أعربت فرنسا عن إرتياحها أمس إلى "قرار البرلمان اللبناني إختيار السيد إميل لحود رئىساً للجمهورية اللبنانية". وقال معاون الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية فرنسوا ريفاسو "أن فرنسا تقتدم من الرئيس لحود بأحرّ التهانئ وتتمنى له النجاح، وهي على إقتناع بأن العلاقات اللبنانية - الفرنسية الوثيقة جداً ستحافظ على متانتها وستتوطد في ظل أجواء الصداقة والثقة". وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك حرص على إعطاء التعليمات لكل أوساطه بألا تدلي بأي تعليق عن موضوع إنتخاب لحود قبل جلسة الإنتخاب في البرلمان، لتمسّك بلاده بالمسار الإنتخابي الطبيعي في لبنان ولو أن الكل مدرك في فرنسا أن الناخب الأساسي هو الرئيس السوري حافظ الأسد. ورحّبت فرنسا باختيار شخصية لحود، خصوصاً أن شيراك إلتقاه مرتين، وكان سفيرها السابق في لبنان جان بيار لافون قلّده وسام جوقة شرف برتبة قائد، على ما قام به لإعادة إحلال الوحدة في صفوف الجيش اللبناني وأسهمَ بطريقة حاسمة في الوحدة اللبنانية بعد سنوات الحرب والمصالحة. ومن المرتقب أن يجري شيراك لاحقاً إتصالاً هاتفياً بلحود لتهنئته بانتخابه. وكان لحود إستقبل شيراك خلال زيارته الثانية للبنان لدى إزاحة الستار عن نصب أقامه الفنان الفرنسي أرمان عند مدخل من وزارة الدفاع في اليرزة. وودّعه لحود في المطار. ووحده شيراك من المسؤولين الفرنسيين الحاليين يعرفه شخصياً. وقالت أوساط فرنسية أن اختيار لحود "مؤشر إلى أن سورية لعبت في ذكاء، لأنه شخصية قوية ونزيهة". واستبعدت "أن يصبح الحكم عسكرياً في لبنان، لأن لحود على ما يكفي من الذكاء لتجنّب إعطاء مثل هذا الإنطباع، خصوصاً أن في لبنان سابقة الرئيس اللواء فؤاد شهاب". وقال مصدر مسؤول أن لحود يتسم بمزايا عدة إذ نجح في غضون سبع سنوات في توحيد الجيش اللبناني وتعزيزه، وأصبح له وجود وفاعلية، وعمل في شكل جيد قبل أن يكون استعاد قوته كاملة. وكانت أوساط فرنسية مطلعة وصفته ل"الحياة" بأنه فرنكوفوني يتكلم الفرنسية بطلاقة ويحظى بثقة الولاياتالمتحدة كون الجيش اللبناني عزّز تعاونه معها نتيجة تولّي فرنسوا ليوتار المعروف بتأييده للمعارضة اللبنانية وزارة الدفاع في فرنسا ضمن حكومة إدوار بالادور اليمينية سنة 1993 عندما كان فرنسوا ميتران رئيساً.