أكد الرئيس حسني مبارك أن اجهزة الأمن المصرية وجهت الى "الجماعات الارهابية" ضربات قاصمة وأفسدت كل المخططات الارهابية، وفي إشارة الى حادثة الأقصر التي وقعت في 17 تشرين الثاني نوفمبر الماضي واسفرت عن مقتل 58 سائحاً وأربعة مدنيين إضافة الى منفذي العملية الستة، قال مبارك: "لا يجوز أن يحجب القصور الذي وقع في حالة محددة، عن اذهاننا الجهد البطولي الذي بذله رجال الشرطة في محاربة القلة الضالة أو يقلل من النجاحات الكبيرة التي تحققت في ضرب هذه الجماعات واختراق تنظيماتها وفي ضرب نشاطها ومصادر تمويلها". واعتبر في كلمة ألقاها أمس في الاحتفال بعيد الشرطة المصري، ان المتطرفين صاروا "مجرد بؤر إجرامية معزولة في مناطق محدودة من ارض مصر الواسعة". واشاد مبارك "برجال الامن المصريين الذي خاضوا أشرس المعارك بشجاعة ضد جماعات الارهاب وتمكنوا من توجيه ضربات قاصمة افسدت الكثير من مخططات تلك الجماعات، وحققوا نجاحات من المستحيل انكارها". ورأى ان "الجماعة الارهابية" تنفذ مخططات خارجية تهدف الى إعاقة التقدم المصري. وقال إن تقدم مصر "يستند الى اقتصاد متعددة روافده والى نظام ديموقراطي يحترم سيادة القانون وتعدد الآراء وحرية الرأي والانفتاح على العالم الخارجي في علاقات تبادلية متوازنة"، وان مصر "ديموقراطية متتابعة تستوعب كل الاتجاهات السياسية"، مؤكداً أن مصر "سوف تستعيد ثقة العالم في أمنها في اقرب وقت ممكن لأنها تواجه خطر هذه البؤر الضالة برفض شعبي شامل". واضاف: "في مصر لا تلقى جماعات الارهاب الخارجة عن الشرعية ذرة تعاطف واحدة. وفي مصر يرفض الجميع المجازر والجرائم البشعة التي ترتكبها جماعات الافك والظلام لانها تناقض مسار طبيعة الشعب وتخاصم روحه". وقال إن مصر "سوف تنجح في مواجهة مشكلاتها الحالية كما نجحت في مواجهة تحديات اخرى بسيطة وجبارة". وشدد مبارك على ان تحقيق الاستقرار "يتطلب توفير الامن والامان للجميع وترسيخ القانون في المجتمع الذي تتوحد فيه معايير العدالة والتساوي بين جميع المواطنين". واعتبر ان الدور الكبير الذي تضطلع به الشرطة حفاظاً على الاستقرار يعد من العناصر الرئيسية التي مكنت جهود التنمية المصرية من ان تمتد فوق مساحات شاسعة من ارض مصر. الى ذلك طالب مبارك علماء المسلمين باتخاذ موقف صارم من الارهاب في خطاب ألقاه مساء أول من أمس في احتفال اقامته وزارة الأوقاف في مناسبة ليلة القدر، وقال: "من أراد حقاً وصدقاً أن يهتدي بتعاليم الخالق وسنة الرسول يجب أن يتخذ موقفاً صارماً لا التواء فيه ولا غموض ضد خطر يهدد الأمة الاسلامية في الصميم هو خطر الارهاب الأسود"، محذراً من أن الارهاب "يهدف إلى إضعاف الامة وانهاك قواها وتبديد مواردها ولا يعود بالنفع على أحد". وشدد في كلمته على مخاطر الارهاب "الذي يؤدي إلى فتح الباب أمام التآمر الخارجي للعبث بأمن الشعوب واستقرارها. وشن مبارك هجوماً حاداً على الارهابيين الذين وصفهم بأنهم قتلة. وقال: "يزعمون أنهم دعاة الاسلام وحماته وهم أصبحوا بكل تأكيد خونة لشعوبهم وأمتهم". وشدد على "ضرورة الحزم والعزم في ردع الارهابيين بلا هوادة أو شفقة". وأضاف: "واجب كل دولة اسلامية وعلى المسلمين كافة أن يأخذوا تلك الزمرة الفاسدة المفسدة بكل شدة وصرامة". وأكد مجدداً رفض الحوار مع الارهابيين "الملوثة ايديهم بدماء الأبرياء". وحذر من الوقوع في براثن الارهاب الذي وصفه بپ"الخطر الأسود"، مؤكداً ضرورة تحصين عقول النشء من خلال المساهمة بصدق وفاعلية في كل مجالات التعليم والدعوة والاعلام والثقافة لمواجهة الظاهرة. وأعرب عن أمله بأن تسفر الأيام والاحداث عن وعي أشد عمقاً وأكثر استقراراً بضرورة التعاون بين أبناء الأمة العربية وتصفية الخلافات التي ما زالت قائمة بين كثير من الدول. وانتقد مبارك المجتمعات العربية التي "لا تزال تمارس اساليب تقصر عن الاستجابة لتحديات القرن الذي نقف جميعاً على أبوابه، وفي عصر أوشكت فيه السوق أن تكون سوقاً عالمية واحدة"، مشدداً على ضرورة الخروج من المحلية إلى العالمية.