أصيب السائحون بدهشة ممزوجة بالخوف الشديد عندما أوقفوا شاحنتهم قرب كتلة هائلة من الشحم واللحم والغضاريف لمخلوق بحري لم يسبق ان شوهد مثله في أي مكان آخر في العالم، ولا حتى في تاسمانيا احدى المقاطعات الاسترالية النائية. كان الوقت مبكراً، والجزر البحري في ذروته. وهناك على الرمال الذهبية يتكوم هذا المخلوق المجهول الذي يبلغ وزنه حوالى ثلاثة أطنان وله أكثر من ثلاثين قدماً… وأ ضطر السائحون الثلاثة الى ربطه بالشاحنة وسحبه الى أعلى خط المد البحري خوفاً من عودة المد وابتلاع الأمواج لهذا الوحش الغريب. وسرعان ما تهافت العلماء البحريون الى الشاطئ يبحثون ويحللون ويفكرون، لكنهم لم يستطيعوا ان يجدوا شيئاً مشابهاً لهذا "الوحش" في كل معلوماتهم البحرية. وأوجز أحد السكان المحليين نظرة الناس الى هذا المخلوق بالقول: "لا يشابه أي شيء شاهده الانسان من قبل. لكن تصوروا تزاوجاً بين فقمة وأخطبوط… وبحجم يتجاوز حجم البيت العادي"! والفكرة الأولى التي توافرت للعلماء ان هذا المخلوق البحري مات بصورة طبيعية في البحر، وان الأمواج لفظت جثته الهائلة في ذروة المد البحري الذي يكون قوياً في تلك الأنحاء. اما سبب الوفاة فليس بالإمكان تحديده على وجه الدقة قبل اجراء الفحوصات المخبرية المعمقة. ومن الأمور المثيرة للاهتمام ان "الوحش البحري" ظهر بالقرب من منطقة شهدت قبل أشهر غرق أربعة من البحارة المجريين بعد تعرضهم لحادث غامض لم تكشف خلفياته بعد. ومع ان العلماء يرفضون الربط بين الجانبين، الا ان التأويلات قوية للغاية في أوساط الناس المحليين وبعض وسائل الاعلام الاقليمية. ويقول أحد الصيادين في المنطقة، وهو صاحب خبرة في البحر تتجاوز 25 سنة : "انه أغرب مخلوق وقعت عليه عيني على الاطلاق. نحن لا نستطيع ان نحدد طبيعته وهويته، بل لا نملك أية فكرة في هذا الشأن… وكل ما هو موجود كتلة هائلة من اللحم والشحم والغضاريف". ويضيف قائلاً: "عندما قلبناه للمرة الأولى، كان جسمه مغطى بنوع من الشعر الأبيض. لكن عندما جف تحول الى ما يشابه الجلد الحيواني. لقد شاهدت قبل الآن أنواعاً مختلفة من الأسماك بل ومن أسماك القرش المشوهة، لكن لا شيء مثل هذا المخلوق أبداً. ربما جاء من أعماق البحر، أو حتى من الفضاء الخارجي. لكن دعونا نأمل ان يكون من مخلوقات البحر"! ومن التفسيرات التي وجدت طريقها الى وسائل الاعلام الاسترالية ان هذا المخلوق ربما كان نتيجة تشويه تعرضت له الحيوانات البحرية من جراء التجارب النووية العديدة التي اجريت في جنوب المحيط الهادئ خلال السنوات الماضية، وأدت الى سقوط اشعاعات نووية فوق مساحات بحرية شاسعة. ومع ذلك فإن الكلمة الأخيرة ستكون للخبراء البحريين الاستراليين العاكفين حالياً على دراسة هذا الوحش لكشف أسراره الكاملة.