وتمثل متابعة طرق التجارة ومسارات القوافل طريقة أخرى لإثبات ان "ألف ليلة وليلة" من ابداع كاتب واحد وزمن واحد وبيئة واحدة. فلو تعدد الكاتبون، سواء كانوا من مدينة واحدة أم من مدن متعددة، وسواء كانوا في زمن واحد أو أزمان متعددة، على ما يريدنا كثير من الدراسين ان نقتنع، لوجدنا اختلافاً في وصف طرق التجارة بين بغداد والشام ومصر، مثلاً، إذ ان كل كاتب سيصف طرقاً غير هذه المذكورة في "ألف ليلة وليلة" بحسب الطريق الذي يسلكه أبناء عصره ومدينته في تجارتهم ومواصلاتهم. فلو سألت أبناء هذا القرن عن كيفية الانتقال من بغداد مثلاً إلى دمشق، لوصفوا لك الطريق الجو، ولاعطوك فكرة واضحة جداً عن طريقين اعتاد الناس سلوكهما: أولهما المار عبر الأردن، والثاني المار عبر نقطة الخابور ودير الزور. أما في العصور السابقة فكانت هناك طرق عدة، ولكل فترة زمنية طريقها. وذلك بسبب ان الأمن إذا اضطرب من طريق، هجره الناس وانتهجوا طريقاً آخر، وهكذا. في "ألف ليلة وليلة" نجد طرقاً محددة واضحة مذكورة منازلها ومدنها وآبارها، كما نجد طرقاً تذكر بوجه عام مجمل، فلا تفاصيل. أما حين تكون الطرق بعيدة عن مخيلة المؤلف وتجربته، كأن لم يكن قد سافر فيها، فيأتي ذكرها موجزاً بعبارة أو عبارتين. وفي حال كون تلك الطرق تخرج عن عالم الواقع، فإن الكاتب يلجأ إلى الجن تارة، وإلى الحصان الطائر تارة أخرى، وإلى كل ما يمكن ان ينقل بطل الحكاية من مكان معلوم إلى آخر متخيل، كجبل قاف وما وراء بحر الظلمات والجزائر الخالدات التي تفصلها عن مدينة بغداد مسافة سبعين عاماً للطائر المجد في طيرانه، كما نقرأ في حكاية "الطيور السبعة" ومثلها قول شهرزاد في "حكاية الأحدب": "وبلغني أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان في بلاد الصين". وفي "حكاية غانم بن أيوب": "وكان في الجزائر الداخلة في بلاد الصين وهي بلاد الملك الغيور صاحب الجزائر والبحور والسبعة قصور". ولعل ما جاء في "حكاية الأمجد والأسعد" يمثل تفصيلاً وافياً لتلك المناطق المتخيلة البعيدة عن هذا العالم: "فأما ما كان من أمر الأمجد والأسعد، فإنهما لم يزالا سائرين في البرية وهما يأكلان من نبات الأرض ويشربان من متحصلات الأمطار مدة شهر كامل، حتى انتهى بهم المسير إلى جبل من الصوان الأسود، لا يعلم اين منتهاه، والطريق افترقت عند ذلك الجبل إلى طريقين: طريق تشقه من وسطه، وطريق صاعدة إلى أعلى، فسلكا في الطريق التي في أعلى الجبل، واستمرا سائرين فيها خمسة أيام، فلم يريا لها منتهى، وقد حصل لهما الاعياء من التعب... ولما يئسا من الوصول إلى منتهاه رجعا وسلكا الطريق التي في وسط الجبل... مشياً طول ذلك النهار إلى الليل، فتعب الأسعد من كثرة المشي، فقال لأخيه: يا اخي أنا ما أقدر على المشي، فإني ضعفت جداً. فقال له الأمجد: شد حيلك يا اخي، لعل الله يفرج عنا". وفي