمطَ الإشعال لمنع حصولها فوراً. ولتنعيم أداء المحرّك وتحسين مرونته وتخفيف وزن بعض عناصره المتحرّكة، يُشكّل معدن السواعد المرفقية Connecting rod بتقنية التلحيم الحراري المضغوط Sinter، والذي يُلحّم جزيئيات المعدن المتفتتة Powder، بضغطها في قوالب خاصة مُحمّاة، عوضاً عن الصب و/أو التحديد. العلبتان إضافة الى العلبة اليدوية بنسبها الأمامية الخمس، تتوافر "سوناتا" أيضاً مع خيار العلبة الأوتوماتيكية ذات النسب الأمامية الأربع. وتتصل العلبة الأوتوماتيكية بالإدارة الإلكترونية لوظائف المحرّك لتنعيم الأداء بتأخير الإشعال عند غيار النسب، إضافة الى تمتّعها ببرمجة إلكترونية ترصد نمط قيادة السائق ودرجة الضغط المطلوب من المحرّك Engine load حسب حمولة السيارة ووضعية دوّاسة الوقود وطبيعة الطريق صعوداً أو نزولاً قبل تحديد الغيار، فلا تتردد العلبة في الطرقات الصاعدة بين النسبتين الثانية والثالثة مثلاً ، كما تُغيّر أوتوماتيكياً الى نسبة أدنى في الطرقات النازلة، عند رفع القدم عن دوّاسة الوقود وفي حال تشغيل الكبح مثلاً. وتُعرف هذه التقنية ب"المنطق المتبدّل" Fuzzy logic. الهيكل وحظيت "سوناتا" بتمتين هيكلي عام لخفض الوزن والضجيج وتحسين السلوك بزيادة مقاومة الهيكل للإلتواء والإنثناء، كما تعدّل نظام التعليق لزيادة المرونة فأصبح شوكياً مزدوجاً في المقدّم ومتعدد الوصلات في المؤخّر. وبينما حافظت قاعدة العجلات على مقياسها ذاته 70.2 متر مقارنة بالموديل السابق، أطيل الهيكل قليلاً من 700.4 الى 710.4 متر، وعُرّضَ من 772.1 الى 818.1 متر. مرونة التسويق وتتوافر جديدة هايونداي في صيغ تجهيزية مرنة تأخذ أفضليات المستهلك في الإعتبار. فالراغب بسعر متواضع من دون إصراره على أعلى التجهيزات، يمكنه الحصول على فئة القاعدة بمحرّك الأسطوانات الأربع، لقاء 41900 ريال. أما الباحث عن مستويات أعلى من التجهيزات ووسائل الحماية، بما فيها وسادتان هوائيتان مواجهتان ومانع الإنزلاق الكبحي ABS وغيرها، مع محرّك الأسطوانات الست، فستكفيه 61 ألف ريال للحصول على أعلى الفئات التجهيزية المتاحة لدى وكلاء هايونداي في المملكة، محمد يوسف الناغي في جدّة، والوعلان للسيارات في الرياض، والمجدوعي للسيارات في الدمام.