ماذا سيقول الرئيس كلينتون في كلمته اليوم عن حال الاتحاد وماذا ستقول زوجته هيلاري عن أزمة الرئيس... الجنسية في حوارها التلفزيوني اليوم أيضاً؟ منذ كانت في ولاية اركنسو ترأست هيلاري كلينتون لجنة تحقيق لتغيير النظام التعليمي في الولاية الأميركية ونجحت. وهي لعبت دوراً حاسماً في الظل، يوم تعرض كلينتون الى كارثتين في بداية عهده: "ناني غيت" و"ترافيل غيت". في القضية الأولى تدخلت لحل مشكلة تطويق مرشحتين لمنصب النائب العام بهدف التخلص منهما لأنهما وافقتا على توظيف مهاجرين غير شرعيين في عداد الموظفين المحليين. وفي القضية الثانية تدخلت هيلاري لمعالجة طرد تعسفي تعرض له مسؤول مكتب السفريات في البيت الأبيض لتوظيف أحد أقرباء كلينتون مكانه. وفي استفتاءات الرأي تبدو أسهم هيلاري أعلى وأقوى من أسهم بيل. ولها طريقة مميزة في العمل. فهي تملك مثلاً، لائحة باسماء أعضاء الكونغرس الأميركي وتاريخ مولدهم. وهي عندما تلتقي سياسيين مبتدئين أو قوى ضاغطة في الولاياتالمتحدة فانها تكتب ملاحظات على كرّاس الورق، وفي اليوم التالي تكتب رسائل خاصة الى الذين التقتهم تشكرهم على المقابلة وتختصر بدقة في كلمات، المحادثات التي أجرتها. زارت الولايات الخمسين لترويج خططها التعليمية والصحية واقنعت أكثرية الأميركيين بها وسط معارضة شرسة من مصانع الأدوية والأطباء وشركات التأمين والحزب الجمهوري. وهيلاري المحافظة من بيت محافظ وعائلة ثرية في ضواحي شيكاغو، شاركت مع "الهيبيز" ضد الحرب، وزواجها من كلينتون يحكمه اخلاصها وتفانيها. مرة أحصت مؤسسة اعلامية اميركية عدد المرات التي أمسكت فيها يد زوجها في ساعتين في الأمكنة العامة، وتبين انها كانت أكثر مما فعل جورج بوش وزوجته بربارا في أربع سنوات. وهيلاري سميت مرتين محامية مميزة من بين أبرز 100 محام في الولاياتالمتحدة. فهي تمتص أفكار المعارضين وتسوّق أفكارها. صلبة، متحفظة وعنيدة وبعيدة عن الحياة العامة والأضواء. يصفها بعض الأصدقاء انها حميمة وتملك حس الدعابة وفن التمثيل والمحاكاة بحركات جسدية، وأن سحرها في كياستها وقوتها الأخلاقية وتغفر اغراءات واغواءات زوجها. رفضت دائماً المقابلات السياسية وكانت تتحدث عن الموضة والطبخ وكيف تخفق البيض وتساعد الأطفال المرضى. قيل عنها انها كانت ترمي زوجها أحياناً، بالكتاب المقدس، ليقرأ. وانها صديق حميم ومؤتمن، وأفضل من اليانور روزفلت، فيما يصفها البعض انها الليدي ماكبث ودليلة والسوبر - امرأة. يقولون ان هيلاري من دون بيل ربما أصبحت سناتور أو وزيرة في إدارة ديموقراطية أو رئيسة للولايات المتحدة في بلد أطلق الصناعات الاباحية والخلاعية الهائلة واليوم يستل السيف حتى يسلم الشرف الرفيع من الأذى. حتى اليوم تبدو الأدلة سيئة لكنها ليست قدرية ومقررة لمصير الرئيس الأميركي أو مميتة لرئاسته. وحتى اليوم تبدو مونيكا لوينسكي في موقع المتهمة الممانعة التي قدمت اتهامات نفاها الرئيس. ومن دون براهين وأدلة ثابتة وحاسمة سيصاب بالاحراج الذين اشعلوا النار. ومثل تلك الأدلة تبدو صعبة المنال وأكثر صعوبة منها تقديم البرهان القاطع ان كلينتون شجّع مونيكا لتكذب على المحققين. وهذه هي "بيضة القبّان" في القضية بين بقاء الرئيس أو استقالته. وأميركا ليست انكلترا. خصوصاً ان نائب الرئيس الأميركي آل غور أعلن أمس ثقته بكلينتون وأنه يصدق نفي الرئيس الاتهامات الموجهة اليه وأن كلينتون سيكمل مدة ولايته الرئاسية. اليوم ستظهر السيدة الأولى على التلفزيون في نقاش مبرمج قبل أزمة الرئيس الجنسية، للحديث عن الرعاية الصحية يبدو معها مصير الرئيس كلينتون وسنواته الثلاث الباقية في البيت الأبيض بيد امرأته ونتائج التحقيقات، بعد أن كادت امرأة أخرى تودي به الى... جهنم. في خطبة رائعة كتبت "رؤوس أقلامها" على ورقة صغيرة وهي في الطائرة لحضور مأتم والدها الذي أحبت كثيراً قالت هيلاري: "ان أميركا تعاني من نوم مريض للروح" فهل تنقذ هيلاري زوجها؟