أكدت مصادر سورية مطلعة لپ"الحياة" امس ان المتهم الرئيسي في التفجيرات الأخيرة في عدن يدعى نبيل مناقلي وليس نانكلي او قصيباطي، وأنه سوري من حلب ويحمل الجنسية الاسبانية. وأضافت ان مناقلي محسوب على جماعة عدنان عقلة التي انشقت في الثمانينات عن جماعة "الاخوان المسلمين" السورية. وكانت جماعة عقلة المعروفة باسم "الطليعة المقاتلة" تتبنى استراتيجية العمل المسلح ضد السلطة آنذاك. وانتهى نشاط "الطليعة" بعدما نجحت السلطة في استدراج عدنان عقلة للعودة الى سورية عام 1983 حيث اعتقل. ولم يعرف مصيره منذ ذلك الوقت. ويقول منتقدون لپ"الطليعة" انها كانت تقبل ضم العديد منالذين كانوا يقدمون انفسهم على انهم معارضون للنظام من دون التدقيق في خلفياتهم. ويضيفون ان ذلك فتح الباب أمام اختراقها ليس من الأجهزة الأمنية في سورية فحسب، وانما من أنظمة وأجهزة استخبارات خارجية ايضاً. ويعتبر هؤلاء ان استدراج عقلة الذي كان مقيماً في الأردن عام 1983، الى سورية كان "نتيجة اختراق لجماعته وتلقيه معلومات مضللة". وبعد اختفاء زعيم "الطليعة" انتشر اتباعه في أوروبا وبقي عدد قليل منهم في الأردن. ويُعرف عن اعضاء هذه الجماعة تطرفهم الفكري وميلهم الى العنف. وهم يعارضون "الاخوان المسلمين" ويصفونهم بالتخاذل والعجز. وتطورت عند بعضهم لاحقاً اتجاهات سلفية متشددة ونزعة تكفيرية. ويرفض كثيرون منهم العمل السياسي والديموقراطية، ويصرون على ان الجهاد المسلح هو الطريق الوحيد لاقامة النظام الاسلامي. وتقول المصادر السورية ان مجموعة صغيرة نحو 6 أفراد من "الطليعة" انتقلت منتصف الثمانينات الى اسبانيا حيث توجد جالية سورية صغيرة كما ان هناك وجوداً قديماً لپ"الاخوان المسلمين" السوريين. وحصل بعض أعضاء هذه الجماعة على الجنسية الاسبانية خلال أشهر. ونشط هؤلاء في السفر والتجارة وظهرت عليهم علامات الثراء خلال وقت قصير. ويقول أحد معارف مناقلي انه سافر الى اليمن قبل عامين ممثلاً لشركة أدوات تجميل اسبانية، وأنه برر سفره الى هذه الدولة بأنه يعود الى رغبته في تنشئة بناته في بلد اسلامي. لكن ثمة من يقول ان زوجته الاسبانية عادت لاحقاً الى اسبانيا مع بناته. وكان مناقلي عانى صعوبات مالية في اليمن وطلب مساعدات من بعض معارفه السوريين المقيمين في السعودية الأمر الذي اثار قلق هؤلاء من احتمال ان تتحول تحويلاتهم من مساعدات انسانية الى قضية سياسية.