دخلت الشرطة الفرنسية ومجموعات العاطلين عن العمل في كرّ وفرّ. فمن باريس الى رينس الى بوردو الى غرونوبل وغينغان وسواها من المدن الفرنسية، كان العاطلون عن العمل يطردون من مقر فيحتلون آخر، في اطار انتفاضتهم المستمرة منذ منتصف كانون الاول ديسمبر الماضي. وبعدما كانت قوى الامن الفرنسية تدخلت صباح السبت الماضي لاخلاء مراكز التعويضات الاجتماعية التي يحتلونها، انتقل العاطلون عن العمل لاحتلال مقرات اخرى كالضمان الاجتماعي او البلديات او دوائر الشرطة او سواها. وفشل تدخل قوى الامن مثلما فشل قبله التحرك الذي قام به رئيس الحكومة الفرنسية الاشتراكي ليونيل جوسبان في وضع حد لاجتماع العاطلين عن العمل. واعتبر العاطلون عن العمل ان استقبال جوسبان لعدد من ممثليهم يوم الجمعة الماضي في مقر رئاسة الحكومة واعلانه اجراءات من ضمنها انشاء "صندوق للطوارئ الاجتماعية" للتخفيف من معاناتهم، خطوتان لا تكفيان لوقف تحركهم. وصب الزيت على النار التصريح الذي أدلى به جوسبان مساء أول من أمس وأكّد فيه ان "لكل شيء وقته" وان "فرنسا اليوم بحاجة لأن تكون فيها سلطة" مبرراً لجوءه الى قوات الامن لاخلاء المراكز المحتلة وعزز هذا الموقف الرسمي تصميم العاطلين عن العمل على المضي في تحركهم الذي يفترض ان يبلغ ذروته اليوم عبر التظاهرات التي يفترض ان تشهدها باريس والمناطق. ويؤيد 77 في المئة من الفرنسيين العاطلين عن العمل في عدم ثقتهم بجدوى الاجراءات الحكومية على صعيد البطالة وعلى اوضاع الذين يعانون منها. وجاء ذلك في استطلاع اجرته صحيفة "لوجورنال دو ديمانش". وفي غضون ذلك، بات جوسبان الذي تولى رئاسة الحكومة الفرنسية قبل سبعة أشهر وجهاً الى وجه مع المشكلة المزمنة القائمة في فرنسا، وحالت دون صمود أي من الحكومات السابقة امامها اكثر من مدة سنتين، وهي البطالة التي تشمل ثلاثة ملايين فرنسي.