كشف بيان صربي مجموعة الاجراءات التي ستنفذها بلغراد في اقليم كوسوفو في فترات محددة بدأت امس الاربعاء بسحب ما تبقى من القوات الامنية في الاقليم وتستكمل بعد تسعة اشهر بانتخابات برلمانية باشراف اوروبي. وأكدت السلطات اليوغوسلافية استعدادها لتوقيع اتفاقات مع منظمة الامن والتعاون الاوروبية وحلف شمال الاطلسي في اقرب وقت بخصوص مراقبين من دون اسلحة على الارض واستطلاع طائرات غير عسكرية فوق كوسوفو. وفي كوسوفو استعدت منظمات الاغاثة لارسال قوافل المساعدات الانسانية الى من تستطيع الوصول اليه من آلاف النازحين المشردين بين جبال الاقليم وغاباته. واعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة انها بدأت نقل امدادات الاغاثة الى عدد من المناطق التي ينتشر فيها النازحون. وأشار ناطق باسم المنظمة في بريشتينا الى ان هذه الامدادات "شملت كميات من الاغذية والادوية اضافة الى الخيام ومتطلبات الحماية من المطر والبرد". واعلنت حكومة بلغراد امس انها واصلت سحب قوات الشرطة الخاصة من اقليم كوسوفو تنفيذاً للاتفاق المبرم مع المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك من اجل تسوية شاملة للازمة في الاقليم. واصدرت السلطات اليوغوسلافية بياناً تضمن 11 نقطة لتطبيع الاوضاع في كوسوفو وتشمل "منح الادارة الذاتية لسكان الاقليم واصدار عفو عام عن المشاركين في حوادث المواجهات باستثناء الذين ارتكبوا جرائم حرب حيث يجري حسم قضاياهم مع محكمة لاهاي". وتضمنت الاجراءات التي وردت في البيان اليوغوسلافي ايضاً "تشكيل ادارة وشرطة محلية في البلديات واجراء انتخابات برلمانية تنبثق عنها السلطتان التشريعية والتنفيذية". واعتبرت بلغراد ان اجراءاتها "جاءت منسجمة مع وحدة اراضي وسيادة يوغوسلافيا وفق ميثاق الاممالمتحدة، بما يوفر الفرصة المتكافئة لجميع المواطنين والجماعات العرقية في الاقليم في مجالات الحرية والعمل الاقتصادي والهوية الذاتية". وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان هذه الاجراءات تم اعدادها بالتعاون مع المبعوث الاميركي هولبروك. وذكر تلفزيون بلغراد امس ان منظمة الامن والتعاون الاوروبية تتخذ الاجراءات لنقل عدد من افرادها الموجودين في البوسنة وكرواتيا الى كوسوفو للعمل ضمن فرق المراقبين الاوروبيين "الذين سيتابعون انسحاب القوات الصربية من الاقليم". وتوقع التليفزيون ان يصل الى بلغراد قريباً وزير خارجية بولندا برونوسلاف غيريميك الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا والامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا وقائد قوات الحلف في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك "لتوقيع اتفاقات المراقبة مع الحكومة اليوغوسلافية".