مثل هذه الاماكن الغامضة المخوفة تتجول بنا الحكايات في مواضع الجن والعفاريت، ورحلات السندباد البحري التي تدخل تارة بحر الظلمات، وتارة البحور التي لا اسماء لها. وفي كل هذه الاماكن الحقيقية والمتخيلة، يجري ذكر المواد والبضائع التجارية المنتقلة من هذه المدينة إلى تلك، ومن ذلك البلد إلى هذا، وهي البضائع ذاتها تقريباً في جميع الحكايات، فلا فرق بين ما حملته قافلة قمر الزمان، وما احتوت عليه قافلة علاء الدين ابي الشامات. وما كان السندباد البحري يتاجر به. فالكاتب واحد ودرايته بالتجارة لا تؤهله لأكثر من ذلك، ولو كان ثمة كتّاب آخرون شاركوا في تأليف الكتاب لظهرت بضائع أخرى، واسماء سلع ووصف تعاملات أكثر من الموجود حالياً في الكتاب. وأحياناً لا يجد الكاتب حاجة لذكر البضاعة نفسها، فلا يفصل في الكلام عليها، بل يكتفي بذكر تجهيز البضائع وانطلاق القوافل. في الحكاية الأولى، وهي "حكاية التاجر والعفريت"، تقرأ: "وجهزنا بضائع واكترينا مركباً ونقلنا فيه حوائجنا وسافرنا مدة شهر كامل، إلى أن دخلنا مدينة وبعنا بضائعنا فربحنا في الدينار عشرة دنانير، ثم أردنا السفر، فوجدنا على شاطئ البحر جارية"، يأخذونها معهم ويعودون إلى بغداد عن طريق البحر، فنهر دجلة. وتذكر التجارة مع الروم بمثل قوله: "وهم ناس غرباء قد حضروا بتجارة من أرض الروم"... ومع الهند: "فسمع بي ملك الهند فأرسل في طلبي من أبي، وارسل إليه هدايا وتحفاً تصلح للملوك، فخرجت في قافلة من التجارة متجهة إلى بلاد الهند". ومع جزائر الابنوس الداخلة، وهي أماكن متوهمة لا يستطع تحديدها. ومع مملكة الملك اقناموس التي لا نعلم عنها إلا "وكانت على البحر، والبحر متسع، وحولنا جزائر معدة للقتال، فأردت ان اتفرج على الجزائر". ويدخل العفاريت في التجارة بين المدن، ولكنها جميعاً، تقريباً، أسماء مدن لا وجود لها على وجه الأرض "فيجيء إليك عفريت في زورق وبيده مجذاف، فاركب معه، فإنه يحملك ويسافر بك مدة عشرة أيام إلى أن يوصلك إلى بحر السلامة، فإذا وصلت هناك تجد من يوصلك إلى بلادك". وفي عصر المؤلف كان نهر دجلة يمثل شرياناً من شرايين النقل والتجارة، حيث نقرأ في "حكاية الحمال والثلاث بنات": "فأردت ان أجهز لي مركباً إلى البصرة، فجهزت مركباً كبيراً وحملت فيها البضائع والمتاجر وما احتاج اليه… ولم نزل مسافرين فتاه بنا المركب، ودخل بحراً غير البحر الذي نريده ولم نعلم بذلك مدة، وطاب لنا الريح عشرة أيام، فلاحت لنا مدينة على بعد". وكانت هذه مدينة للمجوس، وبذلك نستطيع تحديد زمن كتابة هذه الحكاية في حوالى أواخر القرن الثالث للهجرة، او ما قبله لأن القرن الثالث شهد افتتاح نهر عظيم يربط بما بين شط العرب من جنوب أهوار العراق، ونهر قارون في بلاد فارس. ولا يبعد ان يكون المركب دخل الى ذلك النهر ورسا بهم على احدى مدن الفرس، ولا ننسى ان