كشفت وسائل الإعلام الكرواتية عن فضائح الثراء غير المشروع الذي حققته أسرة الرئيس الكرواتي فرانيو توجمان مستغلة سيطرتها على الحكم منذ استقلال كرواتيا قبل 7 سنوات. ونشرت صحيفة "يوتارني ليست" جريدة الصباح الصادرة في زغرب وثيقة تشير الى أن زوجة توجمان، انيتسا 50 عاماً أودعت في حساب خاص في "بنك زغرب" 210 آلاف مارك ألماني و16 ألف دولار أميركي. وأوضحت الصحيفة ان زوجة توجمان "تملك ما لا يقل عن 11 رصيداً في المصارف المحلية والأجنبية". وشكلت هذه المعلومات فضيحة للرئيس توجمان نفسه الذي كان أدلى بصورة رسمية وحسبما يقتضيه الدستور ببيانات "متواضعة جداً" عن أموال عائلته، مشيراً الى أن "كل ما تملكه زوجته هو سيارتها". ورأى مراقبون ان هذه الفضيحة قد تؤثر سلباً على هيبة الرئيس خصوصاً بعد تذمر كثير من المقربين إليه نتيجة استئثاره بالحكم. واستقالة ثلاثة من كبار المسؤولين بينهم وزير الدفاع الكرواتي اندري خيبرانغ الذي كان أيضاً طبيباً خاصاً لتوجمان. وبطلب من توجمان كان "بنك زغرب" أعلن تخصيص مكافأة قدرها مليون كونا العملة المحلية وتساوي 280 ألف مارك لمن يدل على الشخص الذي أعطى هذه المعلومات. واثر الاعلان عن المكافأة، سلمت موظفة في البنك نفسها الى السلطات القضائية واعترفت بأنها هي التي "أباحت السر" موضحة أن هدفها "ليس الحصول على المكافأة وإنما تأكيد حقيقة ما نشر". وكانت معلومات أشارت الى ارتباط ابن توجمان "ستيبان" الملقب "براتسو" بالمافيا الايطالية حسبما ورد في اعترافات رجل العصابات الايطالي فيليتسي مانيري. وأسس ستيبان أثناء الحرب في البوسنة شركة باسم "دوموفينا" أي الوطن، تولت صفقات الاتجار بالأسلحة. كما ان ابنة توجمان نيفينكا التي طلقت زوجها الصربي بعد انهيار يوغوسلافيا السابقة وانتقلت الى كرواتيا، انشأت شركة سيطرت على الأسواق الحرة الكرواتية اضافة الى معاملات الشراء الخاصة لعدد من الفنادق الكرواتية التي كانت مملوكة للدولة. وتم تسجيل مبنى تجاري كان مملوكاً للدولة في وسط زغرب باسم "دايا كوشوتيتش" وهو ابن نيفينكا من زوجها الصربي. اما ابن توجمان، ميروسلاف فكلفه والده الاشراف على الاستخبارات الكرواتية ما مكنه من جمع ثروة طائلة. وباتت أسرة توجمان تعتبر احدى أغنى العائلات في وسط أوروبا وجنوبها.ويذكر ان زوجة توجمان انيتسا هي رئيسة جمعية "لننقذ أطفال كرواتيا" وحصلت على ملايين الماركات الألمانية من خلال التبرعات القسرية لهذه الجمعية.