في خطوة اعتبرت رفعاً للحظر على الأحزاب السياسية في السودان، أقرت اللجنة الفنية للدستور حرية التجمع والتنظيم، وفق ورقة الحقوق والواجبات والحريات، التي كفلت حرية التعبير والنشر والانتقال والحياة الخاصة والأمن والتملك. في غضون ذلك أعرب الحزب "الاتحادي الديموقراطي - الأمانة العامة" بزعامة الشريف زين العابدين الهندي عن استعداده للمشاركة في الحكومة الحالية شرط تنفيذ الميثاق السياسي الذي وقع أخيراً. ويتوقع أن تجيز اللجنة القومية للدستور اليوم حرية التجمع والتنظيم في إجراء شكلي، قبل إحالة القرار مع بنود الدستور الأخرى إلى الرئيس عمر البشير في السابع من الشهر المقبل. وستعقد في 14 شباط فبراير الدورة الثانية للمؤتمر الوطني التنظيم السياسي الذي يتوقع ان يتحول حزباً يقوده الرئيس الحالي للبرلمان الدكتور حسن الترابي. ونفى مصدر مأذون له في اللجنة القومية للدستور ان تكون حرية التنظيم التي أقرتها لجان الدستور تعني حرية التنظيم داخل إطار المؤتمر الوطني. وقال إن الدستور لم يشر في أي من بنوده إلى المؤتمر الوطني، مؤكداً ان عودة الأحزاب باتت أمراً واقعاً بانتظار الترتيبات القانونية التي ستضعها رئاسة الجمهورية والمجلس الوطني البرلمان. وزاد المصدر ان الدستور سيقر من قبل البرلمان عبر استفتاء شعبي قبيل مفاوضات نيروبي في نيسان ابريل المقبل، ليكون أحد مواضيع المفاوضات بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق. وأشار إلى أن ما تضمنه الدستور من حريات واسعة، خصوصاً حرية الاعتقاد والتدين والتنظيم، سيكون رصيداً جيداً لوفد الحكومة في مواجهة "ادعاءات" ممثلي الحركة. ويعتقد ان اعتماد الحكم السوداني خيار التعددية سيعيد تشكيل الخريطة السياسية في السودان. ويرى العديد من مؤيدي الحكومة ان لا عودة للحزبية، وان ذلك "خيانة" ل "نظام الإنقاذ"، بينما ترى فئات في المعارضة ان المرونة التي يبديها الحكم لا تعني سوى "حركة التفاف" لتجاوز الصعوبات الداخلية والضغوط الخارجية التي باتت تهدد النظام. من جهة أخرى، قال الشريف زين العابدين الهندي الأمين العام للحزب الاتحادي الديموقراطي إن زيارته للقاهرة والتي كانت مقررة الخميس الماضي تأجلت لأسباب "طارئة"، لم يفصح عن طبيعتها. ونقلت صحيفة "الرأي الآخر" الصادرة في الخرطوم أمس عن مصادر أن تأجيل الزيارة سببه "صعوبات تحول دون دخول الهندي" العاصمة المصرية. وقال الأمين العام للحزب للصحيفة إن حزبه سيعقد مؤتمراً موسعاً في البلد الذي يسهل الحصول على تأشيرات لدخوله. لكن مساعده الدكتور أحمد بلال قال إن المؤتمر سيعقد في القاهرة. وأضاف بلال ان الحزب مستعد للمشاركة في الحكومة السودانية الحالية شرط تطبيق الميثاق السياسي الذي وقع أخيراً.