المجوس كانوا آنذاك يتمركزون في بعض أرجاء بلاد فارس. ويؤكد هذا ان معارك البويهيين الذين اتجهوا من بلاد فارس الى بغداد وقعت قرب ذلك النهر، ثم استولوا على البصرة ومنها دخلوا بغداد في القرن الرابع، على ما يذكره المؤرخون. وتواصل الحكاية السابقة وصف طريق العودة، فتقسم النهر الى قسمين، تسميه بحر الخوف وبحر الأمان، فتقول: "ولم نزل سائرين حتى خرجنا من بحر الخوف ودخلنا بحر الأمان، وسافرنا أياماً قلائل الى ان قربنا من مدينة البصرة، ولاحت لنا ابنيتها". والظاهر ان سبب تسمية نهر قارون بذلك الاسم انه شديد الأمواج متدافعها بعيد ما بين الضفتين، وهو ما زال قائماً إلى الآن، وإن كانت عوامل التعرية والجفاف أثرت فيه بعض الشيء. وتهتم الحكايات بذكر الروابط التجارية بين بغدادوالبصرة، وتذكر الطرق الرابطة بينهما، مقتصرة على طريق البر المحاذي لنهر دجلة، وطريق النهر نفسه، متجنبة ذكر طرق خرى تساير نهر الفرات، او تدخل في ما بين النهرين، وذلك لأن الطريقين الأخيرين قد اهمل استعمالهما منذ اوليات القرن الثالث للهجرة بسبب اضطراب حبل الأمن فيهما وانتقال العاصمة من بغداد الى سامراء على أيام المعتصم بالله العباسي الذي خلف المأمون على سدة الحكم والخلافة. وذكر الطريق المحاذي لدجلة اثناء وصف انتقال "الوفود الرسمية" من بغداد الى البصرة، او انتقال الولاة الجدد ومراسلي الخليفة، وأيضاً القوافل التجارية الكبيرة. فأما طريق دجلة ذاته، فيأتي ذكره للانتقال الأكثر أمناً والذي لا يحوج الى الطريق الآخر لأن البضاعة المنقولة صغيرة او لأن السفر تم بسبب حاجات بسيطة، كأن ينطلق احدهم ليجلب ثلاث تفاحات من البصرة لأن في تلك التفاحات شفاء لزوجه المريضة، كما تطالعنا "حكاية هارون الرشيد والجارية". على ان أكثر الطرق تفصيلاً هي الرابطة بين بغدادودمشق، حيث تكرر ذكرها في اكثر من حكاية، منها "حكاية الوزيرين"، و"حكاية علاء الدين ابي الشامات"، و"حكاية قمر الزمان"، و"حكاية عمر النعمان" وغيرها. وكذلك الطرق الرابطة بين بغدادودمشقوالقاهرة، والتي جاء ذكرها في الحكايات السابقة ايضاً، باستثناء "حكاية عمر النعمان"، لأنه، في الفترة التي كُتبت فيها "ألف ليلة وليلة" لم يكن ثمة طريق يربط بغدادبالقاهرة إلا ما كان عبر دمشق. وبطبيعة الحال فإن المسافر حينذاك كان لا بد له ان يمر ببيت المقدس، ومدن اخرى تربط بين مدن الشام نفسها كحمص وحلب. والملاحظ ان الطريق الرابط بين بغدادودمشق كان يمرّ بمدينة الموصل، بمعنى أنه لا يأخذ الطريق الأوسط السالك حالياً، بل يتجه الى الشمال. وهذه الملاحظة تساعد في تحديد العصر الذي كتب فيه الكتاب، ففي اوائل القرن الثالث أهمل الناس سلوك الطريق الاوسط لكثرة العصاة والعصابات فيه. فهناك كان القرامطة، ومن هناك انطلق الزنج، اضافة الى جماعات قطاع الطرق من العشائر التي استوطنت منطقة الدليم