باريس - أ ف ب - أعربت فرنسا التي تستقبل رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي اليوم الخميس في زيارة تستمر يومين عن استعدادها لمساعدة المغرب للتغلب على الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيق الاصلاحات فيه بشكل كبير. واطلق اليوسفي، عشية توجهه إلى فرنسا، نداء لمساعدة المغرب من جانب حليفته الرئيسية. وقال في تصريحات للصحف الفرنسية "اننا مخنوقون بالديون، نحتاج الى اخراج رأسنا من المياه". وأضاف: "بعد دفع خدمة الدين ورواتب الموظفين لا تبقى لدينا الأموال اللازمة للاستثمار في المؤسسات العامة التي نحتاج اليها". وأثار اليوسفي وأعوانه مخاطر "حصول انفجار اجتماعي"، واعتبروه مهدداً للمغرب لإقناع فرنسا بخطورة الوضع وتوضيح أن تقديم مساعدة كبيرة أمر ملح وعاجل. وأوضح اليوسفي ان قيمة الدين المغربي الى فرنسا تبلغ 18 بليون فرنك فرنسي 3 بلايين دولار في حين تبلغ جملة ديون المغرب 22 بليون دولار. وقال إن "باستطاعة فرنسا دعمنا لدفع الديون عبر التدخل لدى الشركاء في نادي باريس دائنو القطاع العام من أجل خفض سقف الديون محدد حالياً بعشرين في المئة وتحويلها الى استثمارات أو لاجراء تخفيضات اضافية على الديون مقابل القيام بعدد من المشاريع ذات الفائدة المشتركة أو المساعدة عن طريق خفض معدلات الفائدة". واعتبر مصدر مطلع في باريس ان ديون المغرب "تشكل قضية صعبة لكننا سنبذل جهوداً". مشيراً إلى وجوب تحديد الاتجاهات الكبرى للتنمية بالاتفاق مع المغاربة وتوجيه الوسائل الفرنسية الى القطاعات التي يريدها المغرب. وأضاف المصدر ان على اللجنة المشتركة الفرنسية - المغربية التي ستجتمع في هذه المناسبة "اجراء جردة لمختلف قطاعات التنمية كل ملف على حدة لمعرفة أين أصبحت الشراكة". وأشار إلى أن اللجنة ستناقش المشكلة التي يثيرها وجود 18 ألف مغربي في فرنسا لا يتمتعون بوضع قانوني. وفي هذا الشأن، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية في المغرب خالد عليوة عزمه طلب تمويل أكبر عدد ممكن من مشاريع التنمية الاجتماعية التي تسمح بمعالجة مسألة الهجرة عبر اقناع المرشحين لها بالبقاء في بلادهم.وفي الوقت ذاته، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه ان فرنسا ستطلب من المغرب "وضع اطار جاذب للمستثمرين"، مشيرة إلى العقبات الادارية التي يواجهها الأجانب في المغرب. ولاحظ اندريه ازولاي المستشار الاقتصادي للعاهل المغربي الملك الحسن الثاني ان فرنسا خسرت مركزها كأول دولة مستثمرة في المغرب العام الماضي. وسيستقبل الرئيس جاك شيراك اليوسفي الذي يرافقه وفد وزاري كبير يضم عددا من رجال الاعمال، كما سيجتمع رئيس الوزراء المغربي مع نظيره الفرنسي ليونيل جوسبان.