أعربت المنظمات اليهودية في اسرائيل والعالم عن استيائها الشديد إزاء خطوة البابا يوحنا بولس الثاني تطويب راهبة يهودية المولد "قديسة" رغم ان الفاتيكان كان يأمل في ان تسهم الخطوة في التقريب بين الجانبين. واعتبر قادة الجاليات اليهودية تطويب الراهبة الكرملية اديث شتاين التي كانت إحدى ضحايا المحرقة النازية عام 1942، بمثابة "إهانة"، على اساس ان الراهبة "قتلت كونها يهودية لا كاثوليكية". ونقلت الصحف الصادرة في لندن أمس الاثنين عن قادة يهود وصفهم الخطوة الباباوية بأنها "عمل شنيع". وقال افرايم زوروف رئيس مكتب مركز "سيمون ويزنتال" في القدس، ان الخطوة "صفعة علنية في وجه الجالية اليهودية". ورأى زوروف انها "رسالة مفادها ان أفضل اليهود، هم الذين يتحولون الى الكاثوليكية". اما الحاخام دافيد روزن مدير مكتب "عصبة مكافحة التشهير" في اسرائيل فاعتبر ان البابا لم يقم بخطوات كافية في سبيل تطمين اليهود الى نيات الكاثوليك. وقال ان الراهبة "لم تقتل لأنها كاثوليكية بل قتلت لأنها ولدت لأبوين يهوديين وكان لا بد من التركيز على ذلك في البيان المتعلق بمقتلها". وكانت الراهبة شتاين التي ولدت عام 1891 في بولندا واعتنقت الكاثوليكية وهي في التاسعة والعشرين من عمرها، قتلت في معتقل "أوشويتز" النازي عام 1942 عن عمر يناهز الخمسين عاماً، بعدما ألقى النازيون القبض علىها لدى انتقالها الى هولندا فراراً من الحملة ضد اليهود. وتنظر المنظمات اليهودية بعين الشك الى الأسباب التي حدت بعدد من المولودين يهوداً الى اعتناق أديان أخرى وبينهم مشاهير في الغرب، على اساس ان ذلك جاء نتيجة الحملة النازية و"الاضطهاد" إبان الحرب العالمية الثانية. وكان البابا البالغ من العمر 78 عاماً، سعى في احتفال اقيم في ساحة القديس بطرس أول من أمس الى التأكيد على إدانة المحرقة النازية. وقال ان الفاتيكان سيحيي ذكرى المحرقة سنوياً. وقال عن شتاين انها "ابنة بارة لاسرائيل ومخلصة للكنيسة" معرباً عن أمله في ان "تؤدي شهادتها الى توطيد جسر التفاهم المتبادل بين اليهود والمسيحيين".