الحالية والبادية الغربية من العراق. نقرأ رحلة الوزير نورالدين من مصر الى بغداد، فنراه يدخل مدينة القدس "فنزل واستراح واخرج شيئاً اكله ثم حط الخرج تحت رأسه وفرش البساط ونام... ثم انه بات في ذلك المكان. فلما اصبح الصباح ركب وسار يسوق البغلة الى ان وصل الى مدينة حلب، فنزل في بعض الخانات واقام ثلاثة ايام حتى استراح. ثم انه عزم على السفر وركب بغلته وخرج مسافراً ولا يدري اين يذهب، ولم يزل سائراً الى ان وصل الى مدينة البصرة ليلاً". حيث اختصر الراوية منازل الطريق لأنه سيعود اليها بتفصيل اكثر في حكايات لاحقة، وانما كان همه في هذه معاندة الطوالع، عملاً بقول الشاعر: "تقدر انت وجاري القضاء مما تقدّره يضحك". ففي "حكاية محمود البلخي" هناك وصف اكثر تفصيلاً ودقة، مع المرور بالقدس وحلب ايضاً، حيث نقرأ قصة تلك السفرة، وحوار علاء الدين مع ابيه بشأن الرحلة من مصر الى بغداد: "فقال له: يا ولدي خيّب الله الغربة. فقد قال رسول الله: من سعادة المرء ان يرزق في بلده، وقال الاقدمون: دع السفر ولو كان ميلاً. ثم قال لولده: هل صممت على السفر ولا ترجع عنه؟ فقال له ولده: لا بد من السفر الى دار السلام ومؤئل الكرام بغداد، عاصمة الخلافة، وزينة دولة الاسلام، فاعطني من فضلك متجراً وإلا خلعت ثيابي ولبست ثياب الدراويش وطلعت سائحاً في البلاد. فقال له: ما انا محتاج ولا معدم بل عندي مال كثير. وأراه جميع ما عنده من المال والمتاجر والقماش. وقال: أنا عندي لكل بلد ما يناسبها من القماش والمتاجر. وأراه من جملة ذلك اربعين حملاً محزمين ومكتوباً على كل حمل ثمنه الف دينار. ثم قال: يا ولدي خذ الاربعين حملاً والعشرة احمال التي عند امك وسافر مع سلامة الله تعالى، ولكن يا ولدي اخاف عليك من غابة في طريقك تسمى غابة الأسد، وواد هناك يقال له وادي الكلاب، فانها تروح فيها الارواح بغير سماح، واحذر الطريق الوسطى، فقال له، لماذا يا والدي؟ فقال: من قاطع طريق يقال له عجلان... ولما اصبح الصباح اعطى شاهبندر التجار لولده عشرة آلاف دينار، وعاهد بينه وبين العكّام، وقال له: يا ولدي، اذا دخلت بغداد ولقيت القماش رابحاً فبعه، وان لقيت حاله واقفاً فاصرف من هذه الدنانير". ويسافر علاء الدين "ولم يزالوا مسافرين في البراري والقفار حتى أشرفوا على الشام، ثم سافروا من الشام الى أن دخلوا حلب" ومن هناك الى الموصل ثم الى بغداد. ويقيم بعض أبطال الحكايات في دمشق ردحاً من الزمن يشترون ويبيعون، وقد يدخل بعضهم في مغامرات ويقعون ضحايا للصبايا الجميلات. وفي "حكاية حسن بدرالدين" يخرج الابن "عجيب" من البصرة الى مصر للالتقاء بعمه "حسن بدرالدين" لعله يعرف شيئاً عن أبيه، فيرافقه عمه عائداً الى البصرة ومنها الى مصر مرة أخرى، مروراً بالموصل وحلب ودمشق، حيث تقع لهم في دمشق مواقف طريفة، اذ كان الأب يعمل هناك. فلنترك