تحسن مؤشر "داو جونز" في الساعة الاولى للافتتاح صباح امس بعد الهبوط القياسي الذي شهده لدى الاغلاق الجمعة الماضي وانخفاضه 222 نقطة متأثراً في شكل مباشر بالانهيار المتسارع في الاسواق الآسيوية والاوروبية. وظلت الاسواق الآسيوية رويترز رهينة الازمة العنيفة التي تمسك بخناقها امس الاثنين على رغم تصريحات مسؤولين من صندوق النقد الدولي والولايات المتحدة استهدفت اعادة ثقة المستثمرين وتهدئة الاسواق المالية. راجع ص 12 وتراجعت كبرى بورصات الاسهم في طوكيووهونغ كونغ، فيما هبط الين ازاء الدولار واستأنف الباهت التايلاندي هبوطه ليصل الى مستويات قياسية جديدة. واستقرت اسعار العملة في جاكرتا وتحسنت في كوريا الجنوبية، لكنها تراجعت في مناطق اخرى من آسيا وسط مخاوف من رفع اسعار الفائدة. وتسلطت الاضواء في الازمة الآسيوية على هونغ كونغ امس بعدما تقدمت مؤسسة "بيريغرين" للاستثمارات بطلب لاشهار افلاسها، مما اثر بشدة على مؤشر "هانغ سنغ" ومعظم الاسواق الآسيوية الاخرى. وأقفل "هانغ سنغ" للاسهم الممتازة على 8121.06 نقطة بانخفاض 773.58 نقطة او ما يوازي 8.7 في المئة. وعزا المحللون في نيويورك التحول في وول ستريت في الدرجة الاولى الى التفاؤل بنجاح المفاوضات التي جرت امس لمدة ساعتين في اندونيسيا بهدف ادخال اصلاحات اقتصادية، وهو ما انعكس في ارتفاع مؤشر البورصة الاندونيسية 2 في المئة على رغم الانخفاض الكبير في مؤشرات البورصة في هونغ كونغ وسنغافورة وطوكيو امس وانخفاض مماثل في البورصات الاوروبية التي استطاعت تثبيت الوضع مجدداً. كما ان السبب الثاني لحمى الاقبال على الشراء التي انتابت المضاربين والمشترين في وول ستريت، إدراك ان اسعار اسهم الشركات التي تراجع أداؤها في البورصة انخفضت اكثر من قيمتها السوقية الحقيقية، وان عائدها المحتمل اصبح أعلى حتماً من اسعار الفائدة حتى لو استمر تأثير الازمة الحالية على مؤشرات البورصات الدولية. وفي أقل من ساعة تحسن مؤشر "داو جونز" صباح امس وتراجعت خسارته من 130 نقطة لدى الافتتاح الى 15 نقطة، قبل ان يحقق بعض المكاسب ويرتفع نحو 35 نقطة في الخامسة بعد الظهر. ويتوقع المحللون ان يؤدي البدء في نشر النتائج السنوية لأكثر من 30 شركة كبيرة مدرجة في وول ستريت الاسبوع الجاري والاعلان عن تحقيقها ارباحاً، في زيادة شعور المستثمرين بالتفاؤل مع احتمال توزيع عائد مجز على الاسهم، في الوقت الذي تترك اسعار النفط الرخيصة وفترة الدفء التي عمّت الكثير من الدول خلال الاسابيع الماضية بتأثيرها في شكل ايجابي على أداء الاقتصادات والشركات الوطنية الغربية والاميركية وعلى الاسواق المجاورة للولايات المتحدة في اميركا اللاتينية التي تحسنت مؤشراتها أمس. وهبطت اسعار النفط الى ادنى مستوى لها منذ 45 شهراً امس بعد تعرضها لضربة قوية جديدة في اطار موجة الهبوط العاتية التي قوضتها بنسبة 30 في المئة خلال الاشهر الثلاثة الماضية. وكان هبوط اسعار الاسهم في اسواق آسيا اثار انخفاض سعر مزيج برنت القياسي الدولي بمقدار 40 سنتاً عند فتح اسواق اوروبا، في حين تركز اهتمام المتداولين على اساسيات العرض والطلب التي تدعم اتجاه الهبوط. وانتعشت اسعار عقود برنت لشهر شباط فبراير بعض الشيء عن مستوى الفتح الذي بلغ 15.10 دولار لتسجل 15.25 دولار في الثانية بعد الظهر بتوقيت غرينتش بانخفاض 25 سنتاً وهو مستوى لم تشهده الاسواق منذ نيسان ابريل 1994.