حققت الشرطة الصربية مع مفتي بلغراد الشيخ حمدي يوسف سباهيتش اول من أمس الثلثاء اكثر من ساعتين بتهمة ايواء مسلمين بوسنيين وامرته باخلاء سكنه العائد الى الطائفة الاسلامية ومغادرته في اليوم ذاته. وابلغ المفتي "الحياة" في اتصال هاتفي ان ثمانية من رجال الشرطة داهموا الشقة التي يسكنها مع عائلته في وسط بلغراد من دون انذار مسبق وقادوه مع ولديه ورجل دين مسلم آخر كان في زيارته الى مركز للتحقيق وتم استجوابهم لاكثر من ساعتين "حول ايواء مسلمين بوسنيين من ضمنهم سيدة من مدينة برتشكو توجد قضية ضدها كانت ضيفة في هذا المسكن منذ اكثر من عام". وأشار المفتي سباهيتش الى ان الشرطة طلبت منه ايضاً اخلاء الشقة التي يسكنها مع عائلته خلال ساعات والا سيقوم عمال البلدية بذلك. وأوضح "ان الشقة من ممتلكات الطائفة الاسلامية منذ اكثر من 30 عاماً لكن مسؤولي الشرطة رفضوا قبول جميع الاوراق الثبوتية التي عرضت عليهم". وعبر المفتي عن اسفه لأن الحادث جاء قبل وقت قصير من موعد مائدة الافطار التي كان اعدها في السكن ذاته لرؤساء بعثات ديبلوماسية من 27 بلداً مسلماً معتمدين لدى يوغوسلافيا الاتحادية "ما اضطره الى اقامتها في جامع بيرقلي الوحيد في بلغراد". واعتبر الشيخ سباهيتش العملية متعمدة لاثارة الصراعات الدينية اذ تذرعت الشرطة باجراءاتها بأن القسم البلدي الذي يدير شؤون المنطقة منح الشقة الى أحد رجال الدين الارثوذكس وقال "لكن رئاسة الكنيسة الارثوذكسية الصربية التي ترتبط معها بعلاقات جيدة نفت اي علاقة لها بالقضية او قبولها بما حصل". وأدى الحادث الى استنكار شديد من وسائل الاعلام في بلغراد كما حاولت الحكومة التنصل منه ووصفه وزير الشؤون الدينية في صربيا اندري ميلوسافليتش بأنه "مخالف للقانون وانه تم اتخاذ الاجراءات اللازمة لرفع الحيف الذي لحق بالمفتي سباهيتش واعادة الامور الى حالها الطبيعية".