بي بي كينغ في لندن. أهم عازفي الغيتار لأغاني "البلوز" في العالم، زار العاصمة البريطانية لتلقي جوائز عدة وللترويج لألبومه الجديد "بلوز أون ذي بايو". كينغ البالغ من العمر 73 عاماً كان موضوع احتفال الصحافة الثقافية والفنية التي اغتنمت الفرصة لاجراء مقابلات وكتابة مراجعات لحياته. فهذا العازف الأميركي الأسود الذي ولد في فقر ميسيسيبي وبؤسها، وعانى عنصريتها، عزف في حضرة الأمراء والرؤساء، وكان آخرهم جورج بوش، بل عزف في حضرة البابا نفسه. الا أنه، خلال مساره، كان أكثر من على تعريف البلوز، شكلاً وأسلوباً، لحقبة ما بعد الحرب الثانية. وفضلاً عن كونه مغنياً قوي الصوت ومؤدياً استثنائياً، قدم اسهاماً غير عادي لقاموس الغيتار الكهربائي ومفرداته، حتى أمكن القول ان ما من عازف غيتار، في موسيقى الروك او البلوز، الا تأثّر بألحانه المنفردة ونوتاته الملتوية والمتعرجة. وبكلمة، كان كينغ للبلوز ما كانه لويس ارمسترونغ للجاز. لكن الاول الذي يتوّج حياته الفنية بألبومه الجديد، لا يزال فقيراً، رغم جولاته العالمية التي شملت 88 بلداً، وتمثيله الولاياتالمتحدة بصفة رسمية في العديد منها. فأعباء أبنائه ال15 الذين انجبهم من مطلقتيه، وولعه بالمقامرة الذي حمله على الاقامة في لاس فيغاس، جعلت ثراءه بعيد الاحتمال. أو ربما "هناك وقت آخر اضافي" كما تقول احدى اغانيه...