طهران – أ ب، أ ف ب - انتقد الرئيس السابق محمد خاتمي الحكومة والقضاء في إيران، مطالباً بإطلاق كل المعتقلين السياسيين، فيما ندد أحد زعماء المعارضة مهدي كروبي بالسلطات لاعتبارها المعارضة مجرد تجسيد لمؤامرات أجنبية، مشيراً الى ان الشاه استخدم التكتيك ذاته. وقال خاتمي خلال لقائه تجمعات اسلامية تابعة لجامعات طهران، ان الحكومة «لا يحق لها تحدي الدستور» ونعت منافسيها بأنهم «أعداء النظام». وتساءل متوجهاً الى القضاء: «كيف يمكن له ان يتابع بقوة اتهامات ضد بعض الأشخاص، فيما تهين مجموعات منحرفة او تفتري على أي زعيم شيعي قد لا يروق لها؟». وجدّد خاتمي تأكيده ان في إمكان النظام تسوية مشاكل كثيرة، اذا أطلق السجناء السياسيين وأيد الحريات التي تُعتبر حقاً شرعياً للشعب. أما كروبي فتساءل متوجهاً الى المحافظين: «لماذا كانت مبررات الشاه لممارساته، خاطئة، لكن منطق كلماته وفحواها حين تأتي منكم، يجب اعتبارها صائبة؟». وتساءل ايضاً عن سبب الامتناع عن انتقاد «هيئة الاذاعة البريطانية» (بي بي سي)، عندما كانت «تدعم الثورة؟». وذكّر كروبي، خلال لقائه أعضاء في «جبهة المشاركة الإسلامية» أبرز حزب اصلاحي في البلاد، والذي أعلنت السلطات حظره، بأن مؤسس الجمهورية الاسلامية الإمام الخميني استعان بكل وكالات الانباء ووسائل الاعلام، في صراعه مع الشاه، ولم يتهمه أحد بالارتباط بالخارج. واعتبر ان الجمهورية الاسلامية التي صوّت لها الشعب في بداية الثورة، «لم تعد الثورة القائمة الان». ودان اعتداء انصار للحكومة الاثنين الماضي، على مبنى يقطنه في طهران، معتبراً ان ذلك يضرّ بقوة ب»سمعة (الجمهورية) وصدقيتها». جاء ذلك في وقت أجرى الرئيس محمود أحمدي نجاد لقاءات مع مراجع وعلماء دين في مدينة قم. والتقى نجاد المرجع الديني ناصر مكارم شيرازي الذي أكد «ضرورة بذل مزيد من الاهتمام بقضايا البلاد»، كما أوردت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا». واضافت الوكالة ان نجاد اجتمع أيضاً مع «رئيس رابطة أساتذة الحوزة العلمية محمد يزدي وأعضاء الشورى المركزية للرابطة». ويزدي هو المرشد الروحي للرئيس الإيراني. وناقش نجاد مع الرابطة «قضايا الساعة في البلاد، وسبل (إنجاز) مزيد من التطوير والاهتمام بالقضايا الثقافية». والتقى نجاد رجل الدين نوري همداني، ومراجع وعلماء دين آخرين، على هامش افتتاحه الجانب الغربي لمرقد السيدة فاطمة المعصومة. في غضون ذلك، أفرجت السلطات الإيرانية في شكل موقت عن محسن ميردامادي الامين العام ل»جبهة المشاركة الاسلامية». وقال علي نجل ميردامادي، ان الاخير أُطلق بكفالة بلغت 450 الف دولار. وكانت السلطات اعتقلت ميردامادي في 13 حزيران (يونيو) الماضي، بعد يوم من الانتخابات الرئاسية، واتهمته بالعمل على تقويض الامن القومي والدعاية ضد النظام. وافادت وكالة الانباء الرسمية الايرانية بأن السلطات أطلقت أيضاً المخرج السينمائي محمد رسولوف لمدة 20 يوماً، بكفالة قيمتها 100 الف دولار. وأفادت النيابة بأن رسولوف أطلق بعد «اعتذاره». واعتقل رسولوف في الاول من الشهر الجاري، خلال دهم منزل المخرج المعارض جعفر بناهي في طهران، والذي لا يزال معتقلاً. وأفرج ايضاً عن الصحافي الاصلاحي علي اكبر منتجبي، والناشطة فرزانة قاسمي.