موسكو - أ ف ب - تحلم الاقلية السياسية الروسية المتعلقة بالماضي السوفياتي، لا سيما من الشبان الشيوعيين والقوميين، باعادة احياء ذلك العهد التوتاليتاري عبر الاستنساخ الذي تستعد روسيا لحظره كما فعلت جاراتها الاوروبيات. ووسط الجدال الدائر يؤكد الزعيم القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي تأييده لاستنساخ البشر الذي سيؤدي في رأيه في "تحسين المخزون الوراثي للأمة" عبر "توليد بشر مثاليين". ويبدي اعضاء "الكومسومولات" او اتحادات الشبيبة الشيوعية حماساً للدعوة الى "استنساخ الروس الموهوبين لمساعدة البلاد على الخروج من ازمتها". وتناقض هذا الموقف مع تأكيد زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي قال وخلافاً للايديولوجية الالحادية التي يعتنقها حزبه، ان "الحياة البشرية هي هبة من الله" و"ان تخليق البشر بهذه الطريقة المرعبة سيولد غيلاناً ينتهون الى تدمير صانعيهم". ومع ذلك تتساءل النائبة عن "الكومسومول" داريا ميتينا حالمة "حول امكانية استنساخ لينين". ويؤكد زعيم الشبيبة الشيوعية ايغور مالياروف "ان استنساخ ابي الثورة الحمراء ستكون له اثار ايجابية على روسيا". وتثير فكرة استنساخ لينين المسجى منذ وفاته في 1924 داخل ضريحه الخاص في وسط موسكو جدالاً كبيراً في روسيا حيث ينظر العقل الجمعي الى علم الوراثة بوصفه علماً ايديولوجيا. ويقول المؤرخ ميخائيل اوديسكي احد مؤلفي كتاب "شاعرية الرعب" ان "اي نظام توتاليتاري يسعى الى تغيير الانسان والكون، أو بالاحرى الى اعادة صنعهما. والاتحاد السوفياتي لم يشذ عن ذلك". وكان الشيوعيون اسسوا في العام 1926 أول معهد في العالم لنقل الدم بهدف "تحسين الصفات الجسدية للانسان السوفياتي والعلاقات الانسانية في المجتمع الاشتراكي". وكان مدير المعهد الكسندر بوغدانوف الذي حصل على دعم ستالين الشخصي، توفي في 1928 اثناء اجراء العملية الحادية عشرة لنقل دم لهذا الغرض وهو في الخامسة والخمسين. وفي نهاية العشرينات عمل مساعدو بوغدانوف على "اعادة الشباب" لكثير من الشخصيات المهمة في الحزب الشيوعي ومنهم شقيقة لينين ماريا، عبر نقل دم شبان روس في صحة جيدة اليها. وقال اوديسكي ان "الحقبة السوفياتية كانت تعج ببرامج مماثلة. وكان هذا الهذيان شبه العلمي منتشر في كل انحاء البلاد". وبعد وفاة لينين في 1924 انشئ معهد لحفظ دماغه. وكان علماء المعهد يؤكدون ان فحص دماغ لينين يتيح لهم فحص المستقبل. ويحتفظ المعهد ايضاً بدماغي بوغدانوف والشاعر فلاديمير ماياكوفسكي. ويبدو ان نجاح الاستنساخ الذي تحقق العام الماضي يلقى في روسيا أرضاً خصبة. ويقول اوديسكي ان حماس الشيوعيين والقوميين للاستنساخ "كان متوقعاً" ولا يتردد بعض العلماء الروس اليوم في استخدام حجج تعود الى حقبة اخرى لتبرير تأييدهم للاستنساخ. ويقول عالم الاحياء الكسندر نيفاخ، في العدد الاخير من مجلة "انباء موسكو" ان السماح باستنساخ البشر سيؤدي الى "زيادة عدد العباقرة، الامر الذي سيساهم بلا شك في التقدم وسيعوض المشكلات الاخلاقية أو أي مشكلات اخرى".