اليوم قد يأتي الجواب بالايجاب عن سؤال اغنية البيتلز المشهورة في الستينات "عندما يصبح عمري 64 هل تظلّين تحبينني... هل تظلين تحتاجينني"؟ جون غلين أول رائد أميركي حلق حول الأرض قبل 37 سنة يعود اليوم الى الفضاء. السناتور غلين الذي يشغل عضوية مجلس الشيوخ يبلغ حالياً 77 سنة من العمر ووكالة الفضاء الأميركية "ناسا" تحبه وتحتاجه. فالهدف المعلن للرحلة هو درس أسباب اضمحلال العظام واختلال التوازن، وهي مشاكل يعاني منها المسنون والرواد الذين يمكثون فترات طويلة في ظروف انعدام الوزن في الفضاء. لكن الهدف المضمر هو حاجة "ناسا" الى الأموال. محطة الفضاء الدولية الجديدة التي يحمل صاروخ روسي أول مكوناتها الشهر المقبل تحتاج الى 50 بليون دولار. والخيال المثير للاستكشافات الفضائية في الستينات لم يعد يثير الرأي العام في التسعينات ولا يضمن موافقة الكونغرس. ملامح جون غلين الذي يجمع بين التجاعيد والوسامة والعنفوان والهشاشة وهو يحلق على ارتفاع 1000 كلم عن الأرض قد تحقق ذلك. وستتحول عملية الانطلاق اليوم من القاعدة الفضائية كيب كانيفرال في فلوريدا الى مهرجان فضائي. جون غلين واثق بنتائج الرحلة التي ستبرهن على أن التقدم في السن، كما كان يقول الكاتب الفرنسي أندريه موروا، "عادة سيئة ولا وقت للشخص المشغول لاعتيادها". الأحوال الجوية مؤاتية لانطلاق المكوك "ديسكفري" وللاحتفالات التي يتوقع أن يشارك فيها 300 ألف شخص في الموقع وأكثر من بليون مشاهد فضائيات حول العالم. عربات المنازل الجوالة تقاطرت منذ أمس حاملة أدوات الشواء والكراسي والطاولات السفرية الى ساحل الأطلسي المقابل لأفريقيا. وعندما سيعود جون غلين من رحلته سيحمل أجوبة تبحث عن أسئلة. الجواب هو أن التكنولوجيا تستطيع أن ترفع مسناً الى الفضاء وتعود به سالماً الى الأرض. هذا هو الانجاز الحقيقي لعصر الفضاء والكومبيوتر الذي يقلب للمرة الأولى معادلة الوضع البشري رأساً على عقب. ما هي الأسئلة؟