اعترف رجل الأعمال المصري محمد الفايد، مالك مخزن "هاردوز" الشهير في لندن، بأن موظفين في شركته فتحوا، دون اذن، صندوقاً خاصاً للتأمين في المخزن يملكه منافسه القديم تايني رولاند، وذلك في السادس من كانون الأول ديسمبر 1995، وأن الموظفين استنسخوا لاحقاً وبحضوره عدداً من الوثائق. وكان رولاند رفع دعوى ضد الفايد متهماً اياه بفتح الصندوق. وشكل الاعتراف تنازلاً محرجاً من رجل الأعمال المصري، الذي كان أنكر بشدة خلال الشهور الأخيرة أي علاقة بالقضية. وجاء الاعتراف في مطالعة الدفاع المكتوبة التي قدمها محامي الفايد الى المحكمة وكشفت عنها صحيفة "صنداي تلغراف" في عددها أمس. الا أن رجل الأعمال المصري أنكر في الوثيقة انه أمر الموظفين بفتح الصندوق، وأكد انه لم يشاهد الموظفين يستنسخون الوثائق الا بعد ساعات. وألقى الفايد المسؤولية على روبرت لوفتس الرئيس السابق للقسم الأمني في الشركة. وكان لوفتس الذي غادر هارودز بعد خلاف مع الفايد أثار القضية قبل أربعة أشهر، ورفعها رولاند الى المحكمة بناء على ذلك. وقال رولاند في لائحة الاتهام ان الفايد استنسخ ما بين 400 الى 500 وثيقة كانت محفوظة في الصندوق، وأن مجوهرات ومقتنيات اخرى ثمينة قيمتها 200 ألف جنيه استرليني اختفت من الصندوق. ويذكر ان الخلاف بين رولاند والفايد يعود الى أواسط الثمانينات عندما تحولت المنافسة بينهما على شراء "هارودز" الى عداء شخصي شديد، خصوصاً بعدما تمكن رجل الأعمال المصري من شراء المخزن الشهير وشركة "هاوس أوف فريزر" الكبرى التي تملكه. وأجرت وزارة التجارة والصناعة البريطانية تحقيقاً حول الفايد بعد اتهامات وجهها اليه رجل الاعمال البريطاني، وأصدرت تقريراً طعن في صدقيته لكنها لم تطلب حرمانه من ملكية المخزن والشركة. وعلى رغم حدة الخلاف بين الطرفين احتفظ رولاند بصندوق التأمين الذي كان يستأجره في المخزن. وادعى لوفتس انه أخبر الفايد عن قدوم رولاند للاطمئنان على محتويات الصندوق، وان الأول صاح به: "لماذا لم تخبرني أثناء مشاكلنا مع وزارة التجارة انه يحتفظ بصندوق هنا؟" وأمره بفتحه فوراً.