أعربت مصادر مأذون لها في وزارة الخارجية الجزائرية في تصريحات الى "الحياة" امس عن ارتياحها الى تخلي واشنطن عن فكرة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في المجازر الجزائرية. واعتبرت هذه المصادر ان هذا التراجع يمثل "انتصاراً للديبلوماسية الجزائرية". وأشادت بپ"التفهم الاميركي للأزمة الجزائرية". وكانت الولاياتالمتحدة تراجعت الجمعة الماضي عن مطالبتها باجراء تحقيق دولي عن المجازر في الجزائر مؤكدة انها لا تسعى الى مثل هذا التحقيق. وأكدت انها تدعم مهمة يجريها مقرر للأمم المتحدة في هذا البلد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس فولي: "نشجع زيارة مقرر من الأممالمتحدة لكننا لا نسعى الى تشكيل لجنة تحقيق دولية". وأعربت واشنطن عن دعمها لمهمة يقوم بها وفد من الاتحاد الأوروبي في العاصمة الجزائرية. وأضاف الناطق: "نشاطر الاتحاد الأوروبي ودولاً اخرى من المجتمع الدولي قلقها في شأن المجازر في الجزائر وضرورة الحصول على صورة افضل عن ما يحصل في هذا البلد". ووافقت السلطات الجزائرية على زيارة فريق يمثل "الترويكا" الأوروبية يضم ممثلين لبريطانيا والنمسا ولوكسمبورغ بشرط عدم طرح اسئلة محرجة او المطالبة بتحقيق عن المجازر. وكانت وزارة الخارجية الاميركية دعت الاثنين الى فتح تحقيق دولي في شأن المجازر التي أدت الى مقتل مئات الاشخاص في الاسبوعين الاخيرين. لكن الجزائر لم ترحب باقتراح واشنطن واستدعت السلطات الجزائرية السفير الاميركي كاميرون هيوم وأبلغته رفضها الاقتراح الاميركي رفضاً قاطعاً. واستاءت السلطات الجزائرية خصوصاً من التعليقات الاميركية التي ألمحت الى الغموض الذي يحيط بهذه المجازر الأمر الذي يعطى بعض الوزن لاتهامات تفيد ان القوات المسلحة الجزائرية تقف وراء بعض هذه المجازر. وتحمل السلطات الجزائرية تنظيم "الجماعة الاسلامية المسلحة" المسؤولية عن هذه المجازر. وأبلغت الحكومة الجزائرية السفير الاميركي بأنها مستعدة لاستقبال موفد للأمم المتحدة وأعربت وزارة الخارجية الاميركية الثلثاء عن تأييدها لهذا الاقتراح. وأفادت مصادر ديبلوماسية ان مهمة المقرر ستكون محددة بوضوح وأنه لن يسعى الى معرفة هوية مرتكبي اعمال العنف الاخيرة. المذابح على الصعيد الأمني اكدت الصحف الجزائرية الصادرة امس ان 37 مدنياً قتلوا في هجومين جديدين نسبا الى الجماعات المسلحة في سعيدة غرب وسور الغزلان جنوب وعند حاجز متنقل. وأفادت الصحف ان 26 مواطناً بينهم 11 صبياً تتراوح اعمارهم بين 8 و14 عاماً وأربع سيدات قتلوا ذبحاً في منطقة بني يدو التي تبعد 30 كيلومتراً من سور الغزلان في ولاية البويرة. وقالت صحيفة "الوطن" ان ثلاثة اشخاص اصيبوا بجروح وان المهاجمين خطفوا اربع شابات قبل ان يلوذوا بالفرار عندما تدخلت قوات الأمن. وذكرت صحيفة "اوتانتيك" الموالية للحكومة ان الجيش قتل أربعة مهاجمين وان ثكنة للجيش موجودة في هذه المنطقة التي تبعد نحو 100 كيلومتر الى جنوب شرق الجزائر. وأكدت الصحف ان افراد اسرة مؤلفة من تسعة اشخاص قتلوا مساء يوم الخميس الماضي في دوار ظريف في ولاية سعيدة. ونقلت الصحف عن شهود ان المعتدين وصلوا على متن شاحنة عند موعد الافطار. وقالت صحيفة "الوطن" ان امرأة في الپ76 قطع رأسها في حين ذبحت ابنتها وزوجة ابنها. وذكرت "لا تريبون" ان شخصين قتلا الخميس على الطريق بين سيدي بلعباس ومعسكر غرب وأصيب 10 بجروح عند حاجز متنقل. وتعتبر هذه الطريق الوعرة وسط الغابات خطيرة جداً. الى ذلك، قتل مؤيدو نائب منتخب في مجلس الشعب مساء اول من أمس، أمير منطقة الزبربي المعروف باسم طوطاح بلقاسم، وهو من اهم العناصر الناشطة في ولايات البويرة وتنسب اليه معظم الجرائم التي تقع في المنطقة.