أفادت مصادر ليبية في العاصمة طرابلس بأن المشتبَهين الجديدَين في قضية إسقاط طائرة قرب قرية لوكيربي الأسكتلندية عام 1988 ليسا إلا رئيس المخابرات السابق في عهد معمر القذافي، عبدالله السنوسي، ومحمد أبو عجيلة، فيما وُصِفَ الأخير على لسان مصدرٍ مطَّلع ب «صانع قنابل معروف». ويُحتجَز السنوسي حالياً في أحد السجون بالعاصمة بعد إدانته بقتل محتجين خلال انتفاضة عام 2011 ضد حكم القذافي. وكان الادعاء العام الأسكتلندي أعلن أمس الأول تعرُّف محققين تابعين له وآخرين أمريكيين على مشتبهَين جديدَين في تورطهما في إسقاط الطائرة التابعة لشركة «بان أمريكان» قرب قرية لوكيربي قبل 27 عاماً في حادثٍ خلَّف 270 قتيلاً. وكانت الطائرة في رحلةٍ من مطار هيثرو الدولي في لندن إلى نيويورك. ولا تتوَّفر سوى معلومات شحيحة عن المشتبَه الثاني محمد أبو عجيلة مسعود، لكنَّ مصدراً قال عنه «هو صانع قنابل معروف». وطلبت السلطات الإسكتلندية والأمريكية رسمياً من ليبيا استقبال محققين للنظر في الاتهامات الجديدة. وفي عام 2001؛ عوقب الليبي، عبدالباسط المقرحي، بالسجن مدى الحياة في أسكتلندا، ومازال هو الشخص الوحيد المُدان في التفجير. وحوكم ليبي ثانٍ متهم بالتورط معه، وهو الأمين فحيمة، أمام هيئة من قضاة أسكتلنديين في محكمة خاصة في هولندا، لكن وُجِدَ أنه غير مذنب. ولم تحدد السلطات الأسكتلندية اسمي المشتبهين الجديدين، لكنها مصادر لفتت إلى احتمال تورطهما مع المقرحي في تنفيذ الهجوم. وذكر شخص على علم بالقضية أن اسم محمد أبو عجيلة مسعود ورد في لائحة الاتهام الأصلية. وفي عام 2003؛ قَبِلَ معمر القذافي بمسؤولية بلاده عن التفجير ودفع تعويضاً لعائلات الضحايا، لكنه لم يقرّ بأنه أمر شخصياً بتنفيذ عملية إرهابية. وتوفّي المقرحي في ليبيا عام 2012، وكان حتى وفاته يدفع ببراءته بعد 3 سنوات من إطلاق سراحه لأسباب إنسانية، إذ تم تشخيص حالته المرضية على أنه مريض بسرطان في مراحله الأخيرة. وإرسال محققين حالياً إلى ليبيا أمرٌ معقد، إذ غادرها أغلب الدبلوماسيين والموظفين الأجانب العام الماضي بسبب النزاع بين حكومتين إحداهما شرعية في طبرق «شرق» والثانية غير معترف بها دولياً في طرابلس «غرب». وكل حكومة مدعومة ببرلمان، لكن مجلس النواب في طبرق يتمتع باعتراف دولي. ومؤخراً؛ أعلنت الأممالمتحدة توصلها إلى اتفاق لإنهاء النزاع بين الطرفين عبر تشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس رئاسي ومجلس دولة. وحظِيَ الاتفاق بدعمٍ من الدول العربية وأعضاء مجلس الأمن الدولي. وأغلب ضحايا تفجير لوكيربي من الأمريكيين الذين كانوا عائدين إلى بلادهم لقضاء عطلة عيد الميلاد. وآنذاك؛ قُتِلَ 11 شخصاً على الأرض إثر تحطم الطائرة حين انفجرت قنبلة على متنها بعد نحو 40 دقيقة من مغادرتها مطار هيثرو. وسقط نظام القذافي في أغسطس من عام 2011 بعد اتساع الانتفاضة ضده.