يتوقع ان يؤدي برنامج تلفزيوني تبثه "هيئة الاذاعة البريطانية" بي. بي. سي غداً، ويتضمن مزاعم بأن جهاز الاستخبارات البريطانية "إم. آي. 6" تجسس على الحلفاء الأوروبيين، الى احراج حكومة العمال التي تولت قبل يومين رئاسة الاتحاد الاوروبي. وكان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك اكد لدى وصول حزب العمال الى السلطة ان وزارته ستشهد "روحاً جديدة" من الانفتاح وان بريطانيا ستعتمد معايير اخلاقية في سياستها الخارجية. لكن كوك رفض في البرنامج نفي تلميحات الى ان بلاده تدير "شبكة تجسس" في اوروبا الغربية. وقال: "لا يمكن ان اتحدث عن ذلك لأنه يتعلق بمعلومات سرية، ولا نناقش ذلك اطلاقاً". وأعد البرنامج، الذي سيبث تحت عنوان "كيف تكون وزير خارجية"، الصحافي مايكل كوكريل، ويفيد خلاله ضابط استخبارات بريطاني سابق ان بلاده تتجسس في شكل روتيني على شركائها الاوروبيين، وبينهم فرنساوالمانيا. ويقول: "نحن جميعاً نتجسس على بعضنا بعضاً. ان معرفة ما يقوم به حلفاؤنا الاوروبيون لا تقل اهمية بالنسبة الينا عما كانت تعنيه معرفة الخطط القتالية للقوات السوفياتية". ويتضمن البرنامج الذي نشرت وقائعه على شبكة "انترنت" وتسربت الى الصحف البريطانية أمس، مقابلات اجراها كوكريل مع كوك وستة من اسلافه. وقال كوكريل في مقال نشرته صحيفة "ذي غارديان" امس ان الشيء الوحيد الذي يتفق وزراء الخارجية في شأنه هو انه لا ينبغي لبريطانيا ان تتجسس على الولاياتالمتحدة. وتتبادل بريطانيا المعلومات الاستخباراتية مع وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. آي. أي وتسمح للوكالة بأن تشغّل محطة تنصت في بريطانيا. ويؤكد دافيد اوين، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين 1977 و1979، في البرنامج انه تلقى معلومات استخبارية عن شركاء اوروبيين عندما كان في منصبه. لكنه يشير الى انه عارض سياسة التجسس على هؤلاء الشركاء. أما اللورد دوغلاس هيرد الذي كان وزيراً للخارجية في حكومة المحافظين السابقة لما يزيد على 6 سنوات فيقول "لا اريد ان اتناول هذا الموضوع. انه ذو طبيعة عملياتية". ويضيف ان "التقارير الاستخبارية قيّمة بعض الاحيان وحاسمة في احيان اخرى. انها لا تقدم سوى جزء من الصورة المتناثرة الاجزاء عن نيات الآخرين". ويقول اللورد روبن رينويك، الذي عمل مساعداً ل 12 وزير خارجية وكان سفيراً لبريطانيا في واشنطن: "لدينا تغطية استخباراتية لكل المفاوضات المهمة التي تشارك فيها بريطانيا، وتكون المعلومات احياناً بالغة الاهمية. وفي بعض الاحيان، تكون معروفة بالفعل". ويشير الى ان من واجب بريطانيا ان تسعى الى الحصول على معلومات استخباراتية عن اي جهة تتفاوض معها. وتؤكد مارغيت هلويغ الناطقة باسم السفارة الالمانية في لندن ان بلادها لا تتجسس على بريطانيا، وان تجسس جهاز "إم آي 6" على المانيا سيثير استغرابها. وتوضح انه ربما كانت الظروف مختلفة خلال الحرب الباردة، لكن البلدين كانا يرتبطان بعلاقة "عملية" وبرامج مبادلات يعمل بموجبها موظفو وزارة الخارجية البريطانية في بون ويأتي موظفون المان لحضور نقاشات في وزارة الخارجية في لندن. وتتساءل "ما هدف التجسس عندما يكون لديك أشخاص يعرفون ما يجري"؟