شهرزاد تحدثنا عن نزولهم الأخير في دمشق الشام: "ولم يزل سائراً حتى وصل الى مدينة دمشق، فنزل على القانون وضرب الخيام، وقال لمن معه اننا سوف نقيم بدمشق اسبوعاً الى أن نشتري للسلطان هدايا وتحفاً. ثم قال عجيب للطواشي: يا غلام اني اشتقت الى الفرجة فقم بنا ننزل الى سوق دمشق ونختبر أحوالها وننظر ما جرى لذلك الطباخ الذي أكلنا طعامه وشجينا من اللهجة العراقية بمعنى شججنا رأسه... ثم ان عجيباً خرج من الخيام هو والطواشي وحركته القرابة الى التوجه لوالده، ودخلا مدينة دمشق، وما زالا سائرين الى أن وصلا الى دكان الطباخ". ثم تستمر الحكاية بايراد التقاء الابن بأبيه. ومن الملاحظ ان بغدادودمشقوالقاهرة حظيت بكثير من العناية، وذكر الأشعار التي وصفتها وامتدحت جمالها. وأحياناً تتكرر الأشعار ذاتها مما يؤكد اعجاب مؤلف الكتاب بتلك الأشعار من جهة وبتلك المدن من جهة أخرى، فلا بد أنه كان قد زارها ومكث فيها لفترة من الزمن سمحت له بأن يذكر تلك الأوصاف عنها. فأما عن بغداد فنجده يصفها وصفاً دقيقاً، ويصف حاراتها وشوارعها وأزقتها، بحيث يعطينا انطباعاً لا يقبل النقض بأنه كان من أهلها أو من سكنتها على أقل تقدير. ويمكن أن نقسم أوصاف المدن المذكورة في طرق التجارة والمواصلات، بحسب مرات ورودها وذكر حاراتها ومناطقها، بهذا الترتيب: بغداد وقد ورد ذكرها ووصف حاراتها وشوارعها ومساجدها ومدارسها 478 مرة، دمشق الشام ووصف بعض معالمها 68 مرة، القاهرة أو مصر في بعض المواضع 22 مرة، البصرة 18 مرة وأوصاف مدينة البصرة أكثر شمولاً واستيعاباً من أوصاف القاهرة، ثم مدينة القدس 12 مرة، ومكةوالمدينةالمنورة 10 مرات، ثم المدن الأخرى التي يأتي ذكرها عرضاً مثل سمرقند وخراسان والهندوالصين وغيرها. وفي هذا دلالة على موطن الكاتب وبيئته، فمن الطبيعي أن ابن المدينة أقدر من غيره على وصفها واضفاء مزيد من الدقة على أوصافه، "وأهل مكة أدرى بشعابها". وعودة الى قضية التجارة، نلاحظ ان المؤلف يعني بذكر صور للمكاتبات التجارية تذكرنا بما ينقله المؤرخون عن صور المكاتبات التجارية في القرن الرابع للهجرة في بغدادوالبصرة على وجه التحديد، كما في قصة التاجر اليهودي: "فقال له اليهودي: يا سيدي ان أباك قد أرسل مراكب تجارة ومرادي ان اشتري منك وثيقة كل مركب قدمت بألف دينار. ثم أخرج اليهودي كيساً ممتلئاً ذهباً وعدّ منه ألف دينار ودفعه الى حسن ابن الوزير. ثم قال اليهودي: اكتب ورقة واختمها، فأخذ حسن ابن الوزير ورقة وكتب فيها: كاتب هذه الورقة حسن ابن الوزير قد دفع لليهودي فلان جميع وثائق كل مركب وردت من مراكب أبيه المسافرة بألف دينار وقبض الثمن على سبيل التعجيل". وتتكرر هذه الصيغة في كل موضع احتاج فيه الحدث الى تبادل بضاعة أو بيع بمستند ووثيقة، مما يؤكد أن الكتاب من انتاج مبدع واحد عاش في بغداد في القرن الرابع للهجرة.