يشكل التزلج أحد الأنشطة التقليدية في سويسرا حيث المرتفعات الجبلية والجبال الضخمة من الجليد الدائم والمضغوط الذي تراكم منذ أكثر من 30 ألف عام وازداد ذوبانه منذ منتصف القرن الماضي، على رغم أنه لا يزال يمتد فوق ثلاثة في المئة من سويسرا. وتفصل جبال الألب السويسرية بين شمال أوروبا وجنوبها وهي تغطي نحو 60 في المئة من مساحة سويسرا البالغة 285،41 كيلومتر مربع. ويعود الفضل في بدء اكتشاف مرتفعاتها الشاهقة إلى ستة رهبان زج بهم في السجن عام 1387 بسبب خرقهم قانوناً يمنع تسلق القمم الألبية. ونجح الرهبان الستة في تسلق قمة بيلاتوس التي تبلغ 2132 متراً. ثم كرت "سبحة" القمم التي صعد اليها الرهبان والقساوسة على مدى خمسة قرون في غروانبوندن وسويسرا الوسطى. ومنذ القرن السابع عشر اهتم مثقفو أوروبا بجبال الألب بما فيهم المفكر جان جاك روسو وولفغانغ فون غوته وهوراس بنيديكت سوسور حيث شكلت جبال الألب السويسرية مثار وحي شاعري ومكاناً للتأمل وحتى للاستشفاء. واختار الشاعر البريطاني اللورد بايرون برفقة مواطنه الرسام ويليام ترنر زيارة الألب السويسرية ست مرات بين عامي 1802-1844 ليتبعهما في أربعينات القرن الماضي تشارلز ديكينز. ومنذ عام 1855 ركز كتاب وفنانون بريطانيون عدة على قهر بعض أصعب القمم السويسرية ونجحوا في ذلك مثيرين في الوقت ذاته الاهتمام بسويسرا ومنتجعاتها الجبلية كمنطقة ترتادها الارستقراطية البريطانية. ومنذ عام 1910 انطلقت سياحة التزلج المنظمة في الألب السويسرية بعدما أقنع البريطاني هنري لون، الذي أعطى اسمه لوكالة "لون بولي" الدولية للسفريات، المسؤولين السويسريين بتسيير القطار في فصل الشتاء إلى منطقة يونغفراو. وتضم سويسرا اليوم أكثر من 20 منتجعاً رئيساً للتزلج أبرزها دافوس. ويبلغ عدد المصاعد المخصصة للمتزلجين 1100 مصعد تعمل على نقل هواة التزلج في موسم الشتاء. ويتولى ما يزيد على اربعة آلاف مدرب اعطاء دروس في التزلج في 200 مدرسة متخصصة في هذا المجال ويضاف اليهم 7500 مدرب موسمي خلال موسم التزلج. وأمن المدربون العام الماضي خمسة ملايين ساعة تدريب بعضها كان جماعياً وبعضها الآخر فردياً. وتخصص عشر مناطق للتزلج في فصل الشتاء لمن يفضلون التمتع بمباهج الثلج تضاف الى 80 حلبة داخلية لمحبي التزحلق على الجليد ، وتبقى ثمان منها مفتوحة في فصل الصيف.