عندما يوغل المؤرخون في البحث عن جذور المسيحية في بلاد العرب، يتوقفون بنوع خاص عند ابواب الشام وجوارها ليشيروا الى تنصّر عدد كبير من القبائل العربية الوافدة اليها في حدود القرن الرابع الميلادي، وانتشار هذه القبائل في ما بعد باتجاه العراق وشبه الجزيرة العربية. وعندما يتحدث المؤرخون عن ماهية هذا التنصّر وانضوائه في طوائف، يشيرون الى النساطرة واليعاقبة والملكانيين. ويذهبون الى ان عملية التنصّر تمّت عن طريق النساك والرهبان في الشام والاساقفة والرهبان في العراق. أما في الجزيرة العربية فقد تسربت المسيحية الى القبائل العربية عن طريق التجار القادمين من الشام والعراق اضافة الى محاولة احتواء المجال العربي لاغراض اقتصادية وسياسية من قبل الامبراطوريتين البيزنطية والفارسية. اما في الفترة النبوية، وفترة الخلافة الراشدة، فقد توقفت عملية التنصّر، لا بل استبدلت بالأسلَمَة. فقد ترك كثير من المسيحيين العرب دينهم ودخلوا في الاسلام على ما يقول صاحب "فتوح الشام" الأزدي لأن "ظهور العرب أحب اليهم من الروم، وذلك من لم يكن منهم على دينه راسخاً". بينما كانت الأسلمة محدودة جداً بين صفوف المسيحيين العرب بالجزيرة الفراتية، لابتعادها عن نفوذ الاسلام، وبين عرب شمال سورية لارتباطهم بمراكز مسيحية قوية. تؤكد المرويات التاريخية التي تسردها سلوى بالحاج صالح العايب في كتابها عن "المسيحية العربية وتطوراتها" دار الطليعة - بيروت ان النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم اعتمد أسلوبين في دعوته الى الديانة الجديدة، فتارةً حمل عسكرياً على بعض تلك الجماعات مسيحيي دومة الجندل وأطراف الشام، وطوراً بعث اليهم برسله وكتبه وحاورهم وجادلهم في عقائدهم وكان ذلك مع مسيحيي نجران خصوصاً. وكان الهدف من هذه الحملات وتلك الاتصالات دعوة المسيحيين العرب الى أحد أمرين: إما الاسلام أو الخضوع للسلطة الاسلامية وأحكامها الجزية. وتراوحت ردود فعل المسيحيين العرب بين المقاومة في البداية ثم الخضوع مسيحيو كلب بدومة الجندل، وبين التحالف مع الروم ضد المسلمين المسيحيون العرب بجنوب الشام، وبين الاستجابة السريعة لدعوة محمد بالدخول في الاسلام عبدالقيس، سادة حمير، ناجية. وعلى العموم يُمكن القول تبعاً للوقائع التي يسردها الرواة والمؤرخون العرب ان النبيّ العربي سلك مع المسيحيين العرب سياسة التسامح الديني، وهي المعاملة التي يأمر بها القرآن. ومن ذلك سماح الرسول للمسيحيين العرب بالحفاظ على ديانتهم والنهي عن إكراههم على تركها مثلما أمر عماله: "ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يُفتن عنها". إضافة الى سنّه عدم التدخل في الشؤون الكنسية لطائفة نجران. ومن ذلك يمكن الاستنتاج ان الرسول العربي لم يقرر القضاء على المسيحية بين صفوف العرب مثلما قضى على الوثنية العربية، لكنه نجح في إخضاعها لسلطته وإبقائها في دائرة نفوذه. مع موت الرسول صلى الله عليه وسلم كانت المسيحية باقية بين قبائل وأحياء عربية. فابن عبدربه صاحب "العقد الفريد" في القرن العاشر الميلادي يشير الى ان "الجزيرة الفراتية مسكن ربيعة وأكثرها نصارى". وتذكر المرويات التاريخية والاخبار المتناقلة عن الأمويين والعباسيين ان حكامهم سلكوا سياسة اللين والتسامح مع المسيحيين، عدا بعض الفترات التي اتسمت بالتشدد معهم كما هي الحال في عهد عمر بن عبدالعزيز وبالخصوص في عهد المهدي. ومن الادلّة الواضحة على تمتّع المسيحيين العرب بالحرية الدينية في ظلّ الأمويين والعباسيين الأوائل توجّههم الى حياة الرهبنة. ولعل تسمية دير باسمهم "دير العرب" دليل كافٍ على انتشار ظاهرة الرهبنة. أضف الى ذلك استمرارهم في ممارسة عاداتهم الاجتماعية كأكل لحم الخنزير وشرب الخمر والقسم بالصليب والقربان، واللجوء في نزاعاتهم الى رؤسائهم