أظهرت الاتفاقات التي وقعتها المملكة العربية السعودية واليابان، في اليوم الأول لزيارة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، حجم التفاهم بين البلدين والاتجاه الواضح الى تفعيل التعاون القائم بين البلدين. وتضمن الإعلان المشترك بشأن التعاون لحقبة القرن ال 21 اتفاقاً على كثير من القضايا الدولية الساخنة، وأيدت السعودية طلب اليابان الحصول على عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي. وعقد الأمير عبدالله ورئيس الوزراء الياباني كيزو أبوتشي أمس جلسة محادثات حضرها أعضاء الوفدين جرى خلالها البحث في تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة، وعرضت قضية الشرق الأوسط ومسيرة السلام والأراضي العربية المحتلة والتطورات الدولية، وزيادة التبادل الثقافي والإقتصادي والتجاري وتطوير أساليب العمل الصناعي في البلدين بما يحقق التوازن لمصالحهما المشتركة والإستفادة من خبرات الطرفين. وكان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وصل الى اليابان أمس في زيارة رسمية تستغرق يومين حيث استقبله في المطار ولي عهد اليابان الأمير تارهيتو ورئيس الوزراء السابق كبير مستشاري رئيس الوزراء للشؤون الخارجية ريوتارو هاشيموتو. واستقبل الأمير عبدالله، ظهر اليوم نفسه في مقر اقامته في قصر أكاساكا، رئيس مجلس الوزراء الياباني وقلده وسام الملك عبدالعزيز من الطبقة الاولى تعبيراً عن المودة والتقدير، واشار ابوتشي الى ما تتمتع به العلاقات الطيبة بين البلدين من متانة وخير دليل على ذلك زيارة ولي العهد راجع ص3. من جانبه عبر الأمير عبدالله عن شكره وتقديره على حسن الإستقبال والرعاية التي حظي بها والوفد المرافق له، وأكد أن هذا لا يستغرب من شعب اليابان الصديق. ونوّه في كلمة القاها بپ"التعاون المثمر" بين السعودية واليابان. وتطرق الى تطورات عملية السلام، فقال: "ليتني استطيع ان اتجاوز آلام امتي العربية والاسلامية لأوقظ سلاماً لم توقظه وحتى الآن اتفاقات تكاد تصبح هشيماً تذروها الرياح. والسلام هو الأمل الذي ابصر الفلسطينيون والعرب والمسلمون من خلاله العدل والأمن والشرعية، فإذا به ومع كل الجهود الدولية يتوقف او يكاد". واعتبر ان "ظاهرة الارهاب التي عصفت بكثير من المناطق تحتاج الى توقف منا ومن كل الشرفاء في هذا العالم، كواحدة من المواضيع ذات الأولوية التي نأمل ان يجد العالم لها حلاً حازماً امنياً وثقافياً وفكرياً". واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في تصريحات صحافية "ان كل زيارة لها طابعها اهدافها ومراميها وأن الدول التي شملتها الجولة لها علاقات متميزة مع السعودية". وأضاف: "أن مواقفنا متطابقة في القضايا الأساسية أما مواقفنا الاخرى السياسية فهي متقاربة جداً ... لنا اهداف مشتركة في نزع السلاح والحد من انتشار الاسلحة ذات الدمار الشامل وهم اليابانيون حريصون على الوضع في الشرق الاوسط وخصوصاً عملية السلام، وأملنا أن تثمر اجتماعات واشنطن ليس انسحاباً مرحلياً فقط بل ان تنجز ما اتفق عليه في اتفاقات اوسلووواشنطن حتى ينتقلوا الى البحث الحقيقي والمهم في القضايا المهمة مثل القدس والمستعمرات وعودة الفلسطينيين وهذه هي الرسالة التي ينقلها سمو ولي العهد".