أكد خبراء نفط عالميون ان نفط بحر قزوين لن يشكل تهديداً فورياً لنفط الخليج ودول "أوبك" قبل سنتي 2010 و2020، نتيجة عوامل تتصل بكلفة الانتاج والنقل العالية ووجود خلافات محلية واقليمية وعالمية حول هذه المنطقة ومشاريعها النفطية. لكنهم قالوا ان هذه الرؤية قد تنقلب ليكون نفط بحر قزوين مهدداً لنفوط الخليج و"أوبك" عموماً على غرار نفط بحر الشمال في الثمانينات والتسعينات نتيجة سياسات خاطئة اتبعتها "أوبك" آنذاك. وأشار الخبراء الذين شاركوا في مؤتمر الطاقة السنوي الرابع الذي اختتم في أبو ظبي امس ونظمه مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تحت عنوات "مصادر الطاقة في بحر قزوين - الانعكاسات على منطقة الخليج العربي" الى ان تنمية نفط بحر قزوين ترتبط بكثير من العوامل والمخاطر السياسية والاقتصادية والتنافس بين الدول المطلة عليه وأوضاع الاسواق العالمية والسياسات النفطية في دول الخليج ومنظمة "أوبك". وأكد الدكتور فاضل شلبي المدير التنفيذي لمركز دراسات الطاقة الدولية في لندن ضرورة تنازل الدول المنتجة للنفط في دول الخليج عن الملكية الكاملة لصناعة النفط وفتح هذه الصناعة أمام الشركات الاستثمارية الاجنبية وتبني سياسة اسعار من شأنها ان تشجع المزيد من الاستثمارات في منطقة الخليج. وقال شلبي الذي كان آخر المتحدثين أمام المؤتمر في يومه الثاني والأخير ان مثل هذه الاستراتيجية التي تهدف الى مواجهة تهديدات نفط بحر قزوين لن تنجح من دون توحيد السياسات بين الدول الخليجية الخمس الكببرى المنتجة للنفط السعودية وايران والامارات والكويت والعراق، "نظراً الى ان العمل الفردي محكوم بالفشل". ورأى ان الظروف التنافسية الحالية في سوق النفط العالمية تقلل فرص نفط بحر قزوين في ان يصبح مصدر منافسة جدي لنفط الخليج. لكنه لفت الى ان تاريخ نفط بحر الشمال يروي حكاية مختلفة عن احتياطات قليلة ذات كلفة عالية تشكل تهديداً حقيقياً لسوق نفط الخليج. وأكد ان تجربة نفط بحر الشمال ربما تكررت في حالة بحر قزوين، مشيراً الى ان هذه الاحتياطات "قد تشكل تهديداً لنفط الخليج ما لم تتبن دول المنطقة سياسات وأسعاراً واستثمارات اقتصادية موجهة الى السوق اكثر مما هي عليه الحال اليوم. ورأت شيرين اكينز مديرة منتدى أبحاث آسيا الوسطى في كلية الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن، ان الكثير من المخاطر السياسية والصراعات المحلية والاقليمية في المنطقة، مع تنامي التنافس النووي يغذي الاحساس بعدم الامان في منطقة آسيا الوسطى، ويؤثر سلباً في تنمية وتطوير انتاج النفط في بحر قزوين. واتفق ولفرد كول مدير ادارة برنامج البيئة والطاقة الدولية في معهد السياسات الخارجية في جامعة جون هوبكنز مع الخبراء الآخرين في ان احتياطات نفط بحر قزوين المثبتة تضم ما بين 30 و40 بليون برميل، وربما ارتفعت الى 200 بليون برميل. وتوقع ان يصل انتاج المنطقة الى ما بين أربعة وستة بلايين برميل سنتي 2010 و2020 على التوالي والصادرات الى 2.3 و3.6 بليون برميل، عندما يبدأ انتاج بحر الشمال بالتراجع. وتوقع ان يكون نفط بحر قزوين منافساً لنفط "أوبك"، مشيراً الى انه سيؤجل مرة اخرى المرحلة التي يتجاوز فيها انتاج "أوبك" انتاج الدول غير الاعضاء في المنظمة.