حذر عالم جزائري من وجود اشعاعات نووية في محيط الصحارى العربية التي أجريت فيها تجارب او تفجيرات ذرية في فترات مختلفة وقال: "ان درجة التلوث فيها وصلت الى مستويات خطرة وأحياناً قاتلة". وأجرى الدكتور كاظم العمودي استاذ الفيزياء النووية في جامعة وهران غرب الجزائر تجارب على الجِمَال الابل في صحارى عربية ملوثة ببقايا نفايات نووية مدفونة فيها، خصوصاً في الجزائر، ولاحظ انها تعاني اكثر من سواها من الأمراض والتدهور الصحي. وأكدت الدراسة التي عرض نتائجها في ندوة عقدت أخيراً في مدينة الوادي الجنوب الشرقي وحصلت "الحياة" على نسخة منها ظهور "تغييرات واضحة في المكونات الدموية للعينات التي اشتغل عليها في مناطق عربية مختلفة ووصول نتائجها الى درجات مضرة بالحيوانات والكائنات الحيّة". وأفاد العمودي ان الفرنسيين ألحقوا أضراراً فادحة بالبيئة في الصحراء الجزائرية وقضوا على كثير من الكائنات الحيّة، إلا انهم لم يتركوا وثائق ولا خرائط ترشد الى مصادر التلوث والمناطق التي أجريت فيها التفجيرات الفرنسية في الخمسينات. وباشر "مركز الأبحاث عن الحركة الوطنية الجزائرية" أخيراً جمع شهادات علمية وطبية واعداد دراسات بيولوجية حول المنطقة التي اجريت فيها التفجيرات النووية الفرنسية ومحيطها الحيوي. وتطرقت دراسة الدكتور العمودي الى كارثة موت الابل الصومالية والتي أكد انها بلغت الآلاف خلافاً للتقديرات المتداولة، وحمل الولاياتالمتحدة مسؤولية الكارثة "كونها دفنت نفايات نووية في الصومال". وأشار الى ان اسرائيل تلجأ لدفن نفاياتها في صحراء النقب وتُطلق نفايات مداخن مفاعل ديمونة في هواء المنطقة لدى هبوب الرياح في اتجاه البلدان العربية المجاورة. وأضاف ان مئات الآلاف من العراقيين تأذوا بسبب تلويث البيئة بعشرات الأطنان من بقايا "سيجار اليورانيوم" وهي قذائف تحمل مواد مشعة يفوق حجمها أربعين طناً من نفايات اليورانيوم استخدمتها القوات الأميركية اثناء حرب الخليج. وأشار الى ان المانيا ارسلت نفايات ومواد مشعة لدفنها في لبنان خلال الحرب الأهلية إلا انها اكتشفت ولم تبق طي الكتمان ما أنقذ البلد من مفعولها المدمر، إلا انه لم يستبعد ان تكون بلدان افريقية ضحية هكذا محاولات لدفن نفايات في أراضيها. وحضّ العلماء العرب المتخصصين على تركيز أبحاثهم على مسح تلك الآثار ومراقبتها في جميع المناطق التي يُشك في انها تعرضت لاشعاعات. وشدّد على ان "ظاهرة الأمراض الغريبة خصوصاً السرطانات المختلفة وضعف الجهاز المناعي وارتفاع مستوى السكر في الدم، اضافة الى اختفاء كثير من الكائنات الحيّة في المناطق التي تعيش في المناطق الصحراوية، تستدعي دق ناقوس الخطر". وأكد ان الدراسات التي قام بها في منطقة "الهوغار" جنوبالجزائر أثبتت ان آثار التفجيرات التي اجرتها فرنسا في المنطقة ما زالت مستمرة حتى اليوم وسيبقى تأثيرها عشرات السنين.