توجت السعودية بطلة لكأس العرب السابعة لكرة القدم بفوزها على قطر صاحبة الضيافة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب خليفة الدولي في الدوحة أمام نحو 35 ألف متفرج. وسبق لتونس أن أحرزت اللقب مرة واحدة، ثم انتزعه العراق 4 مرات متتالية ومصر مرة واحدة. وعلى غرار ما فعله أمام لبنان في الدور الأول عندما سجل 3 أهداف، سجل المهاجم السعودي الشاب عبيد الدوسري 23 عاماً 3 أهداف أيضاً في مرمى قطر وتوج هدافاً للمسابقة برصيد 8 أهداف علماً بأنه سجل 5 أهداف في المباريات التجريبية التي سبقت البطولة وأنه توقع أن يهز الشباك بين 3 و4 مرات قبل أن تبدأ. وصارت الإنجازات السعودية مرتبطة الى حد كبير بالدوحة... ففي العاصمة القطرية تحديداً توج "الأخضر" بطلاً لكأس الأمم الآسيوية 1998 ثم حجز بطاقتيه الى نهائيات مونديالي 1994 و1998 قبل أن ينتزع كأس العرب للمرة الأولى في تاريخه. أما إنجازاه الآخران، فسجلهما في سنغافورة كأس الأمم الآسيوية 1984 وأبو ظبي كأس الخليج 1994. ونزلت تشكيلة قطرية متوقعة بنسبة مئة في المئة مع ظهير حر وقلبي دفاع وظهيرين و3 لاعبين في الوسط ومهاجمين إثنين، وتشكيلة سعودية متوقعة أيضاً لكن مع تعديل واحد هو إشتراك سعد الدوسري "المكوكي" في خط الوسط الذي صار مؤلفاً من 5 لاعبين مع وجود 4 مدافعين ومهاجم واحد هو عبيد الدوسري مع ميل من يوسف الثنيان بالدرجة الأولى لمؤازرته، وخالد التيماوي وإبراهيم ماطر بالدرجة الثانية. وطبق السعودي الخطة كما يجب، وتفوق في ادائه الجماعي ففرض إيقاعه وتحكم بمجريات اللعبة من دون صعوبة. الشوط الأول كان بخيلاً في كل شيء، وحتى الهدف الذي شهده هذا الشوط سُجل بالصدفة وبخطأ فادح من المدافع يوسف آدم والحارس أحمد خليل. وفيما عداه، سددت الكرة نحو المرميين مرات نادرة وداخل مستطيل الهدف مرة واحدة بواسطة يوسف الثنيان في الدقيقة 15، غير أن الحارس أحمد خليل حوّل كرته الى ركنية. وبعد 13 دقيقة، مرر الثنيان كرة أمامية الى الدوسري فسبقه قلب الدفاع آدم اليها ثم أرجعها الى الحارس خليل بدل أن يشتتها، فارتطمت بالقدم الثابتة اليسرى لهذا الأخير الذي أخطأ أصلاً في الخروج من مرماه وصار الدوسري منفرداً بالشباك ليسجل هدف السبق. وانحصرت الكرة طويلاً في وسط الملعب، ولعب السعوديون بمبدأ السلامة مع انتشار سليم جداً في جميع جنبات الملعب، وتدخل محمد الخليوي في الوقت المناسب عندما حول تسديدة مبارك مصطفى الى ركنية 35. وحاول القطريون أن يعدلوا من الموقف بسرعة، ولاحت الفرصة لمحمود صوفي من تمريرة لمبارك مصطفى لكنه فشل في استغلالها، وضحى المدرب البرازيلي غونزاكا بقلب الدفاع عبدالرحمن الكواري وأشرك مكانه لاعب الوسط عبدالعزيز لتعزيز النبض الهجومي بعدما أحرز عبيد الدوسري الهدف السعودي الثاني بعد 4 دقائق فقط من بداية هذا الشوط، إذ مرر له العويران كرة من فوق الكواري فحضرها لنفسه وسددها بقوة داخل المرمى. وسرح السعوديون ومرحوا، الى أن حانت الدقيقة 63، وفيها سجل عبيد هدفاً صعباً جداً عندما مرر له الثنيان كرة عالية، فشق طريقه بين مدافعين وحولها مباشرة داخل الشباك القطرية. وصار اللقاء شكلياً أكثر وأكثر، وجهد مبارك مصطفى حتى لا يخرج من المولد الكبير بلا حمص. وقد تسلم في الدقيقة 80 كرة داخل المنطقة فارتطم بعبدالله سليمان ثم نهض وسدد الكرة من زاوية ضيقة جداً مسجلاً أصعب هدف في الدورة على الإطلاق. وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها، أعاق عبدالله سليمان مبارك مصطفى فمُنح الأخير ركلة جزاء لكنه لم يستثمرها لأن الحارس محمد الدعيع نجح في إبعادها. المحصلة عموماً، فان المنتخب السعودي يمثل ما يشبه العقده لنظيره القطري. فمنذ 1970 وحتى اليوم، وقف المنتخبان وجهاً لوجه 25 مرة، ففاز السعودي في 15 والقطري في 2 وتعادلا 8 مرات. ويعود الفوز القطري الأخير الى العام 1984 في كأس الخليج السابعة. ووزعت الجوائز على مستحقيها من رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة القطري الشيخ محمد بن عيد آل ثاني ونائب رئيس الإتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس البعثة السعودية الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الجوائز على مستحقيها، وتسلم رئيس الإتحاد الكويتي الشيخ أحمد الفهد علم الدورة الثامنة التي تستضيفها بلاده العام 2001. تجدر الإشارة الى أن منتخبات 12 دولة شاركت في الكأس السابعة التي بدأت في 22 أيلول سبتمبر الماضي. مثل قطر: أحمد خليل وسعود فتح وعبدالرحمن الكواري عبدالعزيز حسن ويوسف آدم وعبدالله عبيد وضاحي النوبي وعادل خميس وعبدالناصر العبيدلي وياسر نظمي ومبارك مصطفى ومحمود صوفي. مثل السعودية: محمد الدعيع ومحمد شلية ومحمد الخليوي وعبدالله سليمان وحسين عبدالغني ويوسف الثنيان ابراهيم السويد وخالد التيماوي وخميس العويران وابراهيم ماطر وسعد الدوسري فيصل ابو اثنين وعبيد الدوسري. الحكم: هشام قيراط تونس ألقاب - حلت منتخبات السعودية وقطر والكويت والإمارات في المراكز الأربعة الأولى وحصلت على 50 و30 و20 و10 آلاف دولار على التوالي. - حصل محمد الدعيع على كأس أفضل حارس، وعبيد الدوسري على كأس هداف البطولة 8 أهداف. أما الكأس الوحيدة التي أفلتت من السعوديين فهي كأس أفضل لاعب التي كانت من نصيب النجم القطري مبارك مصطفى، كما منح بدر حجي جائزة اللاعب المثالي، وجائزة الجمهور المثالي للجمهور السوداني .