الروحيين. أما التعامل الشعبي مع المسيحيين فهو دليل آخر على التسامح الاسلامي. فقد أشارت الروايات العربية الى تزوّج المسلمين من مسيحيات عربيات على حكم أهلهن ومنهم الشاعر الفرزدق. اما الشاعر الاخطل فقد لعب دور الحكم لقبيلة بكر بن وائل في المسجد. ويدخل المسجد في دمشق فيقف له المسلمون إجلالاً، وكان يدخل حمام الكوفة مع المسلمين بكل حرية. وكانت مجالس اللهو والغناء والطرب تضمّ مسيحيين ومسلمين. اما المواقف المعبّرة عن ازدراء المسلمين للمسيحيين العرب واتخاذ مسيحيتهم سلاحاً يوجّهونه ضدّهم وقت الحاجة فهي نادرة وناتجة عن اعتبارات شخصية، ولا تعبّر عن موقف شعبي عام. ومهما يكن من أمر فان أغلب الشواهد التاريخية، كما تقول سلوى العايب، تؤكد "حسن المعاملة الشعبية للمسيحيين العرب في ظلّ الاسلام"، وان العلاقة بين العربي المسلم والعربي المسيحي "سيطرت عليها القرابة الدموية والاخوّة العربية". إذا انتقلنا من المجال الديني الى المجال الاجتماعي رأينا ان المسيحيين العرب لعبوا دوراً مهماً في مجال الصيرفة والتجارة في ظل الامويين والعباسيين. وفي هذا المجال يذكر اسم عيسى بن البرّاء العبادي، وعون الجوهري العبادي الذي كان يستقرض منه كبار رجال الدولة العباسية. ويذكر بنو تغلب المزارعون والتجار والرعاة. لسيطرتهم على طريق الهند التجارية التي تصل بين البادية السورية ونهر الفرات، وتشقّ النهر نحو الشرق. ويُذكر ايضاً ان المسيحيين العرب شكّلوا نسبة عالية في العهد العباسي الاول في الطبقات المهنية العليا من المجتمع من خلال المترجمين والاطباء والصيارفة، وأسهموا في بناء الحضارة العربية بإثراء التراث العربي وذلك بالعناية باللغة العربية وآدابها وبنقل التراث الفكري الديني والعلمي اليوناني والسرياني الى العربية. مكّنت المقدرة الادبية والحالة الاقتصادية والمعرفة الطبية بعض المسيحيين العرب من ان يرقوا بمكانتهم ويلازموا الخلفاء والامراء. ولم يكن تعامل هؤلاء معهم مستنداً الى مخطط دقيق ومتماسك، وإنما كان تناوباً مزاجياً بين تدابير متسامحة وتدابير متشددة. هذه التدابير في شقها المتشدد، توطّدت مع الفقهاء الذين أدخلوا بعض التصلّب في معاملتهم للمسيحيين منذ أواخر القرن الثاني للهجرة. أما الصراع العقائدي الذي تمّ بين الاسلام والمسيحية العربية فقد ظلّ في نطاق عربي - عربي، ولم يتخذ شكل مواجهة بين عالمين واحد إسلامي وآخر مسيحي الا في القرن الحادي عشر مع دخول الفرنجة ساحة الصراع، ومع دخول الاستعمار الغربي الانكليزي والفرنسي في القرن التاسع عشر، الى ديار العرب المسيحيين والمسلمين. يذكر رضوان السيد في كتاب "المسيحية والاسلام مرايا متقابلة" منشورات جامعة البلمند ان العلاقات المسيحية الاسلامية في الحقب الحديثة انبنت انطلاقاً من الجدل الذي بدأه رجالات الكنائس الغربية لاغراض تبشيرية، وسرعان ما تحوّل الى مظهر من مظاهر الهجمة الغربية على المشرق الاسلامي والعربي. وقد ردّ المسلمون على الهجمات بالدفاع عن الاسلام من جهة، وإبراز عيوب المسيحية من جهة ثانية. في العام 1862 نشر القس البروتستانتي بغاندر كتاباً باسم "ميزان الحق" ضدّ الاسلام، فتصدّى له شيخ هندي اسمه رحمة الله بتأليف كتاب سمّاه "إظهار الحق"، ترافق زمنياً مع تمرّد المسلمين في الهند على البريطانيين العام 1857. وجاءت نهاية الحرب العالمية الاولى بمستجدات لم تكن في الحسبان، منها سيطرة الانتدابين الفرنسي والبريطاني على بلدان المشرق، وازدياد الارساليات التبشيرية قوّة ونفوذاً. وفي تلك الفترة بدأت هواجس المسلمين المتعلقة بدينهم وقيمهم، والتباسية علاقتهم بالغرب، تعبّر عن نفسها في أوساط المثقفين الدينيين بأشكال عدة على ما يذكر رضوان السيد، وذلك من خلال "التحفّظ على أطروحات الاصلاح الكبرى التي شهرت في القرن التاسع عشر، وفي الانصراف للتأليف عن الشخصيات والماضي الاسلاميين، إظهاراً للندّية التي يتمتع بها المسلمون ماضياً على الاقل مع الغرب، وعرض معجزات النبي، وتفرّد شخصيته، بالمقاييس الحديثة، ونقد المبشرين والمستعمرين والمستشرقين، والحملة عليهم باعتبارهم معاول هدم في الجسم الاسلامي المتهالك". في هذه الفترة ظهر كتابان حول العلاقات العقائدية بين المسيحية والاسلام، كتابان يكملان ما بدأه الشيخ الهندي رحمة الله، والشيخ المصري محمد رشيد رضا. الاول بعنوان "محاضرات في النصرانية" للشيخ المصري محمد ابو زهرة، والثاني "التبشير والاستعمار" للبنانيين عمر فروخ ومصطفى الخالدي، ثم يأتي بعد ذلك في الخمسينات كتاب المصري أحمد شلبي "المسيحية - مقارنة الاديان". ويليه في السبعينات والثمانينات عشرات الكتب المنشغلة بالرد على المسيحيين الغربيين، ومن أهمها كتاب المصري متولي يوسف شلبي بعنوان "أضواء على المسيحية" وكتاب "مناظرة بين الاسلام والنصرانية" لعدد من المؤلفين صادر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والدعوة والارشاد في السعودية، وكتاب الشيخ اللبناني حسن خالد "موقف الاسلام من الوثنية واليهودية والنصرانية"، وكتاب الباحث المصري أحمد زكي "إنزعوا قناع بولس عن وجه المسيح". تبدو الكتب المشار اليها، على ما يرى رضوان السيد في الكتاب المذكور أعلاه، وكأن مؤلفيها استفادوا في مجادلتهم للمسيحية الغربية، من الدراسات النقدية لنصوص العهدين القديم والجديد، ومن المأثور الاسلامي. ولكن استفادتهم التي بدأت بالتركيز على الجوانب العقدية في الدين المسيحي انتهت في الستينات والسبعينات الى المزج والخلط بين المسيحية والغرب والاستشراق والغزو الثقافي والاستعمار والصهيونية والتآمر على العرب والاسلام. يكتب رضوان السيد في هذا السياق: "ومع ان هذا الجدال تحوّل في العقود الاخيرة الى "كليشيهات" لا تهدف الى مجادلة المسيحيين والمسيحية بقدر ما تهدف الى التحشيد ضد مظاهر التغريب والتحديث والاستيلاء، فانه عنى ويعني ان هناك سوء فهم عميقاً بين المسلمين والمسيحيين". إذا كان سوء الفهم بين المسلمين والمسيحيين يعود في الحقبة الحديثة الى أسباب في معظمها سياسية اقتصادية، من قبل الغرب التوسعي، فإن الوثيقة التي أصدرها المجمع الفاتيكاني الثاني تعتبر منعطفاً تاريخياً وأساسياً في تصويب علاقة المسيحيين بالمسلمين. كما ان الرسائل الرعوية الثلاث التي أصدرها مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك والدعوات التي تضمنها السينودس من اجل لبنان، تشكل نهجاً جديداً يسير عليه الفكر المسيحي المعاصر في الحوار مع المسلمين. تنظر الوثيقة التي أصدرها المجمع الفاتيكاني الثاني في الستينات بتقدير "الى المسلمين الذين يعبدون الله الواحد، الحي القيوم، الرحمن القدير الذي خلق السماء والارض، وكلّم الناس. انهم يسعون بكل نفوسهم الى التسليم باحكام الله، وان خفيت مقاصده، كما سلّم لله ابراهيم الذي يفخرالدين الاسلامي بالانتساب اليه. وانهم على كونهم لا يعترفون بالمسيح إلهاً، يكرّمونه نبياً، ويكرّمون أمه العذراء مريم، مبتهلين اليها احياناً بايمان. ثم انهم ينتظرون يوم الدين الذي يجازي فيه الله جميع الناس بعدما يبعثون احياء. من اجل هذا يقدّرون الحياة الابدية، ويعبدون الله بالصلاة والصدقة والصوم خصوصاً". استناداً الى هذه الامور المشتركة بين المسيحية والاسلام يطلب المجمع من المسيحيين والمسلمين ان ينسوا المنازعات والعداوات القديمة، ويعملوا اليوم في التفاهم والتعاون على عمل الخير ونشر القيم الروحية والاخلاقية. تقول الوثيقة: "ولئن كان قد وقع، في غضون الزمن، كثير من المنازعات والعداوات بين المسيحيين والمسلمين، فان المجمع يحرّضهم جميعاً على نسيان الماضي، والعمل باجتهاد صادق في سبيل التفاهم في ما بينهم، وان يحموا ويعززوا كلهم معاً، من اجل جميع الناس، العدالة الاجتماعية، والقيم الروحية، والسلام والحرية". وفي الرسائل الرعوية الثلاث التي أصدرها مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك نقرأ حول العلاقة بين المسيحيين والمسلمين ان "المسيحيين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما ان المسلمين في الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين". ومن هذا المنطلق فإن المسلمين والمسيحيين مسؤولون عن بعضهم بعضاً أمام الله والتاريخ، ولذا يتحتّم عليهم ان يبحثوا بشكل مستمر، كما تذكر الرسائل، عن صيغة، لا للتعايش فحسب بل للتواصل الخلاق والمثمر الذي يضمن الاستقرار والأمان لكل مؤمن بالله في وطنه بعيداً عن آلية الحقد والتعصّب والفئوية ورفض الآخر. وفي الدعوات التي تضمنها السينودوس من أجل لبنان، وفي مجال العلاقات بين المسيحيين والمسلمين نقرأ: "بفضل الاخوة التي تجمعهم ينكشف رقاء هذا الحوار انهم قادرون ان يتجاوزوا من ناحية أولى كل الصعوبات الذهنية والانفعالية، ومن ناحية اخرى ان يتخطّوا كل العثرات التاريخية التي استغلّت غالباً لتفرقتهم. وما يشجعهم على ذلك هي ارادتهم الصلبة في السير معاً من اجل بناء وطن المستقبل". إذا كانت العلاقات بين المسيحية والاسلام في ظل الفترة النبوية، وحكم الامويين والعباسيين، قد عرفت التشدد احياناً والتسامح احياناً اخرى، واذا كانت هذه العلاقات في الحقبة الحديثة خضعت للهجمة الاستعمارية على بلدان المشرق وردّ فعل المسلمين الخائفين على هويتهم في هذه البلدان من الاضمحلال... فإن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين منذ المجمع الفاتيكاني الثاني اتّسمت بالدعوة الى التعايش والحوار وأدت الى التعاون في مختلف المجالات الدينية والاخلاقية والاقتصادية والثقافية، وذلك بتقريب الدنيا من الدين في المسيحية والاسلام. يذكر المطران خضر في المؤلف الجماعي الصادر عن جامعة البلمند "الدين والدنيا في المسيحية والاسلام" ان من جوانب الديموقراطية المهمة في لبنان "ان تكون مكان التلاقي لمجتمع تعددي يتغذّى الواحد فيه من روافد روحية عديدة، وقد لا يبقى له من توقه الى الوحدة غير تلاقي هذه الروافد في نفسه ... وكأن اللغة العربية وآدابها، وفنون المشرق وزخرفه وحلاوة العيش الواحدة وطبائعنا القومية، هي الارض التي تطمئن أنت اليها، وكأن دنياك حتى لقائنا في اليوم الاخير هي المائدة الوحيدة التي ارتضى الله ان ينزلها علينا معاً من السماء تكون عيداً لاوّلنا ولآخرنا". ويشير الباحث والمفكر محمد سليم العوّا، في الكتاب الآنف الذكر، ان الناظر في أصول الاسلام لا يجد ما يقيّد الامة بشيء في سبيل تنظيم وضعها موضع التنفيذ، والوسائل بداهة وضرورة - على ما يضيف العوّا - تختلف من عصر الى عصر، ومن قوم الى قوم، ولا تثريب على أهل بلد اسلامي إن رأوا اتخاذ ما لا يحتاج اليه بلد آخر، أو ابتدعوا ما لم يسبقهم اليه سابق، أو اقتبسوا من تنظيم غيرهم ما يحفظ لهم حقوقهم ويصون عليهم حرّياتهم وحرماتهم. فهل يمكن ان تقوم قائمة لنظام سياسي إسلامي في العصر الحاضر وهو ينكر على الناس اختلاف الرأي، وهو فطرة؟ أو وهو ينكر على الناس حرية التعبير عن الرأي، وهو حقّ أزلي؟ أو وهو ينكر على الناس التجمّع لبيان ما يرونه حقاً أو يعتقدونه باطلاً، وهو أمر ربّاني؟". في الواقع ان حوار المؤمنين من المسيحيين والمسلمين حول قضايا الدين والدنيا يأخذ في لبنان بُعداً مهماً يتمثل عند البعض في نقد النزعة "الجوهرانية" الطائفية التي تفترض ان لكل جماعة شخصية متجانسة وطبائع ثابتة تكوّنت في كنف الهوية الدينية، وباتت قائمة بذاتها. ويتأتى عن هذا النقد، إذا ما سار في طريقه القويم، تحرير الثقافة الدينية من سطوة الثقافة الطائفية، والوصول الى بناء علاقات للمواطنة الحقّة.