عاد الرؤساء الثلاثة الياس الهراوي ونبيه بري ورفيق الحريري في الثالثة والنصف بعد ظهر امس الى بيروت، بعدما شاركوا في القرداحة الرئيس السوري حافظ الاسد في الذكرى الرابعة لرحيل الرائد الركن المهندس باسل الاسد، وهي مناسبة اشارت خلالها وسائل الاعلام السورية الرسمية الى ان الشعب في لبنان وسورية "بايع" الرئيس الأسد "لأنه مدرسة، واسلوب لا ينضب"، مركزة على ان المقدم الركن بشار الأسد هو الأمل "للنفوس المضطربة ويمحو الحزن والكآبة". وكان الرؤساء الثلاثة توجهوا في العاشرة قبل الظهر الى القرداحة في الطائرة الخاصة لرئيس الحكومة، وكان في استقبالهم في "مطار الشهيد باسل الاسد" في اللاذقية نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام، الذي صحبهم الى مدينة القرداحة فوضعوا أكاليل على الضريح وتلوا الصلاة والفاتحة على روح الفقيد. وصرّح الناطق الرئاسي السوري جبران كورية ان الرئيس الاسد استقبل الرؤساء الثلاثة ظهراً في قصر اللاذقية، في حضور خدام. يذكر ان عدداً كبيراً من الوزراء والنواب وكبار الشخصيات الرسمية والسياسية اللبنانية، انتقلوا براً امس الى القرداحة للمشاركة في الذكرى وتقديم التعازي الى الرئيس السوري. وفي دمشق كتب المدير العام ل "الوكالة السورية للانباء" سانا الدكتور فائز الصائغ في مقال نشرته صحيفة "الثورة" الرسمية: "اكدت امتنا العربية وشعبنا السوري في المقدمة. ولا انسى الشعب اللبناني الشقيق، انها عندما بايعت السيد الرئيس الاسد كانت تدرك انها تتوج مدرسة ونهجاً واسلوباً ورؤى ونبعاً لا ينضب". وقال: "كدنا نصاب بدوار الزمن وفقدان التوازن وانعدام الرؤية لولا تلك الوقفة الشامخة لصاحب القلب الكبير الاسد للربان الذي قاد بنا السفينة الى الشاطئ ولولا الامل الكبير المقدم الركن بشار الذي اشرق من بين الغيمات لينشر النور في الارجاء ويبعث الامل في النفوس المضطربة ويجدد دورة الدم في شرايين الوطن ويمحو الحزن والكآبة التي تسمّرت في العيون والأفئدة". واعتبر ان الدكتور بشار الذي عاد من لندن، بعد وفاة اخيه الاكبر في مطلع 1994، جاء "ليحمل الراية التي حملها باسل والحصان الذي امتطى والسيف الذي امتشق والرؤية التي امتلك". وخاطب المرحوم باسل ان "سيرتك بدأت من جديد تشهد اندفاعات مخلصة وتضحيات حية وتطلعات مشروعة ومشرعة وكلها امل في امل مع ربان الامل الدكتور بشار الاسد الذي نشأ في البيت نفسه والمدرسة نفسها وامتلك من مقومات المستقبل ما يجعل روح الشهيد ترتاح في مهرجانك يا طيّب الذكر في يوم عرسك يا ابن سورية البار في ذكراك وكل الايام ذكرى". وكتبت صحيفة رسمية اخرى: "بكينا باسلاً لأننا بحاجة الى فارس نبيل شجاع مثله لكن القدر لم يبخل علينا بذلك فها هو الدكتور بشار الأسد يزرع الامل فينا من جديد ويعيد للزهور والسنابل بعضاً من ألقها الذي رحل مع رحيل الفارس".