لم يرغب في اللعب كأترابه طفلاً، ولم يمارس من شقاوة الطفولة سوى اختلاس قطع الأقمشة ليصنع منها فساتين للدمى. نشأ في مشغل امه بين الألبسة والتصاميم التي استهوته، فراح يقلد والدته في مهنتها بفضولية الاطفال وولعهم باكتشاف الأشياء واثبات جدارتهم امام الآخرين. وهكذا اصبح ابراهيم الشريف أصغر مصمم أزياء في لبنان وهو في الثالثة عشرة من عمره عندما نفذ وعرض اول مجموعة له، ونشرت في مجلات الأزياء واستغرق تحضيرها ثلاث سنوات اي عندما كان في العاشرة كما تقول والدته. وتضيف: "كان يمضي معظم وقته في المشغل بعد المدرسة وكان في طفولته فضولياً كثير الأسئلة ويرسم كثيراً. وكانت افكاره ورسوماته جميلة وجديدة ولم يكن يرسم ليتسلّى بل حباً بالتصميم. وتوافر الإمكانات امامه دفعه الى التعلق بالمهنة، فاكتشفت بعدها انه موهوب ونفذت له أول فستان لأرضيه". ويقول بوب الاسم الذي يوقع به: "كنت اجلس مع الماما وهي ترسم وتصمم وتخيط، ورحت اقلدها وكانت تشجعني وتعلمني وتطلب مني ان أقدم الأحسن والأفضل". ومن علمك سواها؟ يجيب: "علمتني شقيقتي وفي العطلة الصيفية علمني استاذ رسم المانوكان والموديلات". وهل تحترف التصميم؟ "طبعاً إن شاء الله عندما انال شهادة الدروس المتوسطة السنة المقبلة سأذهب الى إيطاليا لأدرس التصميم في احد معاهدها". ويتابع قائلاً: "أحلم بالفساتين في الليل أو أتخيّلها قبل أن أغفو واتذكرها في الصباح لأرسمها، واذا نسيت فكرة استعين بالمجلات وأحياناً أدمج بعض الموديلات لأصمم فستاناً غريباً". وبمن تأثر من المصممين؟ "ايلي صعب وروبير ابي نادر في لبنان، ومن العالم فرساتشي لأنه مثلي نشأ في مشغل امه... وافكاره غريبة". وعن جديده يقول: "نحضر لعرض المجموعة المجنونة في الربيع المقبل". ولمن يتمنّى ان يصمم؟ "للمطربة صباح ومادونا ونوال الزغبي لأنهن انيقات واجسامهن جميلة وأتمنى ان اصبح شهيراً وأصمم لكل النجوم". وتختم والدته: "ما من أحدً تبنّاه فنياً في لبنان او تحرك لتشجيعه على رغم اشادتهم بأعماله، وبعضهم يدفعني لأسجّله في كتاب "غينيس" كأصغر مصمم أزياء. واذا عرفت كيف السبيل الى ذلك فسأسجله".