بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون انها ستبقي قوة ضخمة في الخليج، خصوصاً حاملتي طائرات، "ما دامت بغداد ترفض الاذعان" لكل مطالب لجنة نزع الأسلحة أونسكوم. وقال الناطق باسم الوزارة كينيث بيكون في وقت متقدم ليل الخميس ان الرئيس بيل كلينتون "يريد الحفاظ على القدرات الديبلوماسية والعسكرية القصوى في المنطقة، وقال بوضوح انه لا يريد استنفاد كل الخيارات الديبلوماسية، وهذا ما نحاول فعله الآن لحمل الرئيس صدام حسين على السماح بعمليات تفتيش من دون أي شرط". ولفت الى ان القوات الأميركية ستبقى مستعدة لأي طارئ. وأشار الى ان صدام "لم يظهر استعداداً للاذعان التام لقرارات مجلس الأمن، ولم يسمح بعد لفرق اونسكوم بالوصول من دون قيد الى مواقع حساسة". وتابع بيكون: "ليس هناك أي مشروع الآن لخفض حجم قواتنا في الخليج، وتوقع ان تبقى حاملتا طائرات هناك لبعض الوقت، وان تبقى قواتنا على مستواها الحالي". وأوضح ان الحاملة "نيميتز" ستغادر الخليج الشهر المقبل، وستحل محلها حاملة طائرات أميركية اخرى، في حين ستبقى الحاملة "جورج واشنطن" في مياه الخليج. يذكر ان حوالى 29800 جندي أميركي ينتشرون في المنطقة، معظمهم على متن 22 سفينة حربية أرسلت الى المنطقة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، في ذروة الأزمة مع العراق في شأن عمليات التفتيش عن الأسلحة المحظورة. في بغداد أكد الناطق باسم "اونسكوم" الان ديسي امس ان فرق اللجنة "تواصل منذ 22 تشرين الثاني واجباتها في العراق بسلاسة وبأسلوب ودي". وصرح الى وكالة "رويترز" بأن "العراقيين أبدوا تعاوناً" مع خبراء التفتيش، لكنه لم يوضح هل تراجعت بغداد عن رفضها السماح للخبراء بدخول "المواقع الرئاسية". واجرى رئيس اللجنة ريتشارد بتلر في بغداد الشهر الماضي محادثات لاقناع السلطات العراقية بتغيير موقفها. في الوقت ذاته وفي محاولة عراقية لتأكيد عدم اخفاء أسلحة محظورة في قصور الرئاسة، اصطحب نائب رئيس الوزراء السيد طارق عزيز صحافيين اجانب الى ستة قصور في بغداد. واطلقت قذيفتان صاروخيتان على مقر "اونسكوم" في المدينة في 2 كانون الثاني يناير الجاري، من دون ان تسجل اصابات، واتهم العراق "جهات معادية" بتدبير الهجوم لتخريب علاقته باللجنة. وأمس اعتبرت الصحف العراقية ان واشنطن تسعى الى تشويه صورة العراق والتقليل من شأن الأزمة الانسانية التي يمر بها. وكتبت صحيفة "العراق" تحت عنوان "وظيفة جديدة لوزيرة الخارجية الأميركية" مادلين أولبرايت ان الوزيرة "نجحت في نشر الجوع والأمراض بين أبناء الشعب العراقي". يذكر ان مسؤولاً في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكد مساء الخميس ان العراق سيحتاج مساعدات بملايين الدولارات لاصلاح محطات معالجة المياه من اجل تفادي أزمة خطيرة في الصحة العامة، بعد سبع سنوات على الحظر الجوي. وحذر فرانك بيرتلسبيلك الناطق باسم مكتب اللجنة في بغداد من انعكاسات خطرة "في حال لم تعد اللجنة والمنظمات الأخرى غير الحكومية بناء تلك المحطات". وزاد: "ليست لدينا احصاءات دقيقة، لكن تلوث المياه مشكلة اثرت على السكان في العراق". وأفاد ان الصليب الأحمر يعتزم تقديم ملايين الدولارات لاعادة بناء أكثر من 50 محطة لمعالجة مياه الشرب والصرف الصحي في العراق هذه السنة موضحاً ان هذه المحطات تضررت بسبب النقص في قطع الغيار ومواد كيماوية للتنقية. ونبه الى ان المشكلة أكثر حدة في اجزاء في وسط العراق وجنوبه بسبب نقص المياه الطبيعية. ولا تعمل الآن سوى محطة واحدة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الديوانية.