"بحثاً عن حق الانسان" عنوان مؤتمر "كلمة سواء" الثالث الذي ينظمه "مركز الامام الصدر للابحاث والدراسات" كل عام ويتناول مواضيع انسانية واجتماعية ويشهد ابحاثاً ومداخلات ومناقشات. واستهل المؤتمر الذي عقد في فندق "كومودور" في بيروت بكلمة للسيدة رباب الصدر توجهت بها الى اخيها المغيّب الامام السيد موسى الصدر مذكرة بنضاله من اجل حق الانسان. وأضافت "مر العام الخمسون على اعلان شرعة حقوق الانسان ولا تزال القوة ام الشرائع ولا وجود لمحكمة تعتبر الضعيف قوياً حتى تأخذ الحق له والقوي ضعيفاً حتى تأخذ الحق منه". واعتبرت ان "المهتمين، بالدفاع عن حقوق الانسان من الوجهة القانونية دورهم مغيب". وتلا ممثل السفارة البابوية في لبنان المونسينيور دومينيك مامبوتي رسالة من البابا يوحنا بولس الثاني فيها ان "احترام حقوق الانسان ليس فرضاً اجتماعياً او قانونياً بل هو امر من المعرفة الموضوعة في القانون الالهي". وأضاف "يجب ان يقاس ارتقاء الانسان ليس فقط علمياً وتقنياً بل بأولويات القيم الروحية وبارتقاء الحياة الاخلاقية ايضاً". ورأى ان "الطريق الحقيقية والاساسية التي تقود حقوق الانسان تمر بكل الاشخاص والمفاهيم والمعرفة والاحترام للقوانين وعدم تجاوز الاشخاص والمجتمعات". ورأى القائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث ان "تطور الحضارة المادية الخالية من القيم الروحية ستكون مصدر تهديد وقلق متزايد ومتسارع لإنسان هذا العصر". ودعا المطران نبيل العنداري ممثلاً البطريرك الماروني نصرالله صفير الى "ترسيخ حق الانسان في حرية التفكير والتعبير والضمير والممارسة الدينية والعمل السياسي في منأى عن كل تمييز في العرق والجنس والدين والانتماء". واعتبر القاضي محمد دالي بلطة ممثلاً مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني، ان "الانسان لم تسعفه كل الاكتشافات والانجازات التي حققها فإذا به في محنة قاسية ليس تغييب الامام الصدر عنوانها الوحيد بل افتقاد الانسان قيمة مهمة في اساس وجوده وهي الاخلاق". وأشار الى ان "الكلام على القيم والاخلاق بات شعاراً لكل خطيب وحديثاً روتينياً مملاً يكرره ذوو السلطة واذا بهم مثقلون بالفضائح المخزية والعلاقات المشبوهة". وشدد على اهمية التعليم الديني في المدارس. ورأى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين ان "وضع حقوق الانسان في لبنان لا ينقصه سوى البحث عن وسائل التنفيذ وضماناته". وأوضح ان "80 في المئة من ثروات العالم يتمتع بها عشرون في المئة وهذا يختصر الازمة الانسانية التي يعانيها الجنس البشري". وأضاف ان "حقوق الانسان في لبنان مصونة، وتنوع مجتمعه احد اركان الضمانات الكبرى لهذه الحقوق، ولا يجوز ان يستهان به فالمسيحي ضمان المسلم والمسلم ضمان المسيحي". وقال "الآن نستقبل عهداً جديداً يدور فيه الحديث على انتخاب رئيس للجمهورية والقيمة العليا والاولى هي المحافظة على لبنان، لأن المناداة بحقوق الانسان لا تعني ابداً التفريط بكيان الدولة وتماسكها وسيادة القانون واعطاء افضلية لفريق على فريق في انتهاك القانون". وختم "لا سلم قريباً ولا انسحاب اسرائيلياً قريباً وكل ما يوفد من بعثات هو لاستهلاك الوقت ولكي ينسى الناس حقوقهم ويتوقف التضامن في مواجهة هذه المرحلة بين سورية ولبنان".