أعلن الفريق المتقاعد عبدالرحمن سعيد، القيادي العسكري البارز في التجمع الوطني المعارض للحكومة السودانية ونائب رئيس أركان الجيش في عهد حكومة الصادق المهدي السابقة، قبوله مبدأ الحوار الذي يؤدي في النهاية إلى تحقيق رغبات الشعب السوداني وتطلعاته. وقال سعيد في تصريح نشرته صحيفة "أخبار اليوم" السودانية الصادرة أمس في الخرطوم "إننا نطالب بحوار تراقبه جهات دولية وتشهد عليه"، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية تملك زمام المبادرة ويتوجب عليها أن "تتقدم برؤية واضحة للحوار، وتدعو الجميع إلى حوار وطني شامل". وأضاف ان أي حوار جزئي سيكون بلا جدوى ويدفع بالآخرين لانتهاج "أساليب ضارة بالوطن". وسُئل عن أسباب لجوئه للعمل العسكري، فأجاب: "أنا لست من دعاة الحرب والدمار وأعرف معنى دخول الناس في الحرب". وزاد: "الحكومة الحالية أجبرتنا على حمل السلاح". إلى ذلك، كشف وزير الخارجية السوداني السابق حسين أبو صالح عن نتائج اتصالات الهيئة الشعبية للحوار الوطني تضم عدداً من الرموز السياسية في السودان خلال الأيام الماضية بعدد من القيادات السياسية المعارضة في الداخل. وقال في تصريحات نقلتها صحيفة "الرأي العام" المستقلة الصادرة أمس في الخرطوم، ان هذه القيادات وضعت خمس نقاط كأساس للتفاوض وتحقيق المصالحة مع "حكومة الانقاذ الوطني" تمثلت في نبذ العنف، قبول الحل السلمي، قبول مبادرة الهيئة الشعبية للحوار كإطار للتفاوض والاعتراف بحق التنظيم. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "الأسبوع" الصادرة أمس في الخرطوم ان ثلاثة من ضباط "الجيش الشعبي لتحرير السودان" عادوا أخيراً إلى السودان وانضموا إلى "قوات السلام" في الأقليم الجنوبي، كشفوا عن وصول أعداد من الجنود المرتزقة وكميات من الأسلحة والمعدات الحربية إلى قاعدة عسكرية في منطقة جيل بومام تسيطر عليها "الحركة الشعبية" في إطار ترتيبات "لهجوم عسكري محتمل على مدينة البيبور" في جنوب السودان. في غضون ذلك، قال وزير الطاقة في عهد حكومة الصادق المهدي السابق القيادي البارز في حزب الأمة الدكتور آدم موسى ماديو ان تزايد الحشود الاوغندية والايرترية التي تدعم متمردي "الجيش الشعبي" على الحدود السودانية، سيؤدي إلى تصعيد يقود إلى مواجهة عسكرية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق بين حكومة الخرطوم والمتمردين. وأضاف لصحيفة "أخبار اليوم" السودانية ان هذه المواجهة العسكرية المحتملة تلقي بظلال كثيفة على الجهود التي تبذل من أجل الوفاق بين الحكومة والمعارضة الشمالية. إلى ذلك، دعا القيادي البارز في "جماعة الاخوان المسلمين" الدكتور الخير نورالدائم حكومة "الانقاذ الوطني" إلى توخي الحذر واطلاق الحريات العامة. وأشار إلى أن قبول الرأي الآخر يمثل قمة التعامل السياسي والإنساني. ونادى الدكتور الخير في تصريحات نشرتها صحيفة "الشارع السياسي" أمس بضرورة تلاقي الأفكار. وزاد ان الوضع حالياً في السودان سيصبح "خطراً يهدد كل الأسر والمجتمع" إذا لم يتداركه ابناؤه. وقال إن السودانيين لم يتعودوا في يوم من الأيام الاقتتال إلا في حال الشعور بالظلم.