السيد المحرر تحية طيبة وبعد، يتدخل الاطلسي؟... لا يتدخل... متى يتم تدخل الأطلسي في كوسوفو إن قدر له أصلاً ان يتدخل بشكل فعال! سؤال طالما تردد وأسال حبراً ودماً. تتعدد التشاورات وتتكثف الاتصالات وتتقارب اللقاءات التي تخرج في كل مرة بتعهدات عن تدخل وشيك لإنهاء "التصرف غير المقبول من قبل الحكم الصربي". وهذه الشلالات من التهديد والوعيد لا يقابلها سوى المزيد من القتل والتمزيق لأجساد الألبان المجردة من كل وسيلة دفاع. كلما تكاثرت المجازر المرتكبة وافتضح أمرها تذمر الرأي العام وتململ وسمعنا عن تدخل. يتريث الاطلسي تخوفاً من رفض الروس من العمل العسكري، وهو اعتراض وتخوف وتريث لم يكن يطرح عند تدخل العواصم الغربية من أجل استقلال جمهوريات البلطيق الثلاث ليتوانيا، استونيا، لاتفيا. الاعتراض يكون حصراً عندما يتعلق الأمر بالبوسنة أو كوسوفو. لا يغيب عن لبيب ان الأمر مجرد تقاسم الأدوار: فالاطلسي يهدد والغرض مزدوج، من جهة تبغي حملة اعلامية يريح من خلالها ضميره ويعطي انطباعاً بعدم تخليه عن مسؤولياته، وهو في الوقت نفسه يحاول الابتعاد عن شبهة عدم الاكتراث عندما يتعلق الأمر بالمسلمين. بعد أيام لعلها غير بعيدة سنسمع لا ريب عن فواجع اخرى قد تكون أفظع لما ارتكبه الصرب وغيرهم من "القائمين على حماية العزل" في كوسوفو