قال وزير الخارجية في حكومة "طالبان" الافغانية ملا محمد حسن ان الرياض لم تطلب من "طالبان" تسليمها أسامة بن لادن. وأكد في حديث الى "الحياة" ان بلاده لو كانت لديها نية لمعاداة ايران لوافقت على طلب السنّة في ايران مساعدة "طالبان" لهم، وهو ما رفضته الحركة. واعتبر ان سبب عدم اعتراف الدول غير الاسلامية بپ"طالبان" هو "تحكيمها الشريعة"، وأضاف: "انهم يجعلون من موضوع ابن لادن عذراً"، مستغرباً عدم اثارة الموضوع في عهد حكومة برهان الدين رباني، على رغم ان ابن لادن كان يقيم في افغانستان آنذاك. وتابع ملا محمد حسن:"قابلت مرات القائم بالأعمال السعودي سلمان العمري وقلت له نحن نحترم الشعب السعودي والحكومة السعودية، كما اننا حريصون جدا على علاقات جيدة مع السعودية، وأبلغته ان اي مسلم لا بد ان يحترم السعودية لارتباطه بالمقدسات الاسلامية، واكدت له اننا لا نسمح بأن تكون اراضينا منطلقاً للاساءة الى السعودية". وزاد: "ابلغت القائم بالأعمال السعودي انني قرأت اكثر من عشر مرات في الصحف لمن يقول اننا وعدنا المسؤولين السعوديين بتسليم ابن لادن، وهذا ليس صحيحاً. ما حدث اننا اكدنا للمملكة اننا لن نسمح لاحد باستخدام اراضينا للنيل من السعودية. نحن مستعدون للشهادة للدفاع عن السعودية فكيف نسمح لأحد بأن يضر السعودية او مصالحها من اراضينا"؟ واستغرب عدم إثارة موضوع ابن لادن في عهد حكومة رباني، مشيراً الى ان ابن لادن كان يقيم في افغانستان آنذاك وكان حراً طليقاً لم تفرض عليه قيود، وعندما وصلنا الى السلطة منعناه من الادلاء بتصريحات وقيدنا تحركاته. رغم ذلك لم يطمئن احد الينا، فماذا نفعل؟ وتابع وزير خارجية "طالبان": "العالم الاسلامي كان يريد السلام في افغانستان، ونحن جئنا بالسلام وحققنا الأمن، واعطينا الناس حقوقهم، وطبقنا الشريعة، ومع ذلك لم يُعترف بنا. نحن لانلوم الدول غير الاسلامية اذا لم تعترف بنا لكننا نلوم الدول الاسلامية". وعن علاقات بلاده بالسعودية بعد قرارها "تجميد" العلاقات مع حكومة "طالبان" قال: "لم نكن ننتظر هذا الموقف من السعودية، فهي شقيقتنا الكبرى تدعم قضايا العالم الاسلامي. ونتمنى ان يزول سوء الفهم بيننا وبين الرياض، وسنحاول ان نقرب وجهات النظر عبر الحوار". وأشار الى ان "طالبان" سترسل وفداً الى السعودية "لازالة سوء التفاهم، وتقريب وجهات النظر"، مستدركاً ان "مواضيع النقاش او موعده لم تحدد بعد". وعن الوساطة التي تقوم بها منظمة المؤتمر الاسلامي لحل النزاع بين "طالبان" وايران، قال: ملا محمد حسن: "نؤمن بأن المشاكل تحل بالحوار، ولم يحدد حتى الآن موعد المفاوضات". وسئل هل تعادي "طالبان" ايران لأنها شيعية، فأجاب: "في الحركة لنا هدف واحد هو اصلاح الفساد، لا فرق بين سني أو شيعي او طاجيكي او قندهاري او بشتوني. وعلى رغم ان ايران تدعم المعارضة في افغانستان مالياً وعسكرياً، لم نقم بمثل ذلك العمل، ولم نفكر في ان نحاربها، وجاءنا اهل السنة والجماعة في ايران يطلبون دعمنا، فرفضنا. ولو كنا نريد العمل ضد ايران لفعلنا ذلك ومن داخل ايران". وعما يتردد عن تفريق "طالبان" بين السنة والشيعة الافغان، قال: "اعدمنا كثيرين من القتلة السنة وبعضهم من قندهار، وعاقبنا آخرين". وأكد أن "طالبان ليست حركة سنية، بل حركة اسلامية تعمل لاصلاح البلاد وانهاء